الجمعة 26 أبريل 2024 02:27 صـ 16 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    أفضل الكلام وأحبه إلى الله (2)

    رابطة علماء أهل السنة

     تاريخ الإضافة: 21/4/2016 ميلادي - 14/7/1437 هجري

    سبحان الله

    والحمد لله

    ولا إله إلا الله

    والله أكبر

     

    ما أثقلهنَّ في الميزان!

    عن أبي سلّام قال: حدَّثني أبو سُلمَى راعي رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولقيتهُ بالكوفةِ في مسجدها، قال:

    سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: "بَخٍ بَخٍ - وأشارَ بيدِه بخَمْسٍ - ما أثقَلَهنَّ في الميزان! سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ. والولَدُ الصَّالحُ يُتوفَّى للمرءِ المسلمِ فيَحتسِبُه".

     

    صحيح ابن حبان (833)، وصحح الشيخ شعيب إسنادَهُ على شرطِ الشيخين، المستدرك على الصحيحين (1885) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. واللفظُ للأول.

     

    بخٍ بخٍ: معناها تفخيمُ الأمرِ والإعجابُ به[1].

     

    (8)

    كلمتان حبيبتان إلى الرحمن

    عن أبي هريرةَ قال:

    قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "كلمتانِ خفيفتانِ على اللسان، ثقيلتانِ في الميزان، حبيبتانِ إلى الرحمن: سُبحانَ الله وبحمده، سُبحانَ الله العظيم".

     

    صحيح البخاري (6304)، صحيح مسلم (2694). ولفظهما سواء.

     

    قالَ الحافظُ ابنُ حجر: وصفَهما بالخفَّةِ والثقلِ لبيانِ قلَّةِ العملِ وكثرةِ الثواب. وفي هذه الألفاظِ الثلاثةِ سجعٌ مستَعذب[2].

     

     

    (9)

    سبحان الله وبحمده

    عن جويريةَ رضيَ الله عنها:

    أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرجَ من عندِها بُكرةً حين صلَّى الصبحَ وهي في مسجدِها، ثم رجعَ بعدَ أن أَضحَى وهي جالسةٌ، فقال: "ما زلتِ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها

    قالت: نعم.

     

    قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لقد قلتُ بعدَكِ أربعَ كلماتٍ ثلاثَ مراتٍ، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتْهُنَّ: سبحانَ اللهِ وبحمدِهِ، عددَ خَلقِه، ورِضَا نفسِه، وزِنَةَ عرشِه، ومِدادَ كلماتِه".

    صحيح مسلم (2726).

     

    لوزنتهن: أي لترجَّحتْ تلك الكلماتُ على جميعِ أذكاركِ، وزادتْ عليهنَّ في الأجرِ والثواب.

    والمرادُ بالنفس: الذات، والمعنَى: ابتغاءَ وجهه.

    وزنةَ عرشه: أي أسبِّحهُ وأحمدهُ بثقلِ عرشه، أو بمقدارِ عرشه.

    ومدادَ كلماته: مبالغةٌ في الكثرة، فكلماتهُ تعالَى لا تعدُّ ولا تنحصر[3].

     

    (10)

    أيسر وأفضل

    عن سعد بنِ أبي وقَّاص:

    أنَّه دخَل مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على امرأةٍ في يدِها نوًى أو حصًى تُسبِّحُ، فقال: "ألَا أُخبِرُكِ بما هو أيسَرُ عليكِ مِن هذا وأفضَلُ؟ سُبحانَ اللهِ عددَ ما خلَقَ في السَّماء، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما خلَقَ في الأرض، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما هو خالق. واللهُ أكبَرُ مِثْلَ ذلك. والحمدُ للهِ مِثْلَ ذلك. ولا إلهَ إلَّا اللهُ مِثْلَ ذلك. ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ مِثْلَ ذلكَ".

    صحيح ابن حبان (837)، وصحح الشيخ شعيب إسنادَهُ على شرطِ مسلم، المستدرك على الصحيحين (2009).

