الجمعة 26 أبريل 2024 05:01 مـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    عجباً لكم، وعجباً لعلمائكم يا آلَ سعود!

    رابطة علماء أهل السنة

    عجباً لكم، وعجباً لعلمائكم يا آلَ سعود!

    د/عناية الله أسد سبحاني

    روى البخاري عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ : «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ» فَقَالَ: «لاَتَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» (صحيح البخاري:رقم121)

    وقَالَ عليه السلام: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ،كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا - أَوْضُلَّالًا – يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ! (صحيح مسلم- رقم: 1679)

    تلك وصية وصّى بها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أمته- أمة الإسلام في حجة الوداع.

    ولو أن الأمة الإسلامية وعت وحفظت وحافظت على تلك الوصية الغالية القيمة لاستمرّت في عزتها ومنعتها، واستمرت في سعادتها ورفاهيتها إلى يوم القيامة، وما حلت بها عبر تاريخها الطويلتلك الكوارث العظام، والخطوب الجسام التي زلزلتها زلزالا،ومزّقتها تمزيقا، وأورثتها الذل والهوان.

    وأما الآن، فمن أولى بتطبيق هذه الوصية الغالية منكم؟ يا آل سعود!

    فهي التي تمسح عنكم العار، وتدفع عنكم البوار، وتنجيكم من غضب العزيز الجبار! فقد طال ما حاربتم الله ورسوله، وطال ما حاربتم الإسلام وأبناءه البررة الأتقياء! وقد ذقتم وبال أمركم، وذاقت الأمة معكم وبال طغيانكم!

    أنتم أخذتم العدة والعتاد لمكافحة الإرهاب، وهل علمتم ماذا يقصد أعداؤ الله حينما يدعونكم لمكافحة الإرهاب؟

    هم لايقصدون به إلا الحرب ضد الإسلام، ولايقصدون إلاالحرب ضد القرآن، ولايقصدون إلا الحرب ضد نبي الإسلام، ولايقصدون إلا الحرب ضد أمة الإسلام !

    هم يريدون أن يقطعوا صلتكم بربكم، ويريدون أن يقطعوا صلتكم برسولكم وقرآنكم، ويريدون أن يقيموا الحواجز بينكم وبين الغيارى من أبنائكم وإخوانكم، ويريدون أن يجرّدوكم من كل معاني القوة والمنعة،حتى يطؤوكم بأرجلهم، ويدوسوا كرامتكم بنعالهم إذا خلا لهم الجوّ، وإذا لم يكن في طريقهم من يبطل كيدهم، ويكدّر صفوهم، وينغّص عليهم عيشهم!

    إن كيد الأعداء أدّاكم – مع الأسف الشديد-إلى أن تسمّوا الصالحين الأبرياء من الإخوان المسلمين إرهابيين، وأدّاكم إلى أن تضيقوا عليهم الأرض، وتضيقوا عليهم الخناق، وأداكم إلى أن تحاربوا وتقاطعوا وتحاصروا من يتعاطف عليهم، ويؤويهم ويواسيهم !

    عجباً لكم يا آل سعود!

    وعجباً لعلمائكم ومشائخكم،حيث يؤيدونكم في كل خير وشرّ، ويؤيدونكم في كل حق وباطل!

    إنهم يكتمونكم أموراً ليس من حقها أن تكتم، وهي حقيق بأن تعلن وتجهر،كأنهم يحرصون على مصالحهم أكثر مما يحرصون على مصالحكم ومصالح المسلمين.

    بل لعلهم يخافونكم أكثر مما يخافون ربهم! وأمركم وأمرهم كما قال ربكم:

    لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (سورة الحشر:13)

    إن تخويف المسلمين وتعذيبهم، ومطاردتهم وملاحقتهم في ديارهم، ومصادرة أموالهم وإراقة دمائهم أفظع جريمة ترتكبونها يا آل سعود! ويرتكبها أحلافكم الحاقدون.

    وتلك الجريمة الفظيعة لاتجلب عليكم إلا الخزي والعار في الدنيا والآخرة!

    خزيٌ أيّ خزيٍ، وعار أي عار تتقلبون فيه الآن جميعا، يا آل سعود! وما ينتظركم من الخزي والعار أشد وأبقى إن لم تعودوا إلى رشدكم! وإن لم تتداركوا ما فاتكم !

    إن تلك الجريمةالفظيعة الشنعاء ستلحقكم جميعا-لاسمح الله-بآل فرعون وأشياعهم، ولو استطعتم في يومكم هذا الاتصال بالملك الظالم الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ولو استطعتم أن تسمعوا اليوم كلامه، وتطلعوا على أحواله ومآله لعرفتم ما يذهلكم عن أعزّ شيء لديكم! وما كنتم بحاجة إلى من يوقظكم من سكرتكم، ويلومكم على غفلتكم!

    أنتم نسيتم تحذير ربكم إذ قال:  وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)

    فكم قتلتم الصالحين الأبرياء، وكم عذبتموهم، وكم ظاهرتم على قتلهم وتعذيبهم!

    أنتم نسيتم تحذير ربكم إذ قال:

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (11)  ونسيتم تحذير نبيكم عليه السلام إذ قَالَ: "لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ "فَمَنْ؟".[البخارى..ك..الاعتصام.. ومسلم ..ك..العلم.. باب اتباع سنن اليهود والنصارى[.

    فأنتم تحسبون هؤلاء اليهود والنصارى صديقا، بل تحسبونهم أكثر من صديق، وهم لكم عدوّيملؤهم الحقد والضغينة، ويعضون عليكم الأنامل من الغيظ!

    هم يعضون عليكم الأنامل من الغيظ، وإن كانوا يهشّون لكم، ويبشّون في وجوهكم، ويظهرون لكم الحفاوة، ويمنّونكم الأماني!

    إن الأفاعي الصُمّ لن تشفيكم، ولن تنيلكم إلا السمّ الذُعاف يا آل سعود! ولو كانت باسمة ضاحكة! ولن تجرّكم إلا إلى البوار والخسار!

    إذا كنتم تخافون حركة الإخوان المسلمين يا آل سعود! فعجباً لكم، ثم عجباً لكم!

    وهذا لايعني إلا أنكم تخافون دين الإسلام، وتخافون رسالة القرآن، فإن الإخوان المسلمين ليسوا إلا دعاة إلى الإسلام، ولايريدون إلا إعلاء كلمة الإسلام، ولا يريدون إلاتطبيق رسالة القرآن.

    إن اليهود والنصارى يخافون اليوم حركة الإخوان المسلمين، ويخافون حركة الحماس كما كانوا يخافون رسول الله وأصحابه الصالحين المسالمين في عهد نزول القرآن، وهذا أمر معقول ومفهوم، وأولى بأعداء الله أن يخافوهم، ويرتجفوا منهم.

    ولكن ما بالكم؟ يا آل سعود! حيث تخافون الإخوان مثلهم، بل تخافونهم أشدّ منهم، في حين أن الإخوان المسلمين يحبونكم حبا، ويفدونكم بأنفسهم، ويتمنون لكم كل ما يسرّكم ويسعدكم!

    اللهم اهد آل سعود، وألهمهم رشدهم، وخلّصهم من أعدائهم، واجعل في قلوبهم الودّ للصالحين من عبادك، يارب العلمين!

                                     ***                      ***                            ***

     

    آل سعود علماء عجبا الفرقة المقاطعة

    مقالات