اليمن | معركة حاسمة بالحديدة بتكلفة إنسانية باهظة

قالت صحيفة تايمز إن معركة الحديدة ستكون حاسمة بحرب اليمن إذا ما نجح التحالف الذي تقوده السعودية في هزيمة الحوثيين واستعادة الميناء الأهم باليمن، محذرة في الوقت نفسه من تحويل هذه المعركة إلى حمام دم.

وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن السعودية تتعرض في معركة الحديدة لاختبار حاسم عسكريا وإستراتيجيا في اليمن، مشيرة إلى ما أسمته "المشهد القاتم" في الشرق الأوسط حيث تقصف أغنى دولتين فيه أفقر دوَلِه.

كما أشارت إلى المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية سريعا عندما تتوقف إمدادات الأغذية والأدوية التي كانت تمر بميناء الحديدة (70% مما يدخل اليمن من الخارج).

ورطة كلاسيكية
وقالت إن هذا الهجوم لا يبرز فقط عدم الاستقرار المزمن للنقاط الإستراتيجية في الشرق الأوسط حيث إن الحديدة تقابل مجرى الملاحة الهام لمضيق باب المندب، بل يبرز الورطة الكلاسيكية عندما تكون التكلفة الإنسانية للعمليات العسكرية أكبر من التخلي عن هذه العمليات، مشيرة إلى أن الخيار في حالة الحديدة ليس واضحا تماما.

واستمرت الصحيفة تتساءل هل يبرر الوعد بتحسين أوضاع اليمنيين كافة -بعد استعادة الميناء من الحوثيين- شن الهجوم على الحديدة التي تؤوي أكثر من نصف مليون نسمة، كثيرون منهم أطفال، مع عدم دقة الضربات السعودية رغم المساعدات البريطانية والأميركية في تحسينها؟

وتشير تايمز إلى أن الحوثيين ربما ينفذون سياسة الأرض المحروقة ويفاقمون الخسائر البشرية وسط المدنيين ويدمرون الميناء ويتركونه غير قابل للاستخدام، لكنها تستدرك بأن ترك الحوثيين لإثراء أنفسهم بعائدات الميناء وتشييد ترسانة من الأسلحة الإيرانية لا يُعتبر حلا.

ودعت الصحيفة للاهتمام بقنوات المعونات الإنسانية والمحافظة عليها والعثور على حل سياسي بإشراف الأمم المتحدةيهدف لإنشاء "يمَنٍ فدرالي" بمؤسسات مركزية قوية.

واختتمت بالقول إن معركة الحديدة ستكون اختبارا لجرأة وصبر ومهارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي جعل حرب اليمن حربا شخصية له، وقالت إن ابن سلمان، بوصفه رجلا يرغب في إقناع العالم بأن لديه طموحات حداثية، لا يجب أن يحوّل هذه المعركة إلى حمام دم.

المصدر : تايمز