السبت 4 مايو 2024 03:05 صـ 25 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟

    رابطة علماء أهل السنة


    كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين . 
    أما بعد : 
    فإن شهر رمضان المبارك موسم الطاعات ، وموعد من مواعيد الخير والبركات ، تضاعف فيه الحسنات ، وتغفر الذنوب والسيئات ، والفائز فيه حقا من اجتهد في الإقبال على الله بالأعمال الصالحات ، والإعراض عن اللغو والرفث وسائر المنكرات . 
    هذا ، هذا وقد أظلنا هذا الشهر العظيم بأيامه ولياليه وساعاته ، والمسلمون في شوق شديد إليه ، يعدون ما تبقى منه ، ويتلهفون لما يحمله من نفحات ربانية واجواء إيمانية .   
    وفيما يلي - إن شاء الله – اقتراحات عملية تتعلق بالأمور التي ينبغي على المسلم أن يقوم بها وهو يستقبل شهر رمضان ويرجو من الله أن يبلغه إياه ، والله ولي التوفيق : 
    1-  قضاء ما عليه من الصيام . 
    ليس لقضاء الصيام وقت محدد في الشريعة الإسلامية ، قال تعالى { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }   ، قال القرطبي رحمه الله ((  لما قال تعالى: { فعدة من أيام أخر } دل ذلك على وجوب القضاء من غير تعيين لزمان، لأن اللفظ مسترسل على الأزمان لا يختص ببعضها دون بعض ))  
    وعلى من عليه القضاء أن يبادر متى زال عنه العذر المانع أو المبيح للفطر ، قال تعالى {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ... }   . 
    ويتأكد وجوب قضاء الصيام كلما اقترب شهر رمضان وضاقت فرصة القضاء ،فعن عائشة رضي الله عنها قالت (( كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو برسول الله صلى الله عليه وسلم ))   . 
    2-  مراجعة أحكام الصيام من كتاب فقهي ملخص . 
    أهم شيء في العبادات بعد الإخلاص هو العلم بالأحكام المتعلقة بها ، ويجب على المسلم قبل أن يقوم بأداء عبادة من العبادات أن يتفقه فيها ، فيتعلم مشروعيتها ،  وحكمها ومقاصدها ، وشروطها وأركانها ، ونواقضها ومبطلاتها ، فالعلم قبل القول والعلم ، وبه تصح العبادة وتسلم من النقصان والخلل ، قال تعالى { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}   ، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن (( إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا، فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها، فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ))  
    3-  تعاهد القرآن الكريم ، ووضع خطة محكمة للختم والتدبر . 
    شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم ، ففيه بدأ نزوله ، قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }   ، وخص النزول بأعظم ليلة فيه ، قال تعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}   ، ويحيي المسلمون لياليه بالصلاة وتلاوة القرآن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (( من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه ))   ويشتغلون في أجزاء من أيامه بمدارسته وتفسيره وتعليمه ، عن ابن عباس، قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ))  
    4-  وضع برناج دعوي مناسب في حيك ومسجدك ومكان عملك . 
    فشهر رمضان المبارك موسم يقبل الناس فيه إلى ربهم وينشطون لطاعة الله تعالى ، ويقصرون عن المعاصي والذنوب ، ولذلك فهو من أعظم الفرص الدعوية التي يجب على الدعاة أن يغتنموها في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا بد في ذلك من برنامج منظم وترتيب منسق ، يجنبهم من التكرار الارتجال ، فيضعون لكل مكان وزمان وشريحة من الناس ما يناسبه من برامج وأنشطة ، ويوفرون لكل برنامج ونشاط ما يتوصل بها من وسائل مادية ومعنوية مساعدة ، وميزانية كافية للإنفاق عليها . 
    5-  إرشاد وتوجيه للأهل إلى الاجتهاد في طاعة الله 
    وعلى المسلم المستقبل لشهر رمضان أن يخص أهله بمزيد العناية والاهتمام ، فيقوم بتوجيههم إلى الاجتهاد في طاعة الله ، فيرغبهم في صلاة الجماعة وقراءة القرآن وحضور مجالس التفسير ، وشهود صلاة التراويح والقيام ، كما ينهاهم السلوكيات المنحرفة التي تعود عليها كثير من النساء والشباب في رمضان مثل إدمان ممارسة الألعاب ومشاهدة المسلسلات ونحوها ، لما ذلك من تييع للأوقات وتفريط في الخيرات.

