الجمعة 26 أبريل 2024 02:22 مـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    المسجد الأقصى واجب التحرير

    رابطة علماء أهل السنة

    المسجد الأقصى واجب التحرير


    بقلم الأستاذ الدكتور مجدي شلش
    أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر.

    حقيقة كبرى في مكون الصراع الصهيوني مع المسلمين ألا وهي الاستيلاء على عقل الأمة وأنظمة الحكم فيها.

    سهل ذلك كل أنواع الاعتداءت التي نراها اليوم وغدا، أنظمة عاشت وتبنت التراجع الديني والأخلاقي لدى شعوبها، فانتج ذلك أمما أقرب إلى الأمية الإسلامية خاصة في الجانب الجهادي المقاوم لأعداء الأمة.

    غالب الشعوب العربية والإسلامية لا تملك من أمرها رشدا، اللهم إلا بعض الصراخ عند الملمات والمصائب الكبرى.

    داء الأمم الأول عندنا في إدارتنا، إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، وما لم تتحرر الأمة من عدوها الداخلي فلن تتحرر أبدا من عدوها الخارجي.

    لا أقلل من المظاهرات والاحتجاجات ضد الصهاينة، لكنها في النهاية قليلة التأثير، عديمة التغيير.

    في أمتنا ومن جلدتنا أناس يحبون الصهاينة كحبهم للشيطان وأشد، ويكرمون الأعداء بالأموال ككرمهم لأولادهم وأحب.

    لن يتحرر الأقصى إلا بتحرر الشعوب من صهاينة العرب قبل صهاينة اليهود.

    ليس أمام الأمة بشبابها وعلمائها ونسائها ورجالها إلا الجهاد والمقاومة في الداخل قبل الخارج.

    نعم هناك بعض حكام بررة بالأمة، لكن الغالب الأعم قلوبهم نحو الإسلام ملئت بالكره والبغض، فحاربوه في كل ميدان، وأسقطوه من كل حساب.

    يا سادة لا تتركوا الحمار وتلعنوا البردعة، لا تعالجوا العرض وتتركوا أصل المرض.

    ليس أمامنا من حل كعقلاء وعلماء إلا الترتيب لفقه النزال والمنابذة لكل من خان وبغي وطغى.

    المصالحة والمعارضة أصبحت فضيحة كبرى، وانهزام لكل الأمة، واعتداء منا على مقدساتنا ومنها الأقصي الجريح السليب، قبل أن يعتدي عليه بنو صهيون.

    في رأيي الأمة فيها خير كثير، تستطيع أن تخرج من الأسر، وتتحرر من العبودية والطغيان لو أحسنت فقه الجهاد والمقاومة.

    لا تلتفتوا إلى المعوقين والمثبطين والمخذلين والمرجفين والمنافقين، موجودون في كل زمان ومكان " قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلموا إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا "

    نعم التحرر ليس نزهة أو فسحة، إنما عمل دائب، وجهد ممتد، وعصى غليظة تكسر الرؤوس الخائنة، وتطهر البلاد والعباد من دنس عباد القصور والدور.

    فلنخرج في المظاهرات ولنهتف للأقصى، ولندع على الصهاينة بكل بقوة، ولنصل بالليل ونركع ونسجد، ولنبك دموعا سيولا وأنهارا، وتحيا الصهيونية العالمية، وليهدم المسجد الأقصى، ولتعد القدس يهودية كما يدعون.

    الأمة الكبيرة أصبحت لا تعرف كيف تسترد حقوقها، وكيف تحطم ناصية الجبابرة والطغاة، الأمة تلعب في غير الميدان، وتصرخ من غير أداة، وتتململ بدون معركة.

    الجهاد طهرة للأمة، وعز وفخر لها، بنا أو بغيرنا لا بد من أمة قائمة على أمر الله كله بتمامه وكماله، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله.

    أعيدوا للجهاد ثقافته، وللاستشهاد رفعته، وللنصر المبين مكانته .

    الجهاد ليس داعشا أو قتل بغير حق، أنما منع للفتنة وعلو للكلمة، وسبيل للنصرة، وتمكين للأمة.

    السطحيون في الفكر يخشون من لفظ الجهاد وكأنه سبة أو عار، والمترفون من القوم يقولون بكل صراحة " أئذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا..."

    نريد جهادا يعرف العدو الغادر فيذهقه، والمنقلب الخائن فيمحقه، والصهيوني العربي فيسحقه، وبائع المقدسات فيقتله.

    لا هوادة مع فاجر ظالم غشوم، ولا راحة مع أقصي يئن تحت أقدام اليهود، ولا نوم والحرائر تغتصب، ولا سكوت والشباب يعدم ويقتل.

    أخاطب كل حر من أبناء الأمة، شد المئزر، وأحيا عقلك وقلبك، وجهز صحتك وبدنك.

    أخاطب كل عالم وفقيه للأمة آمن بالنزال، وفقه الجهاد، وجهز نفسه لمعاداة الصهاينة، وجعل قلمه رعدا، وفكره عاصفة، وصيحته للحق صاعقة، وحركته قوية ظاهرة.

    أخاطب كل شباب الأمة ونسائها، الوقت الآن ليس كما مضى، والعون من الله على المصابرة والرباط والمجاهرة، شرفكم في جهاد الصهاينة، وفخركم بالإعداد والقوة القاهرة، اتحدوا وانصروا الملة والمقدسات الطاهرة، وارفعوا رايتكم عالية ظاهرة.

    الضعفاء الجبناء الذين يلبسون ثوب العقلاء والحكماء يقولون هذه مهلكة ظاهرة، العدو تمكن، والصهيوني ركب ودلدل، والمنقلب أمسك وسيطر، ليس لها من دون الله كاشفة، فلننتظر الموت الأسهل، ولنعش حياة الأرغد، ما لنا ولهذا، " كبرت كلمة تخرج من أفواهم إن يقولون إلا كذبا "

    الدين عزة وكرامة وفخر، من أراد الذلة والمهانة والانكسار فليخرس، " ومن يهن الله فما له من مكرم "

    نعم الدماء في ديننا مصونة للأبرياء، والجهاد في ديننا منضبط بالسادة العلماء، والخشية من التجارب المريرة على العين والرأس، نتعلم من الماضي والحاضر، لكن كل ذلك ونحن طوع الميدان، وقرب الجنان، وفوق فرس العزة والنصر.

    فلسطين القدس اليهود الأقصى الجمعة المقاومة التحرير الجهاد

    مقالات