الجمعة 19 أبريل 2024 08:31 صـ 10 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار أفريقيا

    مهاجرون في سوق العبيد.. قصص مروعة لأفارقة ينتهى بهم الحال للموت جوعا في ليبيا

    رابطة علماء أهل السنة

    زعمت مجموعةٌ من المهاجرين الناجين لإحدى وكالات الأمم المتحدة، إنَّ مهاجري غرب إفريقيا يُباعون ويُشتَرَون علناً في أسواق العبيد في ليبيا.

    وجاءت أقوالهم التي أدلوا بها المنظمة الدولية للهجرة بعد مساعدتها إياهم للعودة لديارهم، وفقا لتقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

     

    البيع علنا

     

    وكان الأشخاص الذين هُرِّبُوا عبر ليبيا قد أبلغوا سابقاً عن تعرضهم للعنف والابتزاز والاستعباد. غير أنَّ الشهادات الجديدة، الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، تُفِيد بأن الاتجار في البشر قد أصبح أمراً معتاداً لدرجة ممارسته علناً في ليبيا.

    وقال محمد عبد القادر، مدير العمليات والطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة: "يمكن إضافة أحدث تقارير أسواق الاتجار في المهاجرين إلى قائمةٍ طويلة من الاعتداءات الحادثة في ليبيا، فالموقف أليم، وكلما انخرطت المنظمة الدولية للهجرة أكثر في ليبيا، كلما تعلمنا أكثر أنَّ الوضع مؤسف جداً بالنسبة للمهاجرين".

    وتُعَدُ ليبيا، الواقعة شمال إفريقيا، نقطة خروج رئيسية للمهاجرين القادمين من إفريقيا في محاولةٍ منهم للإبحار نحو أوروبا. 
    إلا أنَّه منذ الإطاحة بالقائد المستبد معمر القذافي، انجرفت الدولة ذات المساحة الواسعة، رغم قلة كثافتها السكانية، نحو موجةٍ من الفوضى العنيفة، مما أضعف أكثر من موقف المهاجرين الذين لا يملكون المال الكافي أو أية أوراق رسمية.

     

     

    شهادة أحد الناجين

     

    وقال أحد الناجين السنغاليين، يبلغ من العمر 34 عاماً، إنَّه قد تم اقتياده لمنطقةٍ مغبرة في مدينة سبها بجنوب ليبيا، بعد عبوره الصحراء آتياً من النيجر في حافلةٍ تابعة للمهربين. 
    وكانت المجموعة بالحافلة قد دفعت للمهربين لإيصالها للساحل، حيث كانوا يخططون للمخاطرة بالسفر إلى أوروبا عبر البحر، إلا أنَّ سائق الحافلة توقف بهم فجأة، موضحاً أنَّ الوسطاء لم يدفعوا له مستحقاته، ثم قرر عرضهم للبيع.

    وأوضحت ليفيا مانانتي، الضابطة في المنظمة الدولية للهجرة والمقيمة في النيجر، والتي تعنى بمساعدة المهاجرين الراغبين في العودة لديارهم، طبيعة ما يحدث قائلةً: "إنَّ الرجال في العربة تم اقتيادهم إلى ما يبدو أنَّه مساحة او موقف للسيارات، حيث كان يحدث نوعٌ من أنواع تجارة العبيد. وكان هناك سكانٌ محليون، وصفهم المهاجرون بأنَّهم عرب، يشترون المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء الكبرى".

    وكانت مانانتي قد أجرت مقابلةً مع هذا الناجي السنغالي بعد أن فر من ليبيا في وقتٍ سابق من شهر إبريل / نيسان 2017، وقالت إنَّ الإفادات عن أسواق العبيد في ليبيا أكدها مهاجرون آخرون كانت قد تحدثت إليهم بصفةٍ شخصية في النيجر، بالإضافة لمهاجرين أُجرِيَت مقابلاتٌ معهم بواسطة زملاءٍ لها في أوروبا.

    وقالت مانانتي: "أكد عددٌ من المهاجرين الآخرين قصة هذا الناجي، ووصفوا جميعاً هذه الأسواق التي يُباع فيها العبيد، فضلاً عن أشكالٍ مختلفة من السجون الخاصة في جميع أنحاء ليبيا. 
    وقد أكدت المنظمة الدولية للهجرة في إيطاليا تشابه قصة هذا الناجي مع العديد من القصص التي أفاد بها المهاجرون عقب رسوّهم في أماكن مختلفة في جنوب إيطاليا، والتي تتضمن بالطبع شهاداتهم عن أسواق العبيد. وهو ما يشكل دليلاً على أنَّ هذه القصص صحيحة، مثلها مثل قصص هؤلاء الذين نجحوا في تجاوز كل مخاطر تجارة العبيد وعادوا مرة أخرى لديارهم".

