الجمعة 19 أبريل 2024 02:55 صـ 10 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار آسيا

    الموقف الرسمي للدول العربية من محنة الأقصى... أين هو؟

    رابطة علماء أهل السنة

    يخفت صوت المملكة العربية السعودية كثيرا تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، في حين يرتفع أصوات سياسيين وقادة رأي وفقهاء تجاه قطر، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع إسرائيل.

     

    ولم يصدر موقف رسمي سعودي واضح تجاه الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل في المسجد الأقصى، وهو موقف سارت عليه كذلك كل من البحرينوالإمارات ومصر، وهي الدول التي تشارك في حصار قطر، رغم إغلاق المسجد ومنع الصلاة فيه لأول مرة منذ 1969.

     

    الموقف الصامت من دولة ذات وزن ديني كبير بالنسبة للمسلمين تبعه بالضرورة مفكرون وكتاب وفقهاء وسياسيون كانت أصواتهم مرتفعة في الدعوة إلى حصار قطر وشعبها وتشديده، بل إن بعضهم طرح الخيار العسكري في معالجة الأزمة المفتعلة.

     

    فوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان قارن بين "عداوة إسرائيل لبلاده في الماضي من جهة، والأزمة التي تعيشها دول الحصار مع قطر من جهة أخرى، واصفا الدوحة -دون أن يسميها- بأنها "أشد كرها لهم من إسرائيل".

     

    ويشير متابعون إلى أن الأنكى من الصمت هو محاولة تقويض الثوابت في علاقة المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك، من خلال حديث الداعية أحمد بن سعيد القرني عن ضرورة ترك المسلمين للمسجد الأقصى لليهود بحجة الحفاظ على دماء الفلسطينيين في ما يراه "لحظة ضعف" قد تقود إلى "تهلكة" على حد قوله.

     

    ويقول القرني في تغريدة له "من أعظم حرمة عند الله، دم المسلم الفلسطيني أم المسجد الأقصى.؟ اتقوا الله في دماء الناس، من قال إن الموت في سبيل الأقصى استشهادا؟".

     

    وهذه المقولة تؤسس لمقاربة جديدة في الخطاب السياسي السعودي تجاه القضية الفلسطينية والقدسوالأقصى المبارك -وإن لم تكن المملكة تتبنى خطاب مقاومة إسرائيل- وهو الاقتراب من خطوات تطبيعية مع إسرائيل، كما تؤكد تقارير صحفية غربية وتصريحات لشخصيات سعودية وإسرائيلية.

     

    قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى ونصبت بوابات إلكترونية في محيطه (رويترز)

    خطوات نحو إسرائيل 
    وتشير هذه التقارير إلى أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع مع الدول نفسها التي تحاصر قطر، ولو أن مصر تقيم فعلا علاقات مع تل أبيب، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع تل أبيب كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.

     

    ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في شهر مايو/أيار الماضي أن الرياض أبلغت إدارة ترمب قبل زيارته الشهيرة استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2002".

     

    وبعيد زيارته للسعودية أكد ترمب أن خطوات كبيرة تحققت في مسار السلام بالشرق الأوسط، وأن "مفاجأة كبيرة" ستحصل.

     

    والملاحظ أن العديد من قادة الرأي يروجون للصداقة مع إسرائيل في مقابل العداء مع إيران. ويقول الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية إن هناك تغيرا في موقف الشارع السعودي تجاه إسرائيل، مؤكدا أن "التغريدات والتعليقات التي تظهر من أبناء المملكة نجد أنهم يقولون إن إسرائيل لم يسجل منها عدوان واحد على المملكة".

     

    ويمكن الإشارة إلى تغريدة للكاتب الصحفي دحام طريف العنزي التي دعا فيها السعودية "إلى أخذ زمام المبادرة وفتح سفارة إسرائيلية في الرياض "لتحجيم خطر العدو الفارسي".

     

    وهذه الانزياح الفكري والإعلامي تجاه إسرائيل يأتي وفق كثير من المحللين خطة من ولي العهد محمد بن سلمان، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع إسرائيل.

     

    وكانت صحيفة جيروزاليم بوست قد أشارت إلى أن الاتفاق المصري السعودي بشأن جزيرتي تيران وصنافير وموافقة تل أبيب عليه يشير إلى "استمرار الاتصالات السرية والمصالح المشتركة ما بين السعودية وإسرائيل".

     

    كما أكدت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى أن المملكة وإسرائيل شرعتا في محادثات لإقامة علاقات تجارية بين البلدين، كما أشارت إلى إمكانية فتح خط طيران مباشر بين السعودية وإسرائيل قريبا.

     

    ويمكن تفسير الصمت السعودي ومعه الدول المحاصرة تجاه محنة الأقصى على أنه من "متممات" السير نحو التطبيع، وهو يرتبط أيضا بمسألة حصار قطر التي جاءت مباشرة بعد زيارة ترمب للرياض، وكأنها "تباشير" مرحلة جديدة تريد المملكة أن تقود المنطقة إليها بمشاركة إسرائيلية، حتى وإن كانت تبدأ بنسيان "الأقصى" وثوابت أخرى.

    المصدر : الجزيرة,الصحافة الأميركية,الصحافة الإسرائيلية

    فلسطين اليهود القدس المسجد الأقصى الاحتلال الجمعة السعودية مصر الإمارات البحرين

    أخبار