٢١ / ٨ / ١٩٦٩
في مثل هذا اليوم
ليلة إحراق الأقصى الشريف ..

انتظر اليهود ردّة الفعل العربي .. لم يناموا ليلتهم تلك .. خوفاً من سيل هادر تقوده الذئاب التي قادت الأمة في هزيمتها قبل عامين من الحريق ..

ولكن ...
أشرقت الشمس في اليوم التالي .. ولم تشهد الأمة شروق كرامتها ..

ظنّ بعض المتوهّمين أنّ بيانات التنديد والشجب والاستنكار تسمن أو تغني من جوع لردع غطرسة اليهود .. فأكثر العرب منها وزادوا الشجب واللطم والاستنكار ..

ومن باب توكيد مظاهر الحزن  التي لا فائدة منها  تسابقت الدول  بتاء التأنيث الضعيفة فيها  تسابقت لمظاهر باهتة تعلن من خلالها شجبها واستنكارها .. ودموع تماسيحها الكاذبة على  المأساة الكبرى في المسجد الأقصى  وقاموا بالمدد الكاذب بسجّادٍ للأرض .. أو طلاء دهان الجدران .. أو .. أو .. أو .. وكلها أوهام في أوهام ..

لكنهم مع سبق إصرار وترصّد منعوا الشيء الذي ينفع في قمع اليهود ..و قطع يد العدوان فيهم .. بل وحاربوا مَن يجرؤ على فعل شيء من مقاومة .. أو مَن تسوّل له نفسه التفكير به .. أو مساعدة مَن يقوم به ... 
إنّه السلاح الناجح الناجع القاطع لمكر اليهود .. إنّه سلاح الجهاد .. ودعم المجاهدين .. ومقاومة التطبيع .. 
المسجد الأقصى يا قوم لا يحتاج لمال ولا لسجاد .. المسجد الأقصى يحتاج لقلوب مملوءة بحب الجهاد .. توجّه طاقاتها نحو اقتلاع جذور اليهود من أصولها .. فإذا حققوا إساءة وجوه اليهود .. كانوا على وشك دخول المسجد الأقصى فاتحين محررين .. كما دخلوه أول مرة بالإسلام منتصرين ..  وتحقق دمار علوّ اليهود وما تطاولوه من بنيان ..

يا معشر قومنا .. 
احتراق المسجد لم يتوقف .. بل هو مستمر .. بالتهويد تارة .. وبالحفريات تارة أكبر .. وباختراق الحمقى من قطعان اليهود يومياً لساحاته .. و
وما منع المرابطين والمرابطات والمجاهدين الصادقين من مجرد الوصول لباحاته .. 
لكن 
ويبقى الأمل بالله .. وبالله وحده .. ثم بسواعد المقاومة .. وهمّة المرابطين والمرابطات . لعلها تحيي في نفوسنا العزيمة والقوة .. ليومٍ قادمٍ لا محالة .. ( ويومئذ يفرح المؤمنين بنصر الله ينصر مَن يشاء ) ...

    د.عامر توفيق القضاة.