الجمعة 26 أبريل 2024 12:25 مـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    نظام المهداوي يكتب: لو كانت قطر ترتمي بحضن إيران أو إسرائيل.. لما تجرأتم على مقاطعتها

    رابطة علماء أهل السنة

    لو عاش الكاتب اللبناني سعيد تقي الدين حتى يومنا هذا وهو يشاهد قنوات “سكاي نيوز” و“العربية” التي تمثل ذراعي السعودية والإمارات لراجع مقولته الشهيرة: العاهرات “أكثر من يحاضرن بالعفاف”.

    لم يعش الكاتب ليشهد هذا الشيء الذي تجاوز العهر والعاهرات وكيف ان اصحاب شعارات خليجنا واحد ومصيرنا واحد لا يجيدون افضل من تنصيب الخوازيق لبعضهم الآخر.

    فما الذي أغضبهم من قطر الآن بعد حجة ترامب إلى الرياض ليستلوا سيوفهم ويعلنوا حرباً ضروس؟

    يردد اعلام دجلهم انها قريبة من إيران وتقيم علاقات معها!

    وأي عاقل وبلغة الأرقام وآخرها رقم أربعة مليارات و105 ملايين دولار ارسلت قبل ايام من الإمارات إلى طهران يدرك  ان دبي لا غيرها كانت طوق نجاة لنظام الملالي في طهران اثناء الحصار الدولي الذي كان مفروضاً عليها. ولو لم تتحول إلى مصرف ومنفذ مالي لسقط نظام الثورة الفارسية وليس الإسلامية كما يدزعمون منذ زمن بعيد وتجنبت المنطقة كل هذه التعقيدات.

    مع العلم ان حجم التبادل التجاري بين الإمارات وطهران التي تزعم انها عدوتها ناهز 16 مليار دولار العام الماضي، وتستحوذ الإمارات على نسبة 90% من حجم التجارة بين إيران ودول الخليج مجتمعة”. يعني لو توزعت النسب المتبقية لكان نسبة قطر لا تتجاوز 2 او 3 بالمئة.

    فأي البلدين يدعم ملالي طهران.. قطر أم الإمارات التي وقعت في مطلع 2015، وعلى الرغم من الخلاف السعودي الإيراني حول النفط، مذكرة تفاهم مشتركة، تتضمن 17 بندا تتعلق بتسهيل تأشيرات الدخول والإقامة بين البلدين. وكأن أبناء زايد لا يكتفون بـ5 الاف شركة إيرانية تتواجد في دبي هذا ناهيك عن مئات رجال الأعمال الإيرانيين من أصحاب الملايين والمجنسيين بالإماراتية.

    إيران لا تحتل جزر قطر ولكنها تحتل جزر الإمارات التي تكتفي بنسخ بيان سنوي يطالب بالانسحاب ولم تتغير صيغته منذ خمسة عقود ولا يتجاوز تأثيره مواقع الإنترنت فيما أبوظبي وعلى لسان وزير خارجيتها (العيل) تعتبر طهران شريكا استراتيجيا، ولا يقتصر الأمر معها على التجارة والعلاقات الاقتصادية فحسب، رغم أهميتها، بل يعود إلى روابط ثقافية وحضارية مشتركة” هذا ما قاله (العيل) قبل عامين ونصف العام فقط.

    فأيهما أقرب إلى قلوب أبناء زايد.. قطر؟ أم طهران؟ بدل أن نسأل من يدعم طهران ومن حافظ على استمرار ملالي الدم ومن سلم الأربعة مليارات قبل أيام؟ الدوحة؟ أم ابوظبي؟

    ما جريمة قطر؟

    انها تحتضن وتدعم الإخوان المسلمين وحركة “حماس”!

    والخليج بأكمله احتضنهم سابقاً نكاية او انتقاماً أو عقاباً للزعيم جمال عبد الناصر. لم يحاكموا أنفسهم على فعل ذلك لأنه كان من مصلحتهم التخلص من صوت قومي وحدوي يرفضون عروبته ووحدته وهو ينعتهم بالأنظمة الرجعية ويتوعدهم فتحالفوا مع الإخوان واحتضنوهم قبل ان يكتشفوا بعد عقود إنهم جماعة إرهابية.

    وما الجريمة التي تستحق قطر عليها ان تحاصر ولا يترك لها منفذ سوى طهران وكأنهم يدفعونها دفعاً نحوهاحتى يستبيحون قصفها أو حتى احتلالها.

    هل نزل الإخوان بمظلة على هذا الشعب أو جاءوه غزاة ومستعمرين ومستوطنين؟ انهم جزء من وطن وكيان لن ينتهي بمليون حرب إبادة ولكن يمكن اسقاطه مثلما اسقطه التونسيون واسقطه المغاربة بصناديق الإقتراع وكان ممكن ان يحدث هذا في مصر.

    غير ان هذا ليس مطلب الإمارات وحليفتها إسرائيل! مطلبها قتل الإنسان العربي من الداخل وتمزيق نسيجه الإجتماعي والديني  والسياسي.

