الخميس 9 مايو 2024 12:05 صـ 29 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    طوفان الأقصى ” اليوم ال 215 ”.. استمرار القصف وارتفاع عدد الشهداء واستمرار إغلاق معبري...فلسطين.. الاحتلال يسيطر على معبر رفح ويوقف دخول المساعدات الإنسانيةطوفان الأقصى ” اليوم ال 214 ”.. حماس توافق على مقترح وقف إطلاق النار والاحتلال...الفصل بين الدعوي والسياسي .. نقطة نظامالسودان .. تحذيرات من كارثة إنسانية متوقعة إذا حاول الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشرطوفان الأقصى ” اليوم ال 213 ”.. الاحتلال يكثف القصف على شرق رفح ويعمل...فقه الدعوة بين الصحابي أبي الدرداء والشيخ محمد الغزاليالسلطات الفرنسية تمنع رئيس جامعة غلاسكو من الدخول لأنه فلسطينيوزير خارجية الاحتلال يشكل ”فريق تركيا” لاتخاذ قرارات تضر بالاقتصاد التركينعم.. أخطأنا الطريق !  وعلى علمائنا تحمل المسؤولية طوفان الأقصى ” اليوم ال 209 ”.. الاحتلال يستمر في قصف المدنيين وعائلات الأسرى يتظاهرون...طوفان الأقصى ” اليوم ال 207 ” .. شهداء بقصف وسط القطاع وجنوبه وتكثيف مفاوضات...
    مقالات

    العدل في النقد والإنصاف في الخصومة

    رابطة علماء أهل السنة

     لقد دعانا  الإسلام الحنيف دين العدل والرحمة إلى الإنصاف والعدل ، وحذرنا من الخيانة وسوء الظن فقال تعالى: "وإذا قلتم فاعدلوا "وقال عزوجل: "ستكتب شهادتهم ويسألون".
    فالعدل مطلوب من المسلم في كل حياته ، مع نفسه ومع غيره حتى مع من يخالفه المعتقد أو الفكرة ، ولايعني هذا ترك النقد والصمت عن قول الحق بقدر مايعني التزام أدب النقد وترك الفجور في الخصومة ، والتحرر من شهوة الإنتقام وتضخيم الذات على حساب الغير .
    قد يقوى النزاع في بعض الإحيان  ويشتد الخصام ، وتعلوا الصرخات بين المختلفين على مسائل لا تستحق كل هذا الشجار والنزاع ، وهي من مسائل الخلاف التي يعذر فيها بعضهم بعضا ، أو يناقش بعضهم البعض الآخر من باب "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" ولو أنهم فكروا في مآلات خلافهم ، ونتائج مهاتراتهم لعلموا أنهم قد جانبوا الصواب ، وتجاوزوا العدل ، وعالجوا ما ظنوه خطأ بخطأ أكبر منه ، وتعاملوا مع ما توهموه مخالفة بمخالفة خلخلت عرى الأخوة ، وزلزلت روابط المحبة .

    وقد يشتد الخلاف في بعض الأحيان ولا يعرف المختلفين محل النزاع ، ولا نقطة الخلاف ، ولو حكموا عقولهم لو جدوا أنفسهم على رأي واحد ؛ لكن سوء الفهم  ، وعدم التريث ، والإستعجال في الحكم قبل البحث عن نقاط الإتفاق  ؛ أوقعهم في فخ النزاع وشرك الشقاق من حيث لا يشعرون .

    وقد يحاكم إنسان إنسانا لرأي سابق ربما قد عدل عنه ، أو تبين له عدم صوابية الخوض فيه في وقته ؛ فينبش  هذا الراي من جديد ويستدعي الماضي ، ويجدد الحكم على صاحب الرأي . والأقرب من هذا من يستدعي آراء ماضية في مسائل غير متشابهة ويخلط هذا بهذا بلا روية ولا علم .

    والأخطر من ذلك من تشكلة عندهم قناعات سلبية حول أفراد أو جماعات بسبب موقف أو مواقف ؛ وبالتالي ذهبوا يفتشون عن أخطائهم ، ويترصدون  عثراتهم ، وينسفون كل مايصدر عنهم ، ويحملون كلامهم مالايحتمل ، وفرغوا أنفسهم لهم وكأن الله ماخلقهم إلا لذلك .
    والمشكلة أن هذه القناعة المسبقة حول فرد أو جماعة تجعل صاحبها  يصدق مايقال عنهم ، ويشاع ضدهم من دون تبين وتثبت ، ومع مرور الزمن  تتطور هذه القناعة ، ويزين شياطين الإنس والجن وهوى النفس لصاحبها أن الواجب عليه التحذير من خطر صاحب الرأي ، وفضحه أمام المجتمع ؛ ليأمنوا من شره ، ويحذروا من خطره ،
    وتستجيب شهوة الإنتقام وتتطور إلى الإتهام بالكفر والزندقة والخروج من الملة ، ويستغلون  من حيث لا يشعرون في شق النسيج الإجتماعي ، ونسف روابط الإخاء ، وربما استباحة دم المخالف "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا". وسبب كل هذا إما استعجال  الحكم ، أوقناعة سلبية لربما بنية على شفا جرف هار ظن صاحبها أنه يقوم بواجب الدفاع عن الدين وحماية حمى الإسلام ، فزلزل البناء وأنكى الجراح .
    والواجب التحري والتبين وأن يكون النقد بالقدر الذي يقرب ولا يبعد ، ويجمع ولا يفرق ، بلا فجور ولا اتهام ، ولا تشويه ولا خصام ، متحررا معه صاحبه من هوى النفس ، ومستعدا  في حال تبين له خلاف ما قال للتراجع والإعتذار .
    والله حسبنا ونعم الوكيل.

    مقالات