الجمعة 26 أبريل 2024 03:35 صـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار سوريا

    سوريا : معركة الباب.. امتحان للتقارب التركي الروسي بسوريا

    رابطة علماء أهل السنة

       سيطر الجيش السوري الحر المدعوم بشكل مباشر من  الجيش التركي على مواقع حيوية في مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي.  ومع هذا التقدم يصبح الجيش الحر هو الأوفر حظا في السيطرة على كامل المدينة التي شكلت الهدف الإستراتيجي الأهم لمعارك طويلة ومتعددة الأطراف للسيطرة عليها.

    وأعلن الحليفان الجيش السوري الحر وتركيا مدينة الباب الهدف الإستراتيجي الأهم لعملية درع الفرات التي انطلقت في أغسطس/آب الماضي، وحققت العملية مكاسب ميدانية كبيرة إذ انتزعت من التنظيم الشريط الحدودي مع تركيا الممتد مئة كيلومتر بين مدينتي جرابلس وإعزاز بعمق 15 كلم، وهو ما يرسم عمليا حدود المنطقة الآمنة التي طالما طالبت بها تركيا، ولا تكتمل إلا ببسط السيطرة على مدينة الباب،  لتغدو المدينة البوابة الجنوبية للمنطقة الآمنة.

    وقد جاء الإعلان عن العملية بعد شهر واحد من سيطرة الوحدات الكردية على مدينة منبج (غرب الفرات).

    ولطالما شكل انتقال المقاتلين الأكراد من شرق الفرات إلى غربه خطوطا تركية حمراء. وتحرم المنطقة "الآمنة" -الموجودة بحكم الأمر الواقع- الوحدات الكردية من وصل مناطقها شرق نهر الفرات بتلك الموجودة غربه، وهذا هو مبرر تسمية العملية العسكرية التي تقودها تركيا بـ"درع الفرات"، ليصار إلى كبح تقدم الوحدات الكردية الذي انطلق من محورين: منبج في الشرق وعفرين في الغرب، لتتوقف هذه القوات على مسافة أكثر من 15 كلم شرق مدينة الباب وغربها.

    لاعب جديد
    ومع كبح تقدم الوحدات الكردية ظهر لاعب جديد ومتأخر في المشهد الميداني في هذه المنطقة، ألا وهو قوات النظام السوري المدعومة بمليشيات إيرانية، بل إن هذه المليشيات تشكل قوته الضاربة في معارك الباب. وحققت قوات النظام تقدما سريعا جنوب المدينة وجنوب غربها، ووصلت إلى بُعد نحو خمسة كيلومترات منها.

    القائد العسكري في الجيش السوري الحر محمد عليطو، تحدث للجزيرة نت قائلا إن معارك السيطرة على مدينة الباب بدأت فعليا بعد إتمام السيطرة على كامل المناطق شمال المدينة والالتفاف حولها من جهتي الغرب والشرق. وأوضح أن "عملية السيطرة على كامل مدينة الباب بدأت في 8 فبراير/شباط الجاري".

    وعن تقدم قوات النظام إلى محيط المدينة، قال عليطو إن "النظام السوري لا يختلف عن تنظيم الدولة الإسلامية، وهو بالنسبة لنا عدو، ومواجهته أمر قائم ومتوقع".

    أربع قوى تتنافس على الباب: الجيش الحر المدعوم تركيا (الأخضر) وقوات النظام ومليشياته (الأحمر) والمليشيات الكردية (الأصفر) وتنظيم الدولة (البني) 

    مواجهة محتومة

    وقد نفذ الجيش السوري الحر عملية التفاف من غرب مدينة الباب إلى جنوبها، وسيطر بالفعل على مدينة دوار تادف في مسعى منه لقطع الطريق على قوات النظام ومنعها من التقدم أكثر باتجاه المدينة. وجاء هذا بعد تسجيل أول صدام مسلح بين قوات النظام والجيش السوري الحر في قرية أبو الزندين يوم 9 فبراير/شباط الجاري.

    ومع التعقيد في المشهد الميداني حول الباب والتغيرات الإقليمية والدولية المتعلقة بسوريا والتي تتأثر وتؤثر  بسير معارك السيطرة على الباب، وحول احتمالات تجدد الصدام المسلح بين قوات النظام والجيش السوري الحر التابع للمعارضة المسلحة؛ يقول المحلل العسكري والإستراتيجي عبد الناصر العايد للجزيرة نت "ستكون هناك خطوط فصل بين قوات النظام والمعارضة السورية المسلحة بإشراف روسي، وسيبقى هذا ما دام التفاهم التركي الروسي ساريا، إذ لا مصلحة لروسيا أو تركيا في حدوث صدام جديد أو في  التصعيد".

    ويضيف العايد "أعتقد أن هناك محاولات إيرانية للتشويش على حالة التفاهم الروسي التركي، وربما الأميركي لاحقا، وستحاول إيران أن تفتعل صداما ما لم يتم إشراكها في كل التفاهمات الجارية".

    وعن سبب تقدم قوات النظام السريع والمفاجئ، قال العايد "إن قوات النظام استغلت ضعف تنظيم الدولة بسبب الهجوم التركي، وقامت بالتقدم بحيث لا يترك الأمر كله لتركيا في هذه المنطقة".

    المعارك تجري حيث يتوقع أن تكون المنطقة الآمنة (الجزيرة)

    مناطق سيطرة الجيش الحر (الأخضر) وتنظيم الدولة (البني) داخل مدينة الباب (الجزيرة)

    المصدر : الجزيرة

    سوريا النظام داعش الباب الجيش الحر تركيا روسيا

    أخبار