    ومنذ شراراة الربيع العربي ونزيف الدم مستمر لان أموال عيال زايد سلحت الميليشيات واشترت الإعلام وتآمرت وتعاونت مع شياطين مخابرات الدول التي اسقطتها الثورات صورياً لاشعال الفتن والحروب في حرب الإبادة ضد الإسلاميين.

    كل تحالفات عيال زايد مع شاكلة محمد دحلان والجنرال الخارج من قبر القذافي “خليفة حفتر” و”السيسي” الذي أعاد الحكم إلى الجيش وسحق أول رئيس منتخب بتفويض من الشعب وارتكب مجزرة رابعة والنهضة دون ان يهز له جفن. فهلوة تليق بدعم بلا حساب لضابط كان يحلم بساعة “أوميغا” وفجأة تربع على عرش مصر فهل تتخيلون ان هذا الفرعون قادر ان يرفض أمرا لعيال زايد؟.

     

    أما الحليف الآخر محمد بن سلمان الذي ينقاد ضد مصالح بلده وينساق وراء ابن زايد وبالمناسبة هذه خصلة مشهورة عند آل سعود بصناعة أزماتهم منذ حربهم المقدسة ضد الكفار السوفييت ودعمهم للمجاهدين لحساب السي آي إيه قبل ان ينقلبوا عليهم، مرورا بحربهم وحصارهم للعراق حتى سقوط بغداد واغتيال صدام الذي هزم عدوتهم المفترضة إيران، ووصولاً إلى حماية وانقاذ آل سعود  للمخلوع علي عبدالله صالح من قصاص ثوار اليمن وعلاجه واجبار قوى الثورة على توقيع تعهد بعدم محاكمته ليتحالف بعدها مع الحوثيين وإيران ويهدد حدود المملكة.

    نقول ان هذا الحليف مستعد ان ينسف اليابس والأخضر وهو يتسابق مع الزمن قبل وفاة أبيه الملك فيخطف ابن نايف العرش منه فيزيحه كما فعل اباءه واجداده من قبل. ومحمد بن زايد الذي خطف السياسة الخارجية بملايينه حسب وصف الصحافة الأمريكية بيده مفاتيح دعمه في واشنطن التي إلى الآن متخوفة من هذا الشاب الذي لا تعرفه فيما كل الدوائر الأمنية ترغب بتولي محمد بن نايف العرش. فهم عرفوه وجربوه واعجبوا به في حربه على الإرهاب الذي طال المملكة.

    وهنا خطف ابن زايد قرار المملكة و اطلق على مدار أشهر اثنان يمثلان لسانه (الشرطي ضاحي خلفان وجاسوس الأمن منذ كان طالبا في واشنطن عبدالخالق عبدالله) وما انفكا يرددان أن السعودية هي ثقل القرار العربي وذلك بعد ان اخطأ الثاني واعتذر عن قوله ان الإمارات هي ثقل القرار العربي. وهو كاعتراف السارق قبل ان يسأله أحد بقوله: لم أسرق!

    لكن عيال زايد لا يسرقون القرار فقط بل يسرقون الاوطان وإرادة الشعوب ويعيثون في الارض فسادا

    انهم يتحكمون اليوم برقاب الليبيين واليمنيين وحتى المصريين. تحولوا إلى قوة صهيوينة ضاربة تقصف طائراتهم ليبيا واليمن وسوريا وبغداد. واشتروا بأموالهم اغلب الإعلام المصري واغدقوا المال والعقود المغرية على الممثلين والمغنيين والمثقفين حتى لم يعد هناك ثقافة أو فن.

    وفتحوا بلادهم للإسرائيليين بلا تأشيرة وفتحوا ممثليات ورحبوا بالشركات الصهيونية وشكلوا حلفاً في واشنطن لمحاربة حماس والإخوان وقطر.

    لو كانت قطر اقرب إلى إيران لما تجرأت الإمارات عليها لكنها أقرب إلى تركيا ورئيسها أردوغان الذي يدعم الإخوان.

    لو كانت قطر في الحضن الإسرائيلي كما يزعمون (وقد اغلقت المكتب التجاري الإسرائيلي منذ زمن) لما تحالف صهاينة واشنطن مع عيال زايد ضدها. انهم لن يجرؤا حتى التفكير بذلك.

    لكنها قطر التي تغرد خارج سربهم الذي يسن سيوفه لخوض حرب مع إيران بالتحالف مع صديقتهم التي ضمنت لهم عروشهم “إسرائيل”. ولا بد من عزل قطر المعارضة والمشاغبة وحصارها واخراس جزيرتها.

    اتفقت أم اختلفت مع قطر ليس هذا المهم.

    المهم اننا نشهد دخول العصر الصهيوني بقيادة الإمارات التي ستغير حتى الدين الإسلامي وتحوله إلى دين صوفي لا يغادر حفلات الزار والدروايش.

    نظام المهداوي

    المصدر : وطن

    الرابط :http://www.watanserb.com/2017/06/05/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%84%D9%88-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA-%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%AD/

    قطر البحرين السعودية مصر الإمارات مقاطعة العلاقات

    مقالات