الخميس 25 أبريل 2024 11:17 صـ 16 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار إيران

    ترامب يربك العالم باستراتيجيته الجديدة تجاه طهران.. ترحيبٌ عربي وقلقٌ وتنديدٌ غربي

    رابطة علماء أهل السنة

    وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2017، ضربة كبرى للاتفاق النووي مع إيران في تحد لقوى عالمية كبرى باختياره عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق، محذراً من أن بلاده قد تنسحب منه بالكامل في نهاية المطاف.

    ضربة كبرى وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة للاتفاق النووي مع إيران باختياره عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق، محذراً من أن بلاده قد تنسحب منه بالكامل في نهاية المطاف، في تحد لقوى عالمية كبرى.

    وأعلن ترامب التغير الكبير في السياسة الأميركية في خطاب فصل فيه نهجاً أكثر مواجهة مع إيران بسبب برامجها النووية والصاروخية ودعمها لجماعات متشددة في الشرق الأوسط.

    وقال ترامب في الخطاب الذي ألقاه من البيت الأبيض إن هدفه من الخطوة هو ضمان عدم حصول إيران أبداً على سلاح نووي.

    ويتوقع أن تضع خطوة ترامب بلاده في خلاف مع دول أخرى وقعت على الاتفاق وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين فضلاً عن الاتحاد الأوروبي.

    وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن لا سلطة لترامب لإلغاء الاتفاق، فيما أيدت السعودية وإسرائيل على الفور قرار الرئيس الأميركي.

    وبعد وقت قصير من انتهاء خطابه، ردَّ الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلاً إن واشنطن اليوم "هي ضد الشعب الإيراني أكثر من أي يوم مضى".

    وبعدم إقراره بالتزام طهران الاتفاق الموقع في تموز/يوليو 2015، يضع ترامب الكونغرس في خط المواجهة لمعالجة "العديد من نقاط الضعف العميق في الاتفاق"، بحسب قوله.

    وقال ترامب من البيت الأبيض إنه في ضوء الاتفاق "حصلنا على عمليات تفتيش محدودة مقابل إرجاء قصير المدى وموقت لتقدم إيران نحو (امتلاك) السلاح النووي"، متسائلاً "ماذا يعني اتفاق يؤدي فقط إلى تأخير القدرة النووية لمرحلة قصيرة؟ إن هذا الأمر مرفوض بالنسبة إلى رئيس الولايات المتحدة".

    وأضاف "لكن إذا لم نتمكن من إيجاد حل من خلال العمل مع الكونغرس وحلفائنا فإن الاتفاق سينتهي. إنه يخضع للتدقيق الدائم ويمكنني كرئيس إلغاء مشاركتنا في أي وقت".

     

    هجوم عنيف على طهران

    وندد ترامب بسلوك "الديكتاتورية الإيرانية"، معتبراً أنها "أكبر داعم للإرهاب في العالم"، معلناً عقوبات "قاسية" ضد الحرس الثوري الإيراني.

    وقال إن طهران "تزرع الموت والدمار والفوضى في أنحاء العالم" و"عدوان الديكتاتورية الإيرانية مستمر حتى اليوم".

    وتابع أن الحرس الثوري "يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني (...) لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج".

    ويفرض القانون الأميركي على الرئيس أن يبلغ الكونغرس كل 90 يوماً ما إذا كانت إيران تحترم الاتفاق وما إذا كان هذا النص متوافقاً مع المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، الأمر الذي أقدم عليه مرتين قبل الآن.

    لكنه قال اليوم "أعلن أنني لن أقر بالتزام إيران بالاتفاق النووي، لن نواصل المسار الذي يؤدي إلى مزيد من العنف والإرهاب وعودة خطر البرنامج النووي الإيراني".

    وسيكون أمام النواب مهلة 60 يوماً لاتخاذ قرار في شأن الإبقاء على رفع العقوبات أو إعادة فرضها على طهران.

     

    "يعمل ويؤتي ثماره"

    وتوالت ردود الفعل على قرار ترامب رفضه الإقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي بين مؤيد ومعارض.

    وقال وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي موغيريني "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بوصفنا مجتمعاً دولياً، وأوروبا بالتأكيد، بتفكيك اتفاق يعمل ويؤتي ثماره".

    وتابعت إن "رئيس الولايات المتحدة لديه سلطات عديدة، ولكن ليس هذه السلطة".

    وأكدت باريس وبرلين ولندن في بيان مشترك استمرار "التزامها" الاتفاق "وتطبيقه الكامل من جميع الأطراف".

    وانتقدت موسكو استراتيجية ترامب حيال إيران، وبخطاب ترامب "العدائي والمهدد".

    في المقابل، اتخذت السعودية وإسرائيل مواقف داعمة لقرار ترامب.

    ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"القرار الشجاع" للرئيس الأميركي.

    وقال في شريط مصور"إذا لم يتم القيام بأي تغييرات في الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران هناك شيء مؤكد واحد. في غضون سنوات، النظام الإرهابي الأكبر في العالم سيمتلك ترسانة من الأسلحة النووية".

    وجاء في بيان رسمي سعودي إن الحكومة "تبدي تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة التي أعلن عنها (...) ترامب تجاه إيران ونهجها العدواني".

     

    "أميركا أولاً"

    ويُشكّل التشكيك بهذا الاتفاق، بإسم المصلحة القومية وشعار "أميركا أولاً"، ضربة جديدة لشراكة الولايات المتحدة في منظمات أو اتفاقات دولية، بعد انسحابها منذ تسلم ترامب السلطة قبل تسعة أشهر، من اتفاق باريس للمناخ ومن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

    لكن رفض الإقرار بهذا الاتفاق مع إيران هو أكثر القرارات إثارة للجدل.

    وإذا كانت إدارة ترامب تصرّ على أن "أميركا أولاً لا تعني أميركا وحدها"، فإن واشنطن يمكن أن تصبح معزولة إذ أن الموقعين الآخرين على الاتفاق النووي في فيينا يدافعون عنه بشدة.

    وتفرض واشنطن عقوبات تستهدف برنامج إيران الصاروخي البالستي. ودعا ترامب اليوم حلفاءه إلى أن يحذوا حذو بلاده في هذا الموضوع.

    ويُتوقع أن يؤدي سحب ترامب إقراره بالتزام إيران بالاتفاق، إلى مرحلة اضطرابات.

    ورداً على سؤال عما سيفعله النواب الأميركيون، أقرّ دبلوماسي غربي بأن هذا يشكل مصدر "قلقنا"، داعياً أعضاء مجلس الشيوخ للتوصل إلى "تسوية لا تقضي على الاتفاق".

    المصدر : هاف بوست عربي

    أمريكا إيران النووي الإتفاق ترامب طهران واشنطن

    أخبار