أفغانستان ... طالبان تعفو عن الموظفين والمعارضين وتفتح قنوات اتصال مع الداخل والخارج
رابطة علماء أهل السنةأصدرت حركة طالبان، اليوم الثلاثاء، توجيها لمسلحيها بشأن التعامل مع البعثات الدبلوماسية ووجهت نداء للشعب، وأوضحت كيفية تعاملها مع المعارضين والنساء، وفي الوقت ذاته أصدرت عفوا عاما عن الموظفين الحكوميين وفتحت قنوات اتصال مع أطراف المشهد السياسي ومع الأميركيين.
وقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في طالبان أن الحركة أمرت مسلحيها بعدم دخول مقار البعثات الدبلوماسية الخالية في كابل أو المسّ بممتلكات هذه البعثات.
وأضاف أن الحركة أمرت كل منتسبيها أن لا يظهروا وكأنهم لا يحترمون ممثلي البلدان الأجنبية في أفغانستان.
وأعلنت حركة طالبان عفوا عاما عن كل موظفي الدولة في أفغانستان، داعية إياهم إلى العودة للعمل ولحياتهم الطبيعية بثقة تامة.
وقال عضو اللجنة الثقافية في طالبان، ويدعى إمام الله سامنغاني في مقابلة تلفزيونية إن العفو يشمل حتى المعارضين ومن دعموا القوات الأجنبية لسنوات والوزراء والمستشارين والنواب إذا ما قبلوا العيش تحت حكم النظام الإسلامي.
في سياق متصل، دعت طالبان الأفغان لمواصلة أنشطتهم الاقتصادية الطبيعية كما دعت موظفي الدولة إلى الالتحاق بأعمالهم فورا.
وبخصوص وضع النساء، قال إمام الله سامنغاني إنّ إمارة أفغانستان الإسلامية مستعدة لمنح النساء وضعا للدراسة والعمل والحضور في الهياكل المختلفة حسب الشريعة الإسلامية وبما يتوافق مع القيم الثقافية.
وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن أفغانستان كانت وما زالت دولة إسلامية "سواء قبل 20 عاما أم الآن لكنْ هناك اختلاف هائل بين ما نحن عليه الآن وما كنا عليه قبل 20 عاما".
وأوضح أن "الإمارة الإسلامية تتعهد بمنح المرأة حقوقها الكاملة التي منحتها لها الشريعة والقانون". وقال إن المرأة ستباشر عملها في الدوائر الحكومية وهناك "حصص خاصة بالنساء" .
تحت السيطرة
يأتي ذلك بعد يومين من سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل وفرار الحكومة التي كانت تتلقى الدعم من الولايات المتحدة ومختلف الدولة الغربية.
وقد نشرت طالبان مسلحيها في شوارع العاصمة وبدأت العمل على تأمين الناس وممتلكاتهم.
وقال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد إن الوضع في كابل تحت السيطرة، وإنه تم اعتقال متورطين في عمليات تخريبية، مشددا على الحرص على عدم السماح بدخول منازل المسؤولين السابقين أو تهديدهم.
وأعلنت طالبان أنها نشرت شبكة استخباراتية تابعة لها في جميع أنحاء العاصمة، وكانت الحركة سيطرت قبل ذلك على كل المقرات الأمنية الرئيسية، فضلا عن القصر الرئاسي ومبنى البرلمان.
إطلاق النار في المطار
لكن التوتر ما يزال يخيّم على محيط مطار كابل حيث تحتشد جموع هائلة بحثا عن طريقة لمغادرة البلاد.
وقال مسؤول أمن مطار كابل بحركة طالبان، محمد نعمان ريحان، إنه سيتم إعادة فتح المطار أمام المدنيين يوم السبت المقبل. وإن عددا من مسلحي الحركة دخلوا اليوم الجزء المدني من المطار لتأمينه.
وأوضح المسؤول خلال حديثه لمراسل الجزيرة في محيط مطار كابل أن المطار ومدرجه خاليان من الحشود، والتوتر موجود حاليا في محيطه مع محاولات عناصر الحركة تفريق المحتشدين.
وأفاد مراسل الجزيرة حميد الله محمد شاه بتجدد إطلاق النار في محيط مطار كابل الدولي ظهر اليوم الثلاثاء لتفريق محتشدين راغبين بمغادرة البلاد.
وقال مراسل الجزيرة الموجود في محيط المطار إن مسلحي طالبان قاموا بإطلاق النار في الهواء لتفريق حشود من الراغبين بالسفر الذين لا يملك معظمهم وثائق سفر، وأضاف أن امرأة أصيبت برصاصة طائشة، وفق ما أبلغه شاهد عيان.
ولفت إلى إغلاق بوابات المطار الذي تتكفل القوات الأميركية بحمايته من الداخل، مشيرا إلى أن كثيرا من أفراد البعثات الدبلوماسية والأجانب يرغبون بالسفر ضمن جهود الإجلاء لكن لم يتمكنوا من الدخول بسبب الازدحام على البوابات.
وكان الجيش الأميركي أعاد الليلة الماضية فتح مطار كابل لاستئناف عمليات الإجلاء، بعد فوضى عارمة شهدها أمس الاثنين سقط فيها قتلى.
قنوات اتصال
سياسيا، أعلن زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار أنه سيتوجه اليوم إلى الدوحة مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله، للقاء وفد طالبان في العاصمة القطرية.
وقال حكمتيار إن الزيارة تهدف إلى مناقشة ترتيبات نقل السلطة، وتشكيل حكومة جديدة في البلاد في أقرب وقت.
من جانبه، قال كرزاي إنه تم فتح قنوات اتصال مع قادة طالبان، وعبر عن أمله في أن تكون مثمرة.
وأضاف -عقب لقاء جمعه مع رئيس لجنة المصالحة- أنهما ناقشا مع قادة طالبان القضايا المصيرية بشأن مستقبل أفغانستان.
من جانبه، قال عبد الله إنه يتمنى أن يتفق جميع الزعماء الأفغان على حل الأزمة.
وبعيد دخول مقاتليها كابل يوم الأحد، وجهت طالبان رسائل طمأنة للشعب والمجتمع الدولي بشأن المرحلة المقبلة، وأكدت وجود محادثات لتشكيل حكومة شاملة.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن الدبلوماسيين الأميركيين ما زالوا في الدوحة ويتواصلون مع طالبان.
وأضاف برايس أنه ومع انهيار الحكومة الأفغانية، فإن مهمة الدبلوماسيين الأميركيين هناك تبدلت بشكل عاجل من التفاوض بشأن التوصل لسلام، إلى منع وقوع عنف في كابل أو اعتداءات على الأميركيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي التقى قادة طالبان بالعاصمة القطرية الدوحة، وحذّرهم من أن أي هجوم على أفراد الجيش الأميركي أو تعطيل عمليات الإجلاء بمطار كابل سيواجه برد قوي.
وأوضح كيربي أن هناك حاليا نحو 2500 جندي ينتشرون في مطار كابل، مشيرا إلى أنه من المفترض وجود نحو 6 آلاف جندي أميركي في الموقع في غضون الأيام القليلة المقبلة.
المصدر : الجزيرة