الخميس 25 أبريل 2024 10:03 صـ 16 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    بحوث ودراسات التزكية

    ليلة القدر

    رابطة علماء أهل السنة

    إختص الله عزوجل هذه الأمةالإسلامية: بمنحة ربانية، ونعمة قدسية، وليلة نورانية.
    يتجلى فيها سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين: بالخيرات ،ويحفهم بالرحمات  والبركات ، يضاعف لهم الأجور والحسنات، ويغفر لهم الذنوب والزلات.  إنها : ليلة الخير، ليلة الفضل، ليلة العظمة ،ليلة العطاء والكرم، والتجلي الإلهى للصالحين من عباد الله- الذين أتقنوا الصيام ،وأحسنوا القيام وأجادوا الذكر ،وتلاوة القرآن، وأكرموا عباد الله، وأقبلوا على ربهم بصفاء قلب، وحسن توجه ،وصدق نية، - الليلة التي سماها الله عز وجل في كتابه الكريم: بليلة القدر، وأنزل سورة كاملة في شأنها؛ يبين فضلها، وعظيم قدرها. ليلة هي : خير من ألف شهر. خصها الله عزوجل بالأسرار، والأنوار، والإشراقات. ليلة: لها نور يضئ القلوب التي عمرت بالإيمان، وسعدت بالإسلام، ولها أسرارها التي تدفع أصحاب القلوب التقية، والنفوس الزكية؛ الى السمو، والتألق في طاعة الله عزوجل ،والقرب منه. 
    ليلة : يحتفل بها، ويهتم بأمرها، ويسعد بقدومها :أهل السماوات والأرض كما وصفها  الله عزوجل : (تنزل الملائكة ،والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر .سلام هي حتى مطلع الفجر) إنها ليلة: جديرة بأن تلقى هذا التكريم، وهذا التقدير ،وهذا التفضيل الإلهي على سائر الليالى ، ولما لايكون الأمر كذلك ؟! وفيها إتصلت السماء بالأرض ، ونزل الأمين "جبريل" - عليه السلام -على "المبعوث رحمة للعالمين" --صلى الله عليه وسلم-- يبلغه كلام رب العالمين، ويسلمه دستور هذه الأمة ،وينبوع حكمتها ،وأساس تشريعها محفوظا في صدره الشريف -صلى الله عليه وسلم- ويبلغه ،ويعلمه لأصحابه الكرام-- رضي الله عنهم -- ويبلغوه ،ويورثوه من  بعدهم ،محفوظا مكتوبا بين دفتين؛ ليكون معين الحياة السعيدة لأمة كتب الله عزوجل  لها، وأراد أن تكون خير أمة أخرجت للناس قال عزوجل :   (إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) (إنا أنزلناه في ليلة القدر ) إنها  ليلة: لا يأتى على أمة الإسلام طوال العام ليلة هي خيرلهم منها. فجدير  بالمسلم الذي يريد أن يسعد،  ويسلم في دار السلام: أن  يتجه إلى ربه- عزوجل- بمزيد من المحبة، والرجاء والخوف، ويتحرى ليلة القدر، ليلة السلام ،كما وصفها الله سبحانه وتعالى ،وهي في أوتار العشر الأواخر من الشهر الفضيل على الأرجح،  والتى أكد "النبي" --صلى الله عليه وسلم-- في أكثر من حديث صحيح : أنها موجودة في هذه الليالي العشر الأخيرة، وقد سألت أمنا ،وسيدتنا عائشة رضي الله عنها رسول الله-- صلى الله عليه وسلم-- :ماذا تقول إن وافقت ليلة القدر؟ فقال صلى الله عليه وسلم :(قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) دعاء : ما أحوجنا إليه ،وأن يحققه الله سبحانه وتعالى لنا ؛ فيعفو عنا ،و نكون ضمن من قال فيهم عزوجل :(فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم  وكان الله عفوا غفورا ) (إن تبدوا خيرا أوتخفوه أو تعفو عن  سوء فإن الله كان عفوا قديرا )وإذا كان الله سبحانه قد أطمعنا  في عفوه؛ فعلينا أن نضرع إليه سبحانه أن يعفو عنا ؛لما بدر منا من تقصير في طاعته ،ومن ذنوب وسيئات، كان أحرى أن نصون القلوب ،والجوارح عنها ،وأيضا كل منا له مشكلاته، وابتلاءاته التي تطوف به ، ويعاني منها أيا كان نوعها سواء كانت دينية أودنيوية ، أو نفسية ،أو اجتماعية، ولامفر ،ولاخلاص منها إلا؛ بعفو الله -عزوجل- وهذا لايكون إلا بالإقبال عليه، والركون إليه بمزيد من التوجه ،بمزيد من الإجتهاد والنشاط، بمزيد من القربات بمزيد من الدعاء ، والتضرع والإبتهال إليه أن يكشف عنا السوء، وأن يرفع عنا الأذى، ويخلصنا من الظلم  والطغيان، وأن يملأ قلوبنا، وصدورنا: إنشراحا وسرورا وأن يصلح لنا الدين، والدنيا والآخرة اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا 
    اللهم اجعلنا ممن صام رمضان وأدرك ليلة القدر وفاز بالأجر العظيم،  والثواب الجزيل  اللهم اجعلها ليلة فرج وخير ونصر وعز للمسلمين 
    آمين آمين آمين
    الراجي عفو ربه 
    فايز النوبي

    ليلة القدر رمضان ثواب

    بحوث ودراسات