الجمعة 19 أبريل 2024 07:18 صـ 10 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    في ذكرى مجزرة جمعة الكرامة في شعب الإيمان والحكمة الثامن عشر من مارس ....ألم وأمل

    رابطة علماء أهل السنة

     

    في ذكرى مجزرة جمعة الكرامة في شعب  ....ألم وأمل
     

    الثامن عشر من مارس يوم خالد في تاريخ النضال اليمني يتذكر فيه اليمنيون تلك اليد الظالمة التي انهالت على صدور شباب عزل خرجوا ينشدون العدل ، ويطلبون القانون ، ويبحثون عن دولة مدنية تكفل حقوقهم ، وتتحقق في ظلها آمالهم .


    في عام 2011م وأثناء الثورة اليمنية على نظام "علي عبدالله صالح "الذي تحول من نظام جمهوري إلى نظام أسرى نهب خيرات الوطن وجيرها لصالحه ، وعاث في اليمن فسادا وأهلك الحرث والنسل ، وفي زخم الإحتجاجات السلمية ضد هذا النظام القمعي كانت مجزرة "جمعة الكرامة" التي نعيش في هذا اليوم الذكرى الخامسة لها .
    لقد حصد النظام البائد في ساعة واحدة مايزيد عن خمسين شابا ، قتلهم بكل دم بارد عقب صلاة الجمعة التي منحته الأمان ليرحل بكرامة ؛ لكنه أبى ذلك"ومن يهن الله فماله من مكرم" فكانت هذه المجزرة القشة التي هدمت ملكه وقضت على سلطانه.
    في هذا اليوم انتقل الشعب اليمني من ثقافة الذل والخنوع والإستسلام والخضوع ، إلى ثقافة الرفض والإباء والتحدي والنضال .
    يوم انتصرت فيه قوة الإرادة على قوة الحديد والنار ، وانتصرت فيه قوة المنطق على منطق القوة .

    يوم تحدت فيه الصدور العارية مجنزرات الظالمين ومدافعهم ، انتصر فيه السلم على العنف، 
    انتصرت فيه المدنية على الفوضى،
    انتصرت فيه إرادة الشعب على إرادة الفرد.
    يوم أزهر فيه النضال ، وتعمدت فيه الحرية ،يوم مفصلي بين عهدين -عهد الظلم والإستبداد الذي مازالت الدماء تسكب لاستأصاله من جسم اليمن الطاهر ، وعهد العدل المنشود والشورى المطلوبة الذي مازالت أرواح الأحرار تدفع لتثبيت دعائمه وتعميق جذوره في أرض اليمن الصلبة وعمقها المتجذر-.
    يوم الكرامة يوم صنعته أيدي الأحرار ، وأسست دعائمه دماء الثوار ، يوم بدأ فيه الشعب الانطلاق ، وكسر فيه كل الحواجز المادية والمعنوية ليصنع بيديه فجرا مشرقا ونصرا مؤزرا .
    تأتي ذكرى هذا اليوم العظيم لتجدد فينا روح الإقدام والنضال ، وعدم الرضا بأنصاف الحلول .
    يأتي هذا اليوم لنجدد فيه العهد لمن قضى نحبه في سبيل عزة اليمن ورقيها، ونقول لهم "مازلنا على العهد والوعد ،وإن أخطاء الماضي لا تزيدنا إلا إصرارا على المضي  بلا هوانة ولا مهادنة".

     تأتي هذه المناسبة بعد أن تحالف نظام "صالح"مع مليشيات الحوثي الرافضية، وبسطوا سيطرتهم على أجزاء واسعة من الوطن .فماكان من الشعب إلا أن لملم أوراقه مستعينا بالله تعالى ثم بجهود الأشقاء من دول التحالف العربي ، لإخماد هذه الفتنة ،والقضاء على هذا المشروع النجس ، واستأصال هذا السرطان الخبيث من جسد الأمة اليمنية والعربية بإذن الله .
      لقد عرف الشعب اليمني  أعداءه ، ومضى ويمضي لكنسهم من الأرض الطاهرة إلى مزابل التاريخ حيث أسلافهم من عتاولة الظلم ومصاصي الدماء.
    لقد آن الأوان ليتبرأ التابع من المتبوع وينقلب السحر على السحرة ،آن الأوان ليتلاعن الحليفان ويتفرقا ، وهاهي أصوات الإتهام قد تعالت بينهما وكل واحد يشهد على حليفه أنه من الكاذبين ، ويشهد لنفسه أنه من الصادقين ، وماذلك إلا لأنهم بنوا حلفهم على شفا جرف هار فانهار بهم.
    لقد بدات بوارق النصر تتشكل ، ويتعمق في قلوبنا يوما بعد آخر اليقين  بأن النصر قادم ولو كره الظالمون "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".
    هاهي جحافل الثوار تزحف من كل اتجاه صوب العاصمة صنعاء لتعلن نهاية انقلاب غشوم سيق من خارج الزمان والمكان ليسرق فرحة اليمنيين ، ويغتصب إرادتهم لكن كانت إرادة الله بالرصاد"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
     لقد علمتنا جمعة الكرامة أن النصر يكتب لمن يبذل أسبابه ، ويضحي في سبيل تحقيق أهدافه.
    علمتنا جمعة الكرامة أن النصر الأعظم لا يتحقق إلا بعد تضحية عظمى. علمتنا جمعة الكرامة أن العبرة بمن يثبت على طول الطريق ومشقتها .
    علمتنا جمعة الكرامة أننا بحاجة إلى الأفعال أكثر من حاجتنا الأقوال. علمتنا جمعة الكرامة أن الإنتقام من الظالمين سنة من سنن الله في هذا الكون .
    علمتنا جمعة الكرامة أن "من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا  الله عليه فمنهم قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا".

    مقالات