    وبعد إتمام صفقة بيعه، نُقِلَ المهاجر السنغالي لسجنٍ مؤقت من السجون المعروفة جيداً في ليبيا. وكان المُحتَجَزون بالسجن يُجبَرون على العمل دون أجر، أو يتقاضون مرتباتٍ ضئيلة للغاية، وكان المختطفون يتصلون بعائلاتهم بصفةٍ مستمرة ويطالبونهم بدفع فدية. وطلب مختطفوه فديةً من عائلته تبلغ 300 ألف فرنك إفريقي، أي حوالي 380 جنيه استرليني، قبل أن يقرروا بيعه لسجنٍ أكبر ضاعف قيمة الفدية المطلوبة دون أي تفسيرٍ واضح.

    وبحسب إفادته، فإنَّ الرجال الذين يقضون مدةً كبيرة في تلك السجون دون دفع فديتهم يتم نقلهم إلى مكانٍ آخر وقتلهم.

     

     

    شراء عبيد جدد بدلا من إعاشتهم

     

    والبعض لا ينجو بسبب حصص الإعاشة الضئيلة، والظروف غير الصحية، فيموتون من الجوع والمرض، ولكن أعداد المحتجزين تظل ثابتة تقريباً. وهو ما فسرته مانانتي قائلةً: "إذا ما تضاءلت أعداد المحتجزين، بسبب الموت أو تحرير بعضهم، فإنَّ الخاطفين يذهبون للسوق ويشترون غيرهم، هكذا ببساطة".

    وبينما بدأت أسرته المذعورة خلال محاولتها جمع الأموال والاقتراض، كان هو يعمل في الترجمة لدى خاطفيه لكسب بعض الوقت لحين تنتهي أسرته من تجميع المبلغ، وساعده في ذلك طلاقته في التحدث بالإنجليزية، والفرنسية، وبعض اللغات المحلية كذلك.

    وقال جوزيبي لوبريت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في النيجر، إنَّ العديد من المهاجرين الآخرين يفرون من ليبيا بقصصٍ مماثلة. وأضاف: "من الواضح أنَّهم يرون أنفسهم يُعامَلون هناك كالعبيد".

    وفي خلال الثلاثة شهور الأولى لهذا العام 2017، ساعد مكتب لوبريت في إعادة نحو 1500 مهاجر لأوطانهم، وهو ما يعادل نفس عدد المهاجرين الذين أُعِيدوا لأوطانهم على مدار عام 2015 بأكمله. ويخشى لوبريت من وجود فظائع أخرى بليبيا لم تنكشف بعد.

    وقال: "هناك الآن عدد أكبر من المهاجرين يعودون من ليبيا، وهذا هو السبب في عودة كل تلك القصص للظهور على السطح مرة أخرى. والأوضاع هناك تزداد سوءاً، ولذلك أعتقد أنَّ بمقدورنا توقع عودة المزيد من المهاجرين في الأشهر المقبلة".

     

     

    استغلال للحملات الدولية

     

    وقد وصل الأمر إلى حد استغلال الخاطفين للحملات الدولية المستمرة في التوعية بالمخاطر التي يواجهها المهاجرون، إذ تلقت المنظمة الدولية للهجرة تقارير موثوقة تفيد بانتحال الخاطفين هويّاتٍ مزيفة وادعائهم الانتماء لمجموعات إغاثة المهاجرين، وذلك لاستدراج الفارين من السجون أو من دفعوا الفدية الراغبين في العودة لديارهم.

    ومن خلال رواية قصص الناجين، تعمل المنظمة الدولية للهجرة على نشر الوعي بمخاطر رحلة الهجرة في غرب إفريقيا. وبالرغم من معرفة معظم المهاجرين أنَّ رحلات القوارب لأوروبا تنطوي على مخاطر كبيرة، فإنَّ عدداً أقل على دراية بأنَّهم ربما لن تتسنى لهم حتى فرصة الوصول للساحل، إذ تقع المخاطر الأسوأ والأكثر هلعاً في ليبيا نفسها.

    وقال ليونارد دويل، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، لصحفية الغارديان: "للأسف، فإنَّ أغلب المراسلين الأكثر مصداقية هم هؤلاء الناجين، والذين عادوا لديارهم بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة. ومعظمهم يشعرون بالانكسار، ويتعرضون خلال رحلتهم للعنف والوحشية والاستغلال. وكنتيجة لذلك، تحمل أصواتهم همَّاً أكبر من الآخرين".

    - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

    أفريقيا المهاجرين الفارين العبيد الرقيق أفارقة

    أخبار