السبت 27 أبريل 2024 01:38 صـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    تصفية العلماء ... استراتيجية أم مصادفة؟

    رابطة علماء أهل السنة

    تصفية العلماء ... استراتيجية أم مصادفة؟

       تصفية العلماء سياسة قديمة ينتهجها الغرب بقتل العلماء و حرق انتاجهم العلمي ( أو سرقته ) لأنهم يعلمون أنه بالعلم ( و بالعلم وحدة ) تبنى الأمم ولو كانت موات.

    لذلك كانت التصفية الجسديّة لكل صنّاع الحياة في الدول الإسلامية هي السبيل الأمثل و الأسهل لقتل كل روح مجددة تحاول احياء موات أمتنا.

    ففي عام 2002، كتب مارك كلايتون المحرر في صحيفة “كريستين ساينس مونيتور” لائحة بعدد من علماء العراق الذين تدربوا في الولايات المتحدة والذين اعتبرهم :”أخطر من أسلحة العراق الحربية، لأنهم هم الذين ينتجون هذه الأسلحة”، ودعا حينها كلايتون مفتشي الأسلحة الدولية: “ألا يكتفوا بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل فقط، ولكن عليهم محاولة إيجاد الأشخاص الذين يعرفون كيف يصنعونها.”

     وقد أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية قائمة تتألف من 52 مسؤولًا عراقيًا من المطلوبين، بينهم عدد من علماء العراق النوويين والبيولوجيين. إذ كان للولايات المتحدة أهدافا أخرى أيضا غير الإطاحة بصدام، من جانب آخر أكد باحثون في جامعة جورجيا أنه خلال الفترة من 1990 إلى 1999، مُنحت 1215 شهادة دكتوراه في العلوم والهندسة لطلاب من خمس من الدول السبع المصنفة من وزارة الخارجية الأميركية على أنها دول ترعى الإرهاب، نال العراقيون منها  112 شهادة دكتوراه في العلوم والهندسة، ومن هؤلاء كان هناك 14 طالبًا يدرسون مواضيع حساسة كالهندسة النووية، أو الكيماوية، أو البيولوجيا المجهرية.

    وهناك الكثير من العلماء الذين تمت تصفيتهم لأنهم توغلوا في العلوم التي لا يٌراد للمسلمين أن يبرعوا فيها حفاظا على الفجوة العلمية التي يريد أعداؤنا أن تتسع دائما بيننا وبينهم.

    وعلى سبيل المثال لا الحصر

    الدكتورة / سامية عبد الرحيم الميمني: قتلت في شبابها

    تعرض والدها لحادث مروِّع مات بعده بكسر في الجمجمة؛ فأصرت سامية أن تكون أول سعودية تدخل مجال جراحات المخ والأعصاب، ودخلته بالفعل وتفوقت فيه، وحصلت على براءة الاختراع من المجلس الطبي الأمريكي.

    بينما كان تدرس في الولايات المتحدة، تعرفت أسرتها على حادث مقتلها عبر قناة CNN عندما عرضت صورًا لها وهي مقتولة. قتلت في شقتها وعثر عليها في إحدى الثلاجات العاطلة عن العمل في أحد شوارع المدينة، حسب ما يرى بعض أهلها فإن مافيا طبية وراء مقتلها، حيث عرض عليها التخلي عن بعض اختراعاتها الطبية مقابل المال ورفضت.

    جمال حمدان: قتله الصهاينة

    الرجل الذي كشف حقيقة اليهود مؤكدًا أن اليهود الحاليين ليسوا أحفاد بني إسرائيل الذي خرجوا من القدس قبل الميلاد وإنما هم أحفاد إمبراطورية الخزر التي اعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، عبر العديد من كتبه وأشهرها “اليهود أنثروبولوجيا”.. للدكتور جمال حمدان دراسات وكتب عديدة هامة، من أشهرها كتابه “شخصية مصر” و”بترول العرب” و”الاستعمار والتحرير في العالم العربي”. ويعتبر حمدان من أهم علماء الجغرافيا العرب.

    كانت نهاية الدكتور جمال حمدان مأساوية هي الأخرى، في منطقة الدقي بالقاهرة تلقت المطافئ اتصالاً بوجود حريق في إحدى الشقق لتأتي المطافئ ثم الإسعاف وتجد الدكتور جمال حمدان محروقًا! حسب رأي العديد من الكتَّاب فإن الموساد هو الذي اغتال حمدان.

    نبيل فليفل: عالم فلسطيني

    فلسطيني، من مخيم “الأمعري” استطاع أن يدرس الطبيعة النووية، وأصبح عالمًا في الذرة وهو في الثلاثين من عمره، حسب ما جاء في بعض التقارير، فقد تم عرض العمل في الخارج على فليفل لكنه لم يوافق، وعثر على جثته عام 1984 في منطقة “بيت عور”، ولم يتم التحقيق في الأمر.

    سميرة موسى: أول عالمة ذرة مصرية

    من قرية صغيرة في محافظة الغربية بمصر جاءت الدكتور المصرية سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية، لتصل إلى دراسة الإشعاع النووي في بريطانيا ثم الولايات المتحدة، ليتم اغتيالها في النهاية على يد الموساد، حسب أكثر التقارير والتحليلات.

