الجمعة 19 أبريل 2024 03:47 صـ 10 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    تقرير حول قافلة الربيع العربي لغزة

    رابطة علماء أهل السنة

    لحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،

    فيما يلي تقرير عن قافلة الربيع العربي من معبر رفح البري إلى قطاع غزة:

    مكان الانطلاق: 
    من أمام فندق بيراميزا ـ القاهرة  ـ الدقي.
    زمان الانطلاق: 
    السابعة من صباح يوم الاثنين: 21 ـ 11 ـ 2011م.
    الهدف: 
    قطاع غزة من خلال معبر رفح البري.
    الإغاثة :
    اصطحبت الرابطة قافلة إغاثة عبارة عن 3 أطنان من الأدوية والمساعدات الطبية تبرعت شركة إيبيكو للصناعات الدوائية بما يساوي 200000 دولار ( مائتي ألف دولار ) وتكفلت الرابطة بما يساوي 100000 دولار ( مائة ألف دولار ) تم تسليمها إلى وزارة الصحة في غزة .
    زمان ومكان العودة: 
    مساء الخميس 24 ـ 11 ـ 2011م، فندق بيراميزا ـ القاهرة. 
    منظمو القافلة:
    رابطة علماء أهل السنة بالتعاون مع الحملة الأوربية للعمل على كسر الحصار.

    وفد الرابطة في القافلة:
    1.د. صفوت حجازي " أمين عام الرابطة "   "الذي رجع إلى مصر في اليوم التالي نظرا لأحداث مصر". 
    2.أ . د . صلاح سلطان 
    3.الشيخ أحمد هليل.
    4.الشيخ سلامة عبد القوي.
    5.د. أسامة أبو بكر. 
    6.د. خالد حنفي. 
    7.د. أكرم كساب.
    8.د. وصفي عاشور أبو زيد.
    9.الشيخ محمد عنتر.
    10.الأستاذ محمد النوباني.
    11.الأستاذ محمد فاروق مدير مكتب الرابطة بالقاهرة .

     

    تفاصيل الرحلة

    لقد عملت رابطة علماء أهل السنة وحاولت كثيرا أن تقوم بتسيير قافلة بحرية أو برية بعد موقعة أسطول الحرية، ولكن بعدما وقع من أحداث أسطول الحرية وأصاب اللوبي الصهيوني من سعار قام بالضغط على الحكومات والأنظمة الغربية فعرقلت كل محاولة لتسيير قوافل بحرية أخرى، إلى أن من الله على المنطقة العربية بـ "الربيع العربي" فوفق الله لتسيير هذه القافلة بريًا من معبر رفح إلى قطاع غزة؛ ولا عجب أن كان اسم القافلة: "قافلة الربيع العربي". وجرت الأحداث كالتالي:

    يوم الاثنين 23 نوفمبر 2011م:
    استقبلَنا شعبُ قطاع غزة وقيادات المجلس التشريعي استقبالا حافلا، وفور نزول وفد الرابطة في القافلة من الحافلات خروا سجدا على تراب فلسطين؛ شكرا لله تعالى، ثم كان الاستقبال الحافل والحار والدافئ بمشاعر الإنسانية والأخوة الإسلامية، وعقد مؤتمر صحفي تحدث فيه رئيس وفد الاستقبال أحمد بحر، وتحدث د. صفوت حجازي ود. صلاح الدين سلطان، وغيرهم.
    ثم ذهب وفد علماء الرابطة إلى قاعة "رشاد الشوا"؛ حيث عقدت رابطة علماء فلسطين، برئاسة رئيسها الدكتور النائب مروان أبو راس، مؤتمرا حاشدا لاستقبال وفد رابطة علماء أهل السنة، وألقى الشيخ أحمد هليل كلمة قوية عبر فيها عن مشاعر الوفد في هذه الزيارة وذكر فيها أهمية القضية الفلسطينية وفي القلب منها قضية الأقصى والقطاع.
    ثم تحدث د. صفوت حجازي فأجاد وأحسن، ثم د. صلاح الدين سلطان فأتقن وأفاض، ثم توالت الكلمات الترحيبية من رموز رابطة علماء فلسطين.


