الخميس 25 أبريل 2024 07:07 صـ 16 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    المقاومة الفلسطينية حق وشرف وواجب

    رابطة علماء أهل السنة

       العالم الإسلامي الآن يعيش أصعب فترات حياته، ما بين غادر وخائن في الداخل، ومتربص للدوائر في الخارج، الأمة ضاع حكامها وفسدوا وظلموا وجحدوا وطغوا وباعوا إلا من رحم الله وقليل ما هم، فالذي تشبث منهم بالشهامة والعروبة والأخوة كقطر وتركيا تنزل بهم النكبات والصواعق من كل مكان، أصبحت الحرب معلنة حتي ممن كان يظنهم البعض خداما للدين والشريعة، العمالة والخيانة والتردي نحو هاوية السقوط لا حد لها الآن، المنزلق تحت رحى العدو الصهيو أمريكي بسرعة البرق أو يزيد، لا أريد أن أن أزيد في التوصيف الذي يحسنه الكثير، لكنني أضع بعض إشارت للحل لعلها تنفع أو تدفع بعض الشر المريب.

     من المعلوم الذي لا شك فيه أن المستهدف الأول في الطحن والإبادة المقاومة الفلسطينية الباسلة، التي وقفت ضد اليهود المغتصبين عدة سنوات رغم الحصار، لكنها لما كانت مقاومة متحررة من كل العبودية إلا لربها وخالقها صمدت وقاومت وانتصرت، والعيب كل العيب على الذين باعوا مقاومتهم أمام أنظمة الظلم والاستبداد حتى هانوا ووهنوا واستجدوا الحياة الرخيصة من آكلي لحوم البشر، ومصاصي دماء الأمم، رغم أن المقاومة تقدمت وأبهرت ونازلت وغلت أيدي بعض السفهاء والبلطجية من كل نوع، لكن البيع تم، والصفقة انتهت مع أناس لا دين لهم ولا ضمير سوى العيش الذليل تحت أقدام العدو السفيه، لكن المقاومة الفلسطينية ما زالت حية وقادرة وصامدة رغم فعل الأفاعي من القريب والبعيد، ونحن الآن لا نعيش ترف الوقت والزمن، المسؤلية على الجميع إن مست آخر معاقل الصمود الحي المبارك، سواء كنا شرعيين أو سياسيين أو إعلاميين أو اقتصاديين أم ممن نحمل هم الأمة متمثلا في مقاومتها الحرة الأبية في فلسطين، وأرى أن الواجب الشرعي يحتم فعل الآتي لدعم هذه المقاومة الباسلة:

    أولا: علي السادة العلماء الأحرار الربانيين، الذين جعلوا الله وحده حسابهم، والمقاومة الحق توازنهم، أن يتواصلوا لتكوين جبهة علمائية مشتركة لدعم المقاومة من الناحية الشرعية بالبيان الساطع الذي لا لف فيه ولا دوران، ولا حساب فيه ولا توازن إلا مصلحة الأمة في دعم مقاومتها الصامدة، وتحريك الشعوب نحن المساندة والمعاضدة لها بكل قوة متاحة، وبيان الحكم الشرعي الواضح في كل من يخذل المقاومة أو يتآمر عليها حتى ولو كانوا آبائنا أو أبنائنا أو إخواننا أو عشيرتنا أو ممن يدعموننا بأموالهم أو من تجارتهم أوممن نسكن في ديارهم، كل ذلك أمام دعم المقاومة الفلسطينية هباء، وما انتصر المسلمون في عهد المصطفى- صلى الله عليه وسلم - إلا بعد ان وقف الأب في وجه ابنه، والابن في وجه أبيه، والأخوة أصبحت دينا لا نسبا، أبو عبيدة - رضى الله عنه - قتل أباه في بدر، وأبوبكر قال لابنه لو وجدتك لقتلك، ومصعب قال لأخيه عزيزهذا أخي دونك، قوم تحرروا من المال والسكن والعشيرة والأهل فانتصروا وعزوا وعلوا.