    كانت سميرة موسى تأمل أن تسخِّر الذرة في العلاج الطبي، حيث كانت تفكر في طريقة يتم العمل عليها لعلاج السرطان من خلال توظيف الذرة طبيًّا. وحسب العديد من الكتابات كانت سميرة تريد أن تقوم بأبحاثها لتمتلك مصر القنبلة النووية.

    في العام 1951 سافرت الدكتورة سميرة موسى إلى الولايات المتحدة لإجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري، وقد تلقت عقودًا للبقاء في الولايات المتحدة والدراسة فيها لكنها رفضت مفضلة العودة إلى مصر، ولكنها لم تعد حيث تم اغتيالها في ضاحية كاليفورنيا باصطدام سيارة نقل بسيارتها.

    حسن كامل الصباح “فتى المصباح الكهربائي”

    يعتبر الصباح أحد أبرز المخترعين والمكتشفين العرب، نبغ في الرياضيات وسجل أكثر من 76 اختراعًا في 13 دولة منها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا. التحق عام 1927 بمدرسة الهندسة الكبرى بالولايات المتحدة، ثم التحق بشركة الكهرباء العامة بنيويورك وتوالت اختراعاته فيها، فخصص له رؤساؤه مكتبًا ومختبرًا، وعينوا عددًا من المهندسين يعملون تحت إدارته.

    نال عام 1932 لقب “فتى مؤسسة مهندسي الكهرباء الأمريكية”، وهو لقب علمي لم ينله حينها إلا عشرة مهندسين فقط في الشركة، أحد أشهر اختراعاته كان جهازًا لنقل الصورة عام 1930، وما يزال يستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وجهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية.

    توفي الصبَّاح عام 1935؛ حيث سقطت سيارته في منخفض عميق، وفشل الأطباء في تحديد سبب الوفاة؛ مما يرجح وجود شبهة جنائية في مقتله حيث وجدت جثته أيضًا غير مصابة بأية جروح، وحمل جثمانه ودفن في مسقط رأسه بلبنان.

       وإن كانت خطورة هؤلاء تكمن في معرفتهم كيفية صناعة السلاح ، فهناك علماء آخرون أكثر خطورة لكونهم يجيدون صناعة هؤلاء الرجال الذين يبثون الحياة في الأمم .

       لذلك كان اغتيال الإمام الشهيد حسن البنّا والذي دٌقّت أجراس الكنائس فرحا بقتله.

    و سيد قطب الذي تعرّف على الإخوان من هذه الأجراس .

    والشيخ أحمد ياسين ( الشيخ القعيد الذي أضج مضاجع اليهود ).

     و اختطاف الكثير من العلماء في أوروميا منذ سنين و الذين لا يعرف ذويهم شيئا عنهم حتى الآن

     واعدام مير قاسم علي ( أحد القادة البارزين بحزب الجماعة الاسلامية  ببنجلاديش

     و اغتيال الشيخ نادر العمراني في ليبيا.

     و اغتيال الشيخ الدكتور هوشيار اسماعيل من ابرز علماء اربيل وعضو مؤسس للاتحاد الاسلامي الكردستاني .

    واغتيال نوح_كابرينيو الذي دخل على يديه الكثير من الفليبينيين للإسلام بعد أعوام قليلة من إعتناقه الإسلام في الرياض، وقد فارق الشيخ الحياة بعدما استهدف بعدة طلقات نارية قرب المسجد الذي يؤم فيه.

    و غيرهم الكثير و الكثير ، وهذا ليس مجال الحصر وإنما فقط ندلل على هذه السياسة الممنهجة و المستمرة عند الغرب ، والتي تسارعت في الآونة الأخيرة ، فالثلاثة الأخر تم اغتيالهم جميعا في أسبوع واحد. 

       لذلك وجب على علماء الأمة ، انتهاج سياسة مضادة ،  بانتاج كتائبا من هذه النوعية التي تجيد صناعة الحياة ،والمتمثل في صناعة الرجال و السلاح والدواء والمدنيّة و غيرها من العلوم التي تحتاجها الأمّة لنهضتها .

        ولا تقع هذه المسئولية على عاتق علماء الشريعة فقط ، و انما على عاتق كل عالم في تخصصه ، وعلى الساسة بصفة رئيسية الذين يرصدون حاجة الأمة الى التخصصات المختلفة ، وكذلك على أغنياء المسلمين ورجال الأعمال الذين ينفقون أموال الزكاة بطريقة إهدارية ، كما يقول علماء الاقتصاد ( انفاق استهلاكي ) و ليس انتاجي .

    ولكن كل هذا لن يتم الاستفادة منه إلا عندما يقوم صنّاع القرار المخلصين ، والمخلصين فقط ،  على اعداد مشروع متكامل يحمل رؤية متكاملة للأمة ، لا تنظر للأمور من زاوية قطرية محدودة  و إنما نظرة أممية تتحطم معها القطرية المفتعلة ، ومن كل الزوايا المتاحة و المحتملة والمؤثرة في حركة الأمة .

    نادر العمراني هوشيار اسماعيل العلماء اغتيال

    مقالات