    أما الصبيان الذين لم يتعودوا على الصيام فلاباس بإلهائهم عن لسعة الجوع بألعاب ومسابقات ونحوها ، فعن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها ، قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (( من أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما، فليصم )) ، قالت : فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار))   .
    6-  وضع ميزانية مناسبة للنفقات . 
    يحسن بالمسلم دائما وأبدا أن يكون منظما في أموره ، وسائرا وفق تخطيط محكم في جميع شؤونه ، ومن الأمور الحياتية التي يجب تنظيمه وتخطيطه النفقات ، وبالأخص في المواسم التي تتخلل السنة فتتغير فيها عادات الناس في الإستهلاك والإنفاق ، فلا بد من وضع ميزانية مناسبة لنفقات البيت في شهر رمضان تغطي ما تحتاج إليه الأسرة من طعام وشراب وأدوات دون إسراف أو بخل ، قال تعالى { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}   . 
    ولا بأس إن استطاع أن يزيد في نفقاته قدرا يحسن بها إلى الفقراء والمساكين من جيرانه وأهل قرابته ، قال { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا }   ، و عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا )) .   
    7-  العناية بصحة الجسم . 
    من شروط وجوب الصيام القدرة والاستطاعة ، وذلك بأن يكون صحيحا سليما من الأمراض والعلل ولأعراض المانعة من الصيام كالحيض والنفاس ، قال تعالى{ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}   . 
    وعلى من شك في قدرته على الصيام لمرض أو علة في جسمه أن يراجع الأطباء ويأخذ برأيهم في ذلك ، إذا كان من أهل الخبرة والأمانة . 
    8-  التوبة النصوح . 
    التوبة والاستغفار واجب على كل مسلم ومسلمة في كل وقت وحين ، وفي حق كل بر مطيع ، أوفاجر وعاص ، قال تعالى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }   ، وقال تعالى { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }   ، قال ابن القيم رحمه الله ((وَمَنْزِلُ التَّوْبَةِ أَوَّلُ الْمَنَازِلِ، وَأَوْسَطُهَا، وَآخِرُهَا، فَلَا يُفَارِقُهُ الْعَبْدُ السَّالِكُ، وَلَا يَزَالُ فِيهِ إِلَى الْمَمَاتِ، وَإِنِ ارْتَحَلَ إِلَى مَنْزِلٍ آخَرَ ارْتَحَلَ بِهِ، وَاسْتَصْحَبَهُ مَعَهُ وَنَزَلَ بِهِ، فَالتَّوْبَةُ هِيَ بِدَايَةُ الْعَبْدِ وَنِهَايَتُهُ، وَحَاجَتُهُ إِلَيْهَا فِي النِّهَايَةِ ضَرُورِيَّةٌ، كَمَا أَنَّ حَاجَتَهُ إِلَيْهَا فِي الْبِدَايَةِ كَذَلِكَ ))   . 
    ولهذا يحسن بالمسلم أن يبدأ صومه وهو مقلع عن المعاصي والذنوب ، مقبلا إلى الله بالطاعات ، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة ))   . 
    9-  ترائي الهلال . 
    ترائي الهلال سنة ماضية وعادة متبعة عند المسلمين ، وذلك لتعلق مواقيت كثير من العبادات بالأهلة ابتداء وانتهاء ، قال تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ }   ، ومن أشهر الأهلة وأحظاها بالاهتمام والعناية لدى عامة العامة والخاصة هلال رمضان المبارك ، قال ابن قدامة رحمه الله (( يستحب للناس ترائي الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، وتطلبه ليحتاطوا بذلك لصيامهم، ويسلموا من الاختلاف))   . 
    ومما يستقبل بها شهر رمضان ترائي هلاله وترقب أوانه ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (( ترائى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أني رأيته فصامه، وأمر الناس بصيامه ))   . 
    ويثبت هلال شهر رمضان برؤية واحد عدل ، للحديث السابق ، وأما الفطر فبرؤية عدلين فعن الحارث بن الحاطب رضي الله عنه قال : (( عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك للرؤية ، فإن لم نره، وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما ))   . 
    مسألة : إذا رؤي الهلال في بلد هل يصوم به سائر البلاد أم لا ؟ 
    أشهر قولين في المسألة هما :

