الجمعة 19 أبريل 2024 01:43 صـ 9 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

      التقوى هي  :  السلاح الأقوى

    رابطة علماء أهل السنة

                            التقوى هي  :  السلاح الأقوى

    والذي ينبغي أن يتسلح به من أراد السلامة والنجاة في الدنيا والآخرة. 
    وهي الوقاية والتوقي بفعل المأمورات واجتناب المنهيات ، فإن العابد لربه يتقي غضب الله وسخطه ، وما يبعده عن رضوانه وكرامته. 
    ولم يأمر الله عزوجل الناس بعبادته إلا ليعدهم ويؤهلهم للتقوى؛ لما تؤثر فيهم من خشيته سبحانه ومراقبته؛ فتزكو نفوسهم وتقوى هممهم، ولهذا قال عز وجل : "لعلكم تتقون" .
    وإنماالباعث عليها أمور منها : الإيمان بالله وتصديق وعده، و خوف عقابه ورجاء ثوابه  في الدنيا والآخرة، والحياء منه عزوجل والشكر له على نعمه، والعلم به: " إنما يخشى الله من عباده العلماء "
    وتعظيم جلاله وقدره، واليقين به وصدق محبته، فالحب الصادق لله عزوجل يثمر؛ طاعة وإخلاصا. 
    ولله در القائل 
    تعصي الإله وأنت تظهر حبه 
                هذا لعمري في القياس بديع 
    لو كان حبك صادقا لأطعته 
                إن المحب لمن يحب مطيع .

    وللتقوى درجات ومقامات :

    (أولها) أن يتقي العبد الكفر ، وهذا مقام الإسلام. 
    (ثانيها) أن يتقي المعاصي ولا يتعدى  الحرمات، وهذا مقام التوبة. 
    (ثالثها)  أن يتقي الشبهات ، وهذا مقام الورع .
    (رابعها) أن يتقي بعض المباحات ، وهذا مقام الزهد. 
    (خامسها)  أن يتقي حضور غير الله عزوجل  على قلبه ، وهذا مقام المشاهدة.

    فضائل التقوى:

    وللتقوى فضائل مستنبطة من كتاب الله عز وجل وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم. فالمتقي : هو الذي ينتفع بهداية القرآن الكريم لقوله تعالى : "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" والمتقون : هم أهل النصرة والولاية والمحبة ، وقد حظوا بمعية الله عزوجل قال سبحانه: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " وقال أيضا : "والله ولي المتقين" وقال كذلك : "إن الله يحب المتقين ".
    وهي المخرج من الفتن و الهم والضيق، وجعلها الله عزوجل سببا في تفريج المحن و الكروب وسعة الرزق وتيسير الأمور وتكفير السيئات وإعظام الأجور ، وهذا كله واضح من خلال  الآيات الكريمة  في قوله تعالى : "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" وقوله تعالى: " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" " ومن يتق يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا" 
    ومن أعظم فضائل التقوى : أن الله عزوجل جعلها السبب الأهم في قبول الأعمال الصالحة  يقول سبحانه : "إنما يتقبل الله من المتقين" 
    وهي أساس النجاة والفلاح في الحياة وبعد الممات قال سبحانه وتعالى : "وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لايمسهم السوء ولاهم يحزنون"  "واتقوا الله لعلكم تفلحون".  وأهل التقوى هم أصحاب البشارة وأهل الولاية في الحياة الدنيا وفي الآخرة لقوله تعالى : "ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة "
    وهم الموعودون بالجنة والنعيم والناجون من النار والجحيم يقول سبحانه وتعالى: "إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم"  وقال عن نجاتهم من العذاب يوم القيامة :  "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا "
    وهي وصية الله عزوجل في الأولين والآخرين: " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "
    ولأهميتها وفضلها وعظيم قدرها  أمر الله عزوجل بها أعظم خلقه ومصطفاه سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" كما في قوله تعالى: " ياأيها النبي اتق الله" 
    والحديث عن التقوى يطول فهي الغاية  المرجوة من إيمان المؤمنين وعمل الصالحين .
    لكن في هذا القدر كفاية لمن أراد التوفيق والهداية. جعلني الله عزوجل وإياكم من أوليائه المتقين وعباده الصالحين وجنده الغالبين وحزبه المفلحين.
    الراجي عفو ربه 
    فايز النوبي

    التقوى الإيمان الإحسان التوبة الرباط

    مقالات