ابنة الشهيد الفلسطيني - الأمريكي أسعد: يجب على الولايات المتحدة التحقيق بوفاة والدي
رابطة علماء أهل السنة
طالبت ابنة الشهيد الفلسطيني الأمريكي عمر أسعد، الذي استشهد إثر احتجازه والاعتداء عليه من قبَل جنود الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالتحقيق في مقتل والدها.
جاء ذلك في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، على موقعها الالكتروني، اليوم الخميس، تحت عنوان: "يجب على الولايات المتحدة التحقيق في وفاة والدي الأمريكي الفلسطيني في الحجز الإسرائيلي"، لكاتبتها هالة حمد، والتي عرفتها الصحيفة بأنها ابنة عمر أسعد، وتعيش في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن الأمريكية.
وقالت "هالة" في مقالتها: "لا يزال من الصعب للغاية التفكير في الساعات الأخيرة لوالدي البالغ من العمر 78 عاماً، بعد أن قام الجنود الإسرائيليون بجره من مركبته (في 12 كانون الثاني/يناير الماضي)، بينما كان عائداً لقريته بالضفة الغربية".
وأشارت إلى أنه "تم ربط معصمي والدي بأصفاد بإحكام شديد، تسببت وفقًا لتشريح الجثة في حدوث جروح. كما تم تعصيب عينيه وتكميم فمه، ثم تم جره حوالي 50 ياردة إلى موقع بناء، وتركه على بطنه في البرد القارس".
وتابعت هالة: "كان أبي ينقل يوميا حبه العميق لأبنائه السبعة، وآماله وأحلامه لمستقبلنا، لكن آماله في رؤية هذا المستقبل تلاشت عندما أوقفه الجيش الإسرائيلي عند نقطة تفتيش أقامها في قريتنا جيلجليا، وهي أرض فلسطينية محتلة، وليست جزءًا من إسرائيل" وفق تعبيرها.
وبيّنت أنه "لا يحق لإسرائيل وجيشها المحتل التواجد هناك لتقييد حركة الفلسطينيين. ولم يكن لديهم الحق في منع والدي، الذي كان عائدا إلى المنزل في حالة معنوية عالية، بعد ليلة من لعب الورق مع أبناء عمومته".
وقالت إن "الحقيقة المحزنة؛ هي أن نوع العنف الذي تعرض له والدي روتيني، فوحدة الجيش المسؤولة عن وفاة والدي معروفة بمعاملتها الوحشية للفلسطينيين، بما في ذلك استخدام التعذيب".
وأشارت هالة إلى أن "الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 300 فلسطيني عام 2021؛ 75 في الضفة الغربية، مثل والدي"، متابعة: "الإساءة العنيفة التي تعرض لها والدي؛ هي منهجية ومستمرة منذ عقود".
وأضافت: "الشيء الوحيد الذي يبرز في قضية والدي؛ هو أن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقًا، واعترف بالفشل الأخلاقي وسوء اتخاذ القرار للجنود الذين اعتقلوه. تم توبيخ أحدهم، وتم استبعاد اثنين آخرين من مناصبهما".
وعبّرت عن اعتقادها "أن التحقيق والعقاب الخفيف للجنود حدثا فقط لأن والدي كان مواطنًا أمريكيًا، وتصدرت وفاته عناوين الصحف الدولية"، مؤكدة أنه "عند إجراء تحقيقات في وفيات الفلسطينيين، يسود نمط من الإفلات من العقاب بأغلبية ساحقة".
وأردفت هالة: "لقد وجدت عائلتي الراحة في تدفق، الدعم من مجتمعنا في ولاية ويسكونسن، بما في ذلك من السيناتور تامي بالدوين (ديمقراطية) والنائب جوين مور (ديمقراطي)، وكلاهما دعا وزير الخارجية أنطوني بلينكين لبدء تحقيقه الخاص".
وأضافت: "مع ذلك؛ فإن استجابة وزارة الخارجية حتى الآن كانت غير كافية بشكل صارخ، وعبارات التعازي جوفاء، ومطالبتها (الإدارة الأمريكية) بأن تحقق إسرائيل في نفسها لا طائل من ورائها، كما يتضح من تاريخ إسرائيل الطويل في عدم التحقيق بجدية، أو معاقبة الجرائم التي يرتكبها جنودها ضد الفلسطينيين".
واستشهدت بحادثة سحق الناشطة الأمريكية راشيل كوري حتى الموت، على يد جندي يقود جرافة عسكرية في غزة عام 2003، لافتة إلى أن الحكومة الإسرائيلية وعدت بإجراء تحقيق "شامل وموثوق وشفاف" ثم برّأت الجيش والجنود المتورطين.
وقالت هالة: "أتوقع أن تجيب حكومة الولايات المتحدة على مكالماتي واتصالات أشقائي وشقيقاتي الأمريكيين بالتحقيق بشكل مستقل. وأثناء التحقيق؛ يجب أن تسأل نفسها لماذا يجب أن تستمر الولايات المتحدة في دعم نظام يُبقي الفلسطينيين خلف شبكة من الجدران ونقاط التفتيش، ويعاملهم بوحشية ويقتلهم".
واستشهد أسعد (78 عاماً) في 12 كانون الثاني/يناير الماضي، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية "جلجليا" شمالي رام الله (وسط الضفة الغربية)، حينما كان عائدًا ليلًا من زيارة لأحد أقاربه، فيما أكدت نتائج تشريح جثمانه تعرضه للتنكيل على يد جنود الاحتلال، رغم سنّه المتقدمة.