سجّان صهيوني لأسير محرر: السنوار كان بأيدينا والآن «إسرائيل» كلها في قبضته
رابطة علماء أهل السنةكشف الأسير الفلسطيني المحرر عوض الصعيدي حالة الخوف والقلق التي عاشها قادة الدولة العبرية إبان معركة «سيف القدس»، في مايو 2021، بعد سقوط مئات الصواريخ على الكيان.
وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن الأسير الصعيدي (45 عاماً) من بلدة المغراقة وسط قطاع غزة، مؤخراً، بعد اعتقال دام 19 سنة بتهمة مقاومة الاحتلال، والعمل مع «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
«إسرائيل» في قبضة السنوار
ويروي الصعيدي، في حديث لـ«المجتمع»، كيف كانت حالة الخوف والقلق تنتاب القيادات الصهيونية، ونص الحوار الذي دار بينه وبينه مدير سجن عسقلان «قيرشون» الذي كان معتقلاً فيه آنذاك.
وقال الصعيدي: كنت جالساً على سريري في السجن (البرش) وأشاهد التلفاز وأتابع أخبار معركة «سيف القدس»، فمر مدير السجن قيرشون خلال زيارته للسجن، ورآني هكذا، وقال لي باللغة العبرية: «بكفي يا عوض».
وأضاف قيرشون مخاطباً عوضاً: «إذا بتحكي مع السنوار قله بكفي تعبنا»، قلت له: قريباً سوف أخرج وسوف أبلغه بهذه الرسالة.
وتابع الصعيدي قائلاً: ثم عاد مدير السجن وهو يتحدث بحسرة كبيرة ويضرب بيده على باب الزنانة ويقول: «بتذكر يا عوض السنوار؟»، قلت له: بذكره، قال: السنوار كان بأيدينا (أي معتقل عندنا) ولكن الآن كل شعب «إسرائيل» ودولة "«إسرائيل» باتت كلها في قبضته.
وأكد الصعيدي أنه عندما سمع هذه المقولة من مدير سحن عسقلان الذي يتمتع برتبة عسكرية كبيرة في جيش الاحتلال؛ شعرت بالعزة والفخر.
وقال: مدير سجن عسقلان يندم على اللحظة التي تم فيها إطلاق سراح السنوار.
وأضاف: السنوار بات يتحكم في دولة الاحتلال اليوم وقرارها بيده.
جحيم عسقلان
واستعرض الصعيدي حالة الخوف التي كانت تسود السجانين اليهود في سجن عسقلان الذي يقع في مدينة عسقلان التي دكتها المقاومة بأكثر من 550 صاروخاً، فيما أعلنت عنها عملية «جحيم عسقلان».
وأشار إلى حالة الطوارئ التي كانت تسود في السجن وحال جنود الاحتلال فيه، مشيراً إلى أنه كان لهؤلاء الجنود ملاجئ خاصة لا سيما حينما تسمع صفارات الإنذار وتدك الصواريخ هذه المدينة الساحلية.
وذكر حادثة وقعت في السجن خلال إطلاق صفارات الإنذار حيث إن سجاناً وسجانة كانا يهرعان إلى الملاجئ سقطا على الأرض وأصيبا آنذاك جراء هذا الخوف.
وقال الأسير المحرر: كانت عسقلان حرباً وجحيماً، واليهود بأنفسهم اعترفوا وقالوا: عسقلان الآن تنفجر، وكانت الشوارع فارغة، وقد تحولت عسقلان إلى مدينة أشباح، فكانت من أكثر المدن التي تضررت جراء هجمات المقاومة.
وأضاف: قبل نهاية معركة «سيف القدس» بيومين تقريباً تم نقلي من سجن عسقلان إلى سجن نفحة، فرأيت من سيارة السجن التي كانت تنقلني كيف تحولت مدينة عسقلان إلى مدينة أشباح والشوارع والمحال فارغة والصواريخ تتساقط في كل مكان.
وأعرب الصعيدي عن فخره للتطور الذي وصلت إليه المقاومة في قطاع غزة من خلال تطوير منظومة الصواريخ لديها، مشيراً إلى أنه حينما اعتقل عام 2004 لم تكن المقاومة تمتلك إلا صواريخ بدائية جداً، ولكنها تطورت بشكل كبير إلى أن أصبحت صواريخها تغطي كل فلسطين، واصفاً ما حدث خلال هذه السنوات بـ«المعجزة».
وقال: من حرب إلى أخرى كانت الأمور تتطور بفضل الله، في كل حرب وكل مواجهة قوة المجاهدين تزداد، صارت نقلة أكثر من نوعية.
وأضاف: اليوم «حماس» لم تعد مجموعات مسلحة، بل كأنها دولة؛ كل شيء منظم، وجيش شبه نظامي.
وأشار الصعيدي إلى أنه خلال معركة «سيف القدس» كان معه في الزنزانة الأسير ناصر أبو حميد الذي استشهد مؤخراً بسبب الإهمال الطبي بعد صراع مع المرض، هو أحد قادة حركة «فتح» الذي أشاد بما وصلت إليه «كتائب القسام» من قوة.
وأكد أنه نقل رسالة من الأسرى داخل السجون إلى المقاومة الفلسطينية في غزة مفادها: ليس لنا بعد الله إلا «كتائب القسام» تكسر قيدنا.
واعتقلت قوات الاحتلال الصعيدي في العام 2004 على أحد الحواجز العسكرية في قطاع غزة قبل الانسحاب الصهيوني منه وحكمت عليه بالسجن لمدة 16 سنة بتهمة مقاومة الاحتلال.
وزاد الاحتلال مدة اعتقال الصعيدي إلى 19 سنة بعدما قام الصعيدي بطعن ضابط صهيوني في الخامس من مايو 2012 في سجن نفحة انتقاماً لاعتداء الاحتلال على أحد قادة الأسرى الأسير عباس السيد.
وتعتبر مدينة عسقلان واحدة من المدن التاريخية الساحلية، وتبعد عن قطاع غزة 45 كم، وقد حولتها المقاومة الفلسطينية إلى مدينة أشباح خلال معركة «سيف القدس»، في مايو 2021، حيث دكتها بمئات الصواريخ في عملية أطلقت عليها اسم «جحيم عسقلان».
ويقع سجن عسقلان الذي هو واحد من أكبر سجون الاحتلال في الطرف الجنوبي الغربي للمدينة، حيث يضم فيه حوالي 700 أسير جلهم من أصحاب الأحكام العالية.
وخاضت المقاومة الفلسطينية، في 10 مايو 2021، معركة «سيف القدس» دفاعاً عن المقدسات الفلسطينية لا سيما حي الشيخ جراح في القدس الذي هدد الاحتلال سكانه بالطرد، حيث استمرت هذه المعركة حتى 21 من نفس الشهر.
المصدر: مجلة المجتمع