     هذا ندائي للعلماء الشرعيين على وجه الأرض، تحرروا كما تحرر أباؤكم من الصحابة والتابعين، وبيعوا أنفسكم لربكم كما فعل الغر الميامين، وتجمعو اتحت راية واحدة تصلح بكم كل الميادين، واخرجوا من بينكم كل همة عليلة، وأصحاب المصالح الدنيوية الحقيرة، نريد القلوب الطاهرة النقية عاشقة الشهادة والحور، الحياة لذتها في جهادها ودفعها ومقاومتها، الصحابة حرصوا على الموت في سبيل الله فوهبت لهم الحياة العزيزة الكريمة.

    ثانيا: استراتيجية إعلامية مبهرة للقريب والبعيد من السادة الإعلاميين المجاهدين وما أكثرهم، الحمد لله نشم الخير من إعلامنا الحر المبارك، تطور في الأداء، ومهنية راسخة سدت كثيرا من الفراغ، لكن تبقى الاستراتيجية الموحدة، والسياسات الضابطة والمحكمة من جميع إعلامي الثورة والمقاومة، هيا يا أشاوس الكلمة والصورة والحركة بكل فنونها وأنواعها، هيا إلى ساحات الكلمة المقاومة، والروح المقاتلة، والدراما النافعة، مسلسل واحد قد يحيي أمة، حيا الله كل إعلامي يسعي لتكوين حلف إعلامي مقاوم، يسعي لسد الفراغ الجهادي والمقاوم.

    تعلمون يا سادة لماذا تحارب قطر لإعلامها المتميز الجبار، إعلام هز أركان الظلم والاستبداد، وممهد لوقوع العروش والكروش الظالمة المستكبرة، حيا الله قطر وأميرها وشعبها وجزيرتها الملهمة المبدعة .

    ثالثا: السادة السياسيين والاقتصاديين دوركم في دعم المقاومة كبير وجليل، العالم السافل يسعي لتحقيق صفقة القرن، هدم لدول، وضياع لأمم، وتقسيم لمقسم، ونسف للدين، وحجر على الأمة في تصرفاتها وأحكامها، تاتمر بأمرهم، وتحتكم لأخلاقهم السوداء العوراء المخبولة الخرقاء، فماذا أنتم فاعلون ؟ 

    رابعا: مؤتمر عالمي عاجل لنصرة ودعم المقاومة الفلسطينية يحضره الأحرار من الشرعيين والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم تحت عنوان " المقاومة الفلسطينية حق وشرف وواجب " المقاومة الفلسطينية الآن مستهدفة، وهي في مرمى العدو الداخلي والخارجي، أغيثوها وادعموها قبل فوات الأوان، كفى ما كان، نبدأ صفحة جديدة تحت راية حفظ المقاومة وصون عرضها، ودعمها بكل غال ونفيس، فلا أمل بعد الله إلا فيها، هيا يا إخوان أرونا وحدتكم، وأبهرونا بقوتكم، القضية قضيتكم، والمقاومة شرف شهيدكم حسن البنا- رضى الله عنه- أخاطب الصف والقادة، أكلم عصارة الأمة وزبدة مفكريها وعلمائها، النجدة للمقاومة شهامة ومروءة قبل أن تكون فرضا ولازما وواجبا.

     هيا يا أحباب وأعضاء الجماعة الإسلامية والسلفية وكل حر الميدان واسع للجميع، وفيكم الخطيب والسياسي والأريب، أنتم حملة الرسالة المقاومة، وأصحاب البيعة مع الله الراشدة، جاهدتم في كل الميادين، أجمعوا أمركم ثم أتوا صفا مع المقاومة دعما لها بقوتكم وعلمكم وتاريخكم، الله الله لو اجتمعت الأمة كلها تحت راية دعم المقاومة الفلسطينية شرعيا وسياسيا واقتصاديا وفكريا، يحبكم الله ويرضى عنكم ويؤلف بين قلوبكم بعد أن تحرضوا الأمة على قتال الباغي والمحتل قال تعالى: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "

    المقاومة حماس إرهاب شرف واجب

    مقالات