الجمعة 19 أبريل 2024 06:30 مـ 10 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    خسوف القمر ... فلكا وشرعا

    رابطة علماء أهل السنة

    فلكا

     خسوف القمر

    ويحدث عندما يكون بدراً، ويكون القمر والأرض والشمس على خط واحد، فيصبح كلّ من الشّمس والأرض والقمر في نقطة تُسمّى نقطة الاقتران مع الأرض التي تكون في الوسط، فيصبح سطح القمر أو جزءاً منه مُعتماً نتيجة مرور القمر في منطقة ظلّ الأرض وهي ظاهرة يُمكن مُشاهدتها بالعين المُجرّدة أو من خلال التّلسكوب، ومن الجدير بالذّكر أنّ خسوف القمر لا يمكن أن يتكرّر لأكثر من ثلاث مرّات خلال السّنة الواحدة.

    ويكون الخسوف كليا عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل 

    ويكون الخسوف جزئيا غندما يكون الاقتران غير كامل.

    أما كسوف الشمس 

    يحدث حين يحول القمر بين الشمس والأرض فينحجب نور الشمس عن الأرض وتحدث هالة بيضاء حول الشمس، وتكون مدته أقل وعدد مرات حدوثه أقل.

     

    شرعا

    روى عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أنه قال: "كسفت الشمس على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقام النبي فصلى بالناس، فأطال القراءة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القراءة، وهي دون قراءته الأولى، ثم ركع فأطال الركوع دون ركوعه الأول، ثم رفع رأسه فسجد سجدتين، ثم قام فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم قام فقال: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يريهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة " متفق عليه .

    إن ما يحصل من كسوف الشمس أو القمر تخويف من الله لعباده ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه.

    كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج يجر رداءه حتى أتى المسجد ثم نودي: الصلاة جامعة فاجتمع الناس فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم ركعتين، في كل ركعة ركوعان وسجودان طويلان، وسمع - صلى الله عليه وسلم - يدعو في سجوده: رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم، أن تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون، فلما فرغ من صلاته وعظهم موعظة بليغة أثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وذلك أنه صادف كسوف الشمس يوم موت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عمر ماذا تعدون هذا في الجاهلية؟، فقال عمر: كنا نعد هذا الحادث إنما يحدث لمولد عظيم أو لموت عظيم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: إنهما آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة فافزعوا إلى المساجد فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره، وفي رواية فادعوا وتصدقوا وصلوا، ثم قال: يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وقال: ما من شيء توعدونه إلا رأيته في صلاتي هذه وأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم قريبًا أو مثل فتنة المسيح الدجال ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر، وقال: لقد جييء بالنار يحطم بعضها بعضًا وذلك حينما رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها حتى رأيت عمرو بن لحي يجر أمعاءه في النار، ورأيت صاحبة الهرة التي ربطتها ولم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعًا، ثم قال: ثم جييء بالجنة وذلك حينما رأيتموني تقدمت حتى قمت من مقامي ولقد مددت يدي أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل.

    فالقضية ليست في كيفية وقوع الظاهرة بقدر ما هي آية من الله عز وجل لعباده لعلهم يتقون.

    قال تعالى : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت: 37].

    خسوف الشمس كسوف القمر آية كونية

    مقالات