    الأول : أن لكل بلد رؤيته ، وبه قال القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر وعكرمة وإسحاق ، واستدلوا بحديث كريب (( قال: فقدمت الشام، فقضيت حاجتها، واستهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية، فقال: " لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين، أو نراه، فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ))  
    الثاني : إن رؤية أي بلد تلزم سائر البلاد ، وهو قول أصحاب الرأي ومالك، وإليه ذهب الشافعي وأحمد ، واستدلوا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم (( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته )) قالوا : الخطاب موجه لجميع المسلمين في أقطار الدنيا ، فاينما رؤي الهلال وجب على الجميع أن يصوموا . 
    مسالك العلماء والدعاة في التعامل مع الخلاف الحاصل في مسألة اختلاف المطالع : 
    هناك مسلكان للعلماء والدعاة في التعامل مع الخلاف الحاصل في مسألة اختلاف المطالع وهما : 
    المسلك الأول : مسلك الترجيح لأحد القولين مع الدعوة إلى العمل به ، دون مراعاة القول السائد أو المذهب الأكثر انتشارا ، لأن الحق واحد لا يتعدد ، والترجيح لا يكون بالكثرة أو القلة ، وإنما يكون بالدليل والحجة ، ولا سبيل لجمع المسلمين وتوحيدهم في هذه المسألة ولا في غيرها إلا بالتمسك بالأدلة من الكتاب والسنة ، وهذا مسلك بعض العلماء والدعاة ولازم أقوالهم والمفهوم من فتاويهم ، وقد أخذه جمع من طلبة العلم والجمعيات والمراكز الإسلامية . 
    المسلك الثاني : مسلك الترجيح مع التوسعة ومراعاة الخلاف وما انتشر وشاع في كل بلد من المذاهب وأقوال العلماء ، وما يجمع كلمة المسلمين فيه ويبعدهم من التفرق والخلاف ، وممن سلك هذا المسلك من العلماء والدعاة الشيخ عبد العزيز بن باز  والشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمهما الله ، وغيرهما من أهل العلم والدعوة . 
    فأما الشيخ ابن باز رحمه الله فيقول (( وقد عرضت هذه المسألة على هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في الدورة الثانية المنعقدة في شعبان عام 1392 هـ، فاتفق رأيهم على أن الأرجح في هذه المسألة التوسعة في هذا الأمر، وذلك بجواز الأخذ بأحد القولين على حسب ما يراه علماء البلاد .
    قلت : وهذا قول وسط، وفيه جمع بين الأدلة وأقوال أهل العلم ، إذا علم ذلك، فإن الواجب على أهل العلم في كل بلاد أن يعنوا بهذه المسألة عند دخول الشهر وخروجه، وأن يتفقوا على ما هو الأقرب إلى الحق في اجتهادهم ، ثم يعملوا بذلك ويبلغوه الناس، وعلى ولاة الأمر لديهم وعامة المسلمين متابعتهم في ذلك، ولا ينبغي أن يختلفوا في هذا الأمر؛ لأن ذلك يسبب انقسام الناس وكثرة القيل والقال ))   . 
    ويقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله (( وإلى أن تجتمع الدول الإسلامية على ذلك فإني أرى على شعب كل دولة أن يصوم مع دولته ولا ينقسم على نفسه فيصوم بعضهم معها وبعضهم مع غيرها ممن تقدمت في صيامها أو تأخرت لما في ذلك من توسيع دائرة الخلاف في الشعب الواحد كما وقع في بعض الدول العربية منذ بضع سنين ، والله المستعان ))   . 
    10-  العزم على الصوم إيمانا واحتسابا . 
    وذلك لوله تعالى { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }  ، وقوله صلى الله عليه وسلم (((( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ))   . 
    وعلى الصائم أن يبتعد عن كل ما يفسد صومه أو ينقص من ثوابه ، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الصوم جنة، فإذا كان أحدكم يوما صائما، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه  أو قاتله، فليقل: إني صائم ))   ، فالصوم لا يعني الإمساك عن الطعام والشراب فقط مع اقتراف الذنوب وارتكاب المنهيات . 
    وأخيرا : 
    أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان ويوفقنا لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا . 

    مقالات