الخميس 25 أبريل 2024 12:39 مـ 16 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    تهنئة رابطة علماء أهل السنة للشعب الليبي

    رابطة علماء أهل السنة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، واتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين وبعد،
    يقول الله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ". سورة يونس: 58.
    تابعت رابطة علماء أهل السنة ـ كما تابع العالم كله ـ ما أنجزه الشعب الليبي البطل من انتصار على النظام الليبي الغاشم الذي حكم البلاد عقودا من الزمان بالحديد والنار، وشاركتهم فرحتهم الكبيرة بسقوط طاغية من أكبر الطغاة في المنطقة العربية والعالم، وإن سنة الله تعالى في أخذ الظالمين لا تتبدل ولا تتخلف: "فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ". سورة الأعراف: 95.
    وإذا كان شعب تونس أنجز إنجازا كبيرا في تاريخه، والشعب المصري حقق ما أبهر به العالم بما يعجز العقل البشري عن تصوره، فإننا نحسب أن الشعب الليبي حقق معجزة كبيرة دخل بها التاريخ، وأعاد بها كرامته الإنسانية، واسترد بها مكانته بين شعوب الأرض، وأجبر العالم كله على احترامه وتقديره.
    وإذ تهنئ الرابطة الشعب الليبي بإنجازه التاريخي، وتشاركه فرحته العارمة بهذا الانتصار الكبير، وتتطلع إلى مزيد من سقوط الطواغيت في المنطقة ـ

    لتتوجه إلى شعبنا الليبي البطل بما يلي:

    1-إن واجب الوقت هو الفرح بهذا النصر العظيم؛ فهللوا وكبروا وافرحوا، وأرجعوا الفضل إلى الله تعالى، فهو صاحب الفضل والنعمة والتوفيق.
    2-من شكر نعمة الله تعالى التوسع في العفو عمن لم يحمل سلاحا، ولم يرق دما حراما، والحرص على الوحدة والائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف بين قبائل وعشائر وأطياف المجتمع الليبي.
    3-البدء في إجراءات إقامة مؤسسات الدولة المؤقتة لحين إجراء انتخابات حرة ونزيهة لتشكيل قيادات هذا البلد العربي الأصيل.
    4-الحذر من سُرَّاق الثورات الذين يركبون الموجة، ويقطفون ثمار الثورات، ويستولون عليها؛ فهذا يستوجب عيونا ساهرة للحفاظ على المنجزات واستثمارها لصالح قيم الحق والعدل والخير.
    5-لكم في تجربة شعبَيْ تونس ومصر ما يُمكِّنكم من استثمار الإيجابيات وتلافي السلبيات، وأخذ الحيطة والحذر مما يمكن أن يعيق حركتكم، أو يسرق ثورتكم، أو يعطل مسيرتكم، ولا تنسوا إخوانكم في سوريا واليمن وبقية المستضعفين في العالم العربي والإسلامي أن يكرمهم الله بما من به عليكم.
    إلى الأمام أيها الشعب الليبي العزيز، على طريق الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، "وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ". سورة يوسف: 21.
     


    أمين عام الرابطة                                             رئيس الرابطة
    د. صفوت حجازي                                          ا.د. أحمد الريسوني