الخميس 18 أبريل 2024 08:32 مـ 9 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    القفّاز الملعون

    رابطة علماء أهل السنة

    رحل الاستعمار عن بلادنا و ترك لنا وكلاء يحكمون البلاد وفق منهجه ، واستخدمهم أدوات لتدمير البنية التحتية للإنسان، وجعلهم قفازات في يده ، وسلطهم على الشعوب فأهدروا كرامة الأمة، وبددوا ثرواتها المالية والفكرية، وحرصوا على تفتيتها وقطع أواصر المودة  بينها، بل زرعوا العداوات بكل الصور وفي كل المجالات .

    وحينما تتفكر الأمة وتسأل من الذي يحمي جيوش الاحتلال الصهيوني، ومن الذي يهدر الثروات، ويجلد الظهور، ويهدر كرامة الأمة؟ تجد الإجابة دائما : إنه القفاز؟ فإذا فكرت الشعوب في الصراع مع القفاز قال لهم الحكماء وربما العلماء : أنصارع قفازاً !! إنه قفاز مسلم ، ويصلي الأعياد، ويظهر في المناسبات الدينية .. كيف نحارب قفازاً مسلماً، إن الشرع أوجب علينا السمع والطاعة للقفاز وإن كان مخرقاً نتنا!! .. لا ترفع صوتك عليه، وتلذذ بسوطه حينما يجلد ظهرك، واسعد بجنوده حينما ينهبون مالك، ويالهنائك لو يهتكون عرضك!!

    اثبت أيها المواطن فلولا قتل القفاز لك وهتكه لعرضك، واغتصابه لمالك، لفعل الكفار بك الأفاعيل ، أترضى أن يفعلوا بك هذا؟  استغفر الله، واشكره على نعمة القفاز!!

    وينصحك قادة الفكر التنظيمي وحكماؤه : ليست هذه معركتك.. انتظر حتى تنتهي صلاحية القفاز وساعتها يمكن أن تصارع العدو اللئيم الذي يلبسه !!

    وحينما أسال الحكماء في أدب أو بلاهة هل هناك إعداد لمواجهة هذه الأيادي الآثمة لننقض عليها حينما نخلع القفاز، أو حينما يتاح لنا ذلك دفاعا عن أمتنا وهويتنا وديننا  ؟ فتكون الإجابة: لا يجوز ، سنأخذ القطع المتناثرة من القفاز القديم لنقاتل بها الذراع اللئيمة.

    والحكماء والمفكرون يجددون معنا البيعة على احترام القفاز وابن القفاز وابن ابن القفاز وتتفرغ جيوش الأمة لصنع الأطعمة والمشروبات وكل أنواع المكسرات.

    وإذا ثار الشعب وخلع القفاز ، أرغمه الحكماء على لبس قفاز جديد سواء كان كرزاييًا أو سيسيًا أو سبسيًا، أو يرقعون القديم ويعيدونه بعد تغيير اسمه. ويواصل القفاز الجديد مهمته في العبث بمقدراتنا، والعمل على دوام بقائنا في قفص الرق والاستعباد.

    فإذا استمرت الشعوب في ثورتها وأُنهك القفاز فسوف تضطر الذراع الروسية إلى التدخل مباشرة، فإذا أُنهكت تدخلت الذراع الفرنسية ثم الأمريكية وهكذا.

    إذن فعلى الأمة متمثلة في علمائها وقادة الرأي فيها أن تعرف عدوها، وأن تأخذ قرارًا شرعيًا ، علميًا وعمليًا، وأن تُعد العدة لمواجهة الأذرع وما تلبسه من قفازات، وأن تعلن بوضوح أن الذراع المعتدية لابد من قطعها وأن تحشد قوتها لهذه المواجهة ، وأن يتوقف الحكماء عن منهجية المحلل والتيس المستعار وليتأهبوا للانقضاض على أي ذراع أو قفاز أو إصبع يمتد لهم بالسوء، وأبشرهم أن أول درجات النصر الوعي بطبيعة الصراع ، والإعداد له،  فلتقرر الأمة أن الجهاد واجب لتحرير البلاد من كل من يعتدي على مقوماتها قفازًا كان أو ذراعًا، بقبعة كان أو بعمامة .

    فالإسلام أمر بدفع الاعتداء، ومقاومة البغاة دون تفريق بين مسلم وكافر، وحين نتحدث عن حرمة الدم والعرض والمال والدين فلا استثناء لأحد في وجوب دفع الاعتداء.

    نعم يجب علي الأمة أن تجاهد كل يد تقتل المسلمين، وكل لسان يتطاول على الإسلام، ، دون بكاء على ثورة ، أو مصلحة سياسية، فلعنة الله على مصلحة تضيع معها الكرامة، أو ثورة تضيع معها الحقوق.

    ولن ينجح الجهاد حقيقة في أي موطن دون أن تتخلص الأمة من كل قفازاتها، لتتأهب للمعركة الفاصلة، والمواجهة الحاسمة، ومنازلة العدو كفاحا، وسنصير إلى هذه المواجهة  سواء أردنا أم لم نرد ، فإذا أعددنا لهذا اليوم عدته فيقينا سيكون يوما للنصربإذن الله ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .

    الإستعمار عملاء القفاز الملعون

    مقالات