الخميس 25 أبريل 2024 12:05 مـ 16 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    حوار مع الشيطان

    رابطة علماء أهل السنة

    حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد 
    فقال لي :عليك ليل طويل فارقد .
    قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة
    قال :الأوقات طويلة عريضة

    قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة 
    قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة

    فما قمت حتى طلعت الشمس ... 
    فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات 

    وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار

    فقلت: أشغلتني عن الدعاء
    قال: دعه إلى المساء 

    وعزمت على المتاب ، فقال: تمتع بالشباب !
    قلت: أخشى الموت
    قال: عمرك لا يفوت ... 

    وجئت لأحفظ المثاني 
    قال: روّح نفسك بالأغاني
    قلت: هي حرام
    قال: لبعض العلماء كلام! 
    قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
    قال: كلها ضعيفة 

    ومرت حسناء فغضضت البصر 
    قال: ماذا في النظر؟
    قلت: فيه خطر 
    قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال 

    وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق ..
    فقال: ما سبب هذه السفرة ؟ 
    قلت: لآخذ عمرة 
    فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة
    قلت: لابد من إصلاح الأحوال 
    قال: الجنة لاتدخل بالأعمال

    فلما ذهبت لألقي نصيحة ..
    قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة
    قلت: هذا نفع العباد 
    فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد 

    قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص؟ 
    قال : أجيبك على العام والخاص 
    قلت : أحمد بن حنبل؟ 
    قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل 
    قلت : فابن تيمية؟ 
    قال : ضرباته على رأسي باليومية 
    قلت : فالبخاري؟ 
    قال : أحرق بكتابه داري 
    قلت : فالحجاج ؟ 
    قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج 
    قلت : فرعون ؟ 
    قال : له منا كل نصر وعون 
    قلت : فصلاح الدين بطل حطين؟ 
    قال : دعه فقد مرغنا بالطين 
    قلت : محمد بن عبدالوهاب؟ 
    قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب 
    قلت : أبوجهل؟ 
    قال : نحن له أخوة وأهل 
    قلت : فأبو لهب ؟ 
    قال : نحن معه أينما ذهب ! 
    قلت : فلينين؟ 
    قال : ربطناه في النار مع استالين 
    قلت : فالمجلات الخليعة ؟ 
    قال : هي لنا شريعة 
    قلت : فالدشوش ؟ 
    قال : نجعل الناس بها كالوحوش 
    قلت : فالمقاهي ؟ 
    قال : نرحب فيها بكل لاهي 
    قلت : ما هو ذكركم؟ 
    قال : الأغاني 
    قلت : وعملكم؟ 
    قال : الأماني 
    قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟ 
    قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق 
    قلت : فحزب البحث الاشتراكي ؟ 
    قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي 
    قلت : كيف تضلّ الناس ؟ 
    قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات 
    قلت : كيف تضلّ النساء ؟ 
    قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور 
    قلت : فكيف تضلّ العلماء؟ 
    قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور 
    قلت : كيف تضلّ العامة ؟ 
    قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة 
    قلت : فكيف تضلّ التجار ؟ 
    قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات 
    قلت : فكيف تضلّ الشباب ؟ 
    قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام 
    قلت : فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟ 
    قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة 
    قلت : فأبو نواس؟ 
    قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس 
    قلت : فأهل الحداثة؟ 
    قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة 
    قلت : فالعلمانية؟ 
    قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني 
    قلت : فما تقول في واشنطن؟ 
    قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن 
    قلت : فما رأيك في الدعاة ؟ 
    قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت  ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت 
    قلت : فما تقول في الصحف ؟ 
    قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف 
    قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟ 
    قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم 
    قلت : فما فعلت في الغراب ؟ 
    قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب 
    قلت : فما فعلت بقارون ؟ 
    قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز 
    قلت : فماذا قلت لفرعون ؟ 
    قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر 
    قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟ 
    قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم 
    قلت : فماذا يقتلك ؟ 
    قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي 
    قلت : فما أحب الناس اليك ؟ 
    قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون 
    قلت : فما أبغض الناس اليك ؟ 
    قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد 
    قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !

    الشيطان الصلاة الذكر التوبة العلماء الدش الجماعة

    مقالات