     

    والله أكبرُ مثلَ ذلك: بنصبِ "مثلَ"، والتقدير: اللهُ أكبرُ عددَ ما خلقَ في السماء، واللهُ أكبرُ عددَ ما خلقَ في الأرض... [4].

     

    (11)

    أكثر وأفضل

    عن أبي أُمامةَ الباهلي:

    أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّ به وهو يُحرِّكُ شفتَيْه، فقال: "ماذا تقولُ يا أبا أُمامة"؟ قال: أذكرُ ربِّي.

     

    قال: "ألَا أُخبِرُكَ بأكثرَ أو أفضلَ مِن ذكرِكَ اللَّيلَ مع النَّهار، والنَّهارَ مع اللَّيل؟ أنْ تقول: سُبحانَ اللهِ عددَ ما خلَق، وسُبحانَ اللهِ مِلْءَ ما خلَق، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما في الأرضِ والسَّماء، وسُبحانَ اللهِ مِلْءَ ما في الأرضِ والسَّماء، وسُبحانَ اللهِ عددَ ما أحصَى كتابُه، وسُبحانَ اللهِ عددَ كلِّ شيء، وسُبحانَ اللهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ. وتقولُ الحمدُ للهِ مِثْلَ ذلك".

     

    صحيح ابن حبان (830) وصحح الشيخ شعيب الأرناؤوط إسنادَهُ على شرطِ الشيخين، صحيح ابن خزيمة (754).

     

    (12)

    سبحان الله والحمد لله

    عن أبي مالكٍ الأشعريِّ قال:

    قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "الطُّهورُ شَطرُ الإيمان، والحمدُ للهِ تملأُ الميزان، وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ - أو تملأُ - ما بينَ السماواتِ والأرضِ، والصلاةُ نورٌ، والصدقةُ برهانٌ، والصبرُ ضياءٌ، والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ. كلُّ الناسِ يَغدو، فبايعٌ نفسَهُ، فمُعتِقُها أو مُوبِقُها".

    صحيح مسلم (223).

     

    الطهورُ شطرُ الإيمان: قيل: المرادُ بالإيمانِ هنا الصلاة، كما قالَ الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [سورة البقرة: 143].والطهارةُ شرطٌ في صحةِ الصلاة، فصارتْ كالشطر. وليس يلزمُ في الشطرِ أن يكونَ نصفًا حقيقيًّا.

     

    والصلاةُ نور: معناهُ أنها تمنعُ من المعاصي، وتنهَى عن الفحشاءِ والمنكر، وتَهدي إلى الصواب، كما أن النورَ يُستضاء به.

    والصدقةُ برهان: معناهُ الصدقةُ حجَّةٌ على إيمانِ فاعلِها.

    والصبرُ ضياء: المرادُ أن الصبرَ محمود، ولا يزالُ صاحبهُ مستضيئًا، مهتديًا، مستمرًّا على الصواب[5].

     

    (13)

    علامة

    عن عائشةَ قالت:

    كانَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُكثِرُ مِن قول: "سبحانَ اللهِ وبحمدهِ أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه"، قالت: فقلت: يا رسولَ الله، أراكَ تُكثِرُ مِن قول: "سبحانَ اللهِ وبحمدهِ أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه

     

    فقال: "خبَّرني ربِّي أنِّي سأرَى علامةً في أمَّتي، فإذا رأيتُها أكثرتُ مِن قول: سبحانَ اللهِ وبحمدهِ أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه، فقد رأيتُها: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] فتحُ مكة﴿ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 2، 3].

    صحيح مسلم (484).

     

    [1] فتح الباري 5/ 397.

    [2] فتح الباري 13/ 540.

    [3] ينظر عون المعبود 4/ 259.

    [4] ينظر تحفة الأحوذي 10/ 13.

    [5] مقتطفات من شرح النووي على صحيح مسلم 3/ 100.


     

    الذكر سبحان الله أربع كلمات

    مقالات