    يوم الثلاثاء 22 نوفمبر 2011م:
    زرنا مستشفى دار الشفاء التي كانت مأوى للجرحى أثناء القصف الصهيوني المجرم عامي 2008 و 2009م، ثم زرنا شبكة الأقصى بما تحويه من قناة فضائية وإذاعة وغيرها، وعرَّفنا الأستاذ حازم شعراوي مديرها على محتوياتها، وتحدث عنها أيضا الدكتور إسماعيل رضوان رئيس مجلس إدارتها، وتعارفنا ورحبوا بنا أجمل ترحيب.
    ثم توجهنا إلى قاعة "رشاد الشوا" لحضور المؤتمر العالمي الحاشد لأعضاء القافلة الذين تجاوزا الـ 140 فردا من أكثر من 40 دولة حول العالم من أمريكا اللاتينية حتى باكستان، ومن إندونيسيا وماليزيا إلى ألمانيا، وهو المؤتمر الذي سمي بـ "الإعلان العالمي لكسر الحصار" تحدث فيه ممثلون عن معظم البلاد.
    ولفت الانتباه بشدة الكلماتُ النسائية التي قالها نساء من أميركا وأوربا اللائي قطعن 

    المسافات سفرا وتعبا؛ حيث ظل بعضهم مسافرًا أكثر من 20 ساعة، وفوق هذا يُتهمون من أنظمتهم بالإرهاب ودعمه بسبب وقوفهم في صف الشعب الفلسطيني ودعم حقه في تقرير مصيره، وبعضهن استقالت من منصبها الدبلوماسي احتجاجا على ممارسات حكومتها نحو غزة والعراق...وانتهى المؤتمر الحاشد قبيل المغرب.
    ثم انطلقنا إلى "فندق آدم" مقر إقامتنا؛ حيث كان لقاء مع قيادات العمل النسائي الإسلامي وبعض نائبات المجلس التشريعي، فاستمعنا منهن، وتحدثنا إليهن، واتفقنا معهن على بعض العمل المشترك خدمة للقضية والمرأة.
    ثم انطلقنا ـ وفد رابطة علماء أهل السنة ـ إلى كبرى مساجد قطاع غزة لإلقاء الكلمات في ندوات يقيمها أهالي القطاع وأبناء حركة حماس، وكان من المساجد في هذه الليلة والتي بعدها: مسجد الشيخ رضوان، ومسجد مرج الزهور، ومسجد عز الدين القسام، ومسجد البريج، ومسجد الشهيد حمزة بن عبد المطلب، والمسجد العمري، ومسجد الهداية، ومسجد مجمع الشيخ أحمد ياسين، ومسجد بلال بن رباح، ومسجد الإمام الشافعي، ومسجد دير البلح.
    زرنا بعدها المرابطين في هذه الليلة والتي بعدها، وتحدثنا إليهم وتحدثوا إلينا، فحيينا جهادهم، وشددنا على أيديهم، وقررنا لهم أنهم لا يدافعون عن فلسطين أو الأقصى أو قطاع غزة فقط، وإنما يدافعون عن شرف الأمة كلها...تعلمنا منهم ـ والحق يقال ـ حقائق الصبر، ومعاني الثبات، ومعالم الصمود، وعلو الهمة، والثقة المطلقة في قدرة الله ونصره عز وجل، رغم أنهم شباب في عمر الـ 17 و الـ 18؛ يحيون حياة طبيعية في أعمالهم بالنهار، ويسهرون في الحراسة والجهاد بالليل، فإذا نادى منادي الجهاد أخذ كل واحد منهم موقعه وتهيئوا لجهاد العدو؛ فلله درهم، وهو حسيبهم ومعينهم وناصرهم.

    يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2011م:
    زرنا مدرسة دار الأرقم، وهي مدرسة أهلية إسلامية جامعة أسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين الذي دعا إلى تأسيس جامعة أيضا فكانت الجامعة الإسلامية بغزة التي زرناها في اليوم نفسه 
    والتقينا برئيسها وعمدائها ورؤساء الأقسام فيها، وتحدثنا عن بعض صور التعاون بين الرابطة والجامعة.
    ثم مؤتمر وزارة الثقافة بعنوان: "ثقافة الشباب والتغيير"، الذي تحدث فيه وزير الثقافة محمد المدهون، وألقى د. صلاح سلطان كلمة قوية عن الثقافة وواقعها ورموزها في العالم العربي مستشهدا بأمثلة من الشرق والغرب.
    ثم زرنا وزارة الأوقاف والشئون الدينية، واستقبلَنا قياداتُ الوزارة على رأسهم وزير الأوقاف الدكتور صالح الرقب، وحدثنا عن الوزارة بدوائرها وإداراتها، وتحدثنا عما يمكن أن نتعاون فيه.
    وكان لوفد الرابطة مساهمات فضائية على قناة القدس وقناة الأقصى، وممن شارك: د. صلاح الدين سلطان، ود. أكرم كساب، والشيخ سلامة عبد القوي، والشيخ أحمد هليل، ود. وصفي عاشور أبو زيد. 
    وكان لنا لقاء مع الجرحى، وسمعنا تجاربهم ومشاركتهم في معركة الفرقان، وكيف أنهم ـ مع جراحاتهم ـ لم يكفوا عن العمل المجتمعي الأهلي التطوعي، وحكوا مشاهد ووقائع أقرب إلى الكرامات، يجب أن تسجل في التاريخ.
    في مساء ذلك اليوم التقى بعض وفد علماء الرابطة بفصائل العمل السياسي والجهادي في قطاع غزة ـ تقريبا كل الفصائل ـ وتغيبت "فتح" عن اللقاء رغم دعوتهم، وأدار اللقاء الدكتور مروان أبو راس، وتحدث إلينا كل فصيل وتحدثنا إليهم ـ د. صلاح سلطان، ود. خالد حنفي، والشيخ أحمد هليل، والشيخ محمد عنتر، ود. وصفي عاشور أبو زيد ـ وكان لقاء رائعا إيجابيًا له أثره على الحضور جميعا، وتم الاتفاق أن يكون بين الفصائل لقاء دوري ودي أخوي لإذابة 
    الحواجز وتمتين روابط الأخوة؛ فليس من المعقول أن يتنادي ناس من أربعين دولة خارج فلسطين ويتفقوا على كسر الحصار، وتتفرق فصائل فلسطين داخله.


    يوم الخميس 24 نوفمبر 2011م:
    توجهنا إلى دار القرآن التي أسست لتحفيظ القرآن وتدبره واستلهامه لحركة الجهاد وإحياء النفوس بمعانيه ومعالمه، ومن العجائب أن نسمع، أن هناك من الأطفال من يحفظ (52) اثنتين وخمسين صفحة من القرآن في يوم واحد، وأن دار القرآن خرَّجت في عام واحد (20) عشرين ألف حافظ للقرآن الكريم.. هناك محفظون ومحفظات، ومراجعون ومراجعات، وتطور الأمر إلى إجازات مسندة، وإلى تعلم القراءات السبع والقراءات الأخرى، وتحدثنا معهم عن سبل التعاون بيننا وبينهم.
    وفي هذه الأثناء ذهب الشيخ أحمد هليل مع د. أسامة أبو بكر للمشاركة في توزيع الحجاب على (1000) طالبة من طالبات الجامعة الإسلامية التي تلتزم هذا الزي بكل رضا وسرور، بل إن في الجامعة طالبات نصرانيات يرتدين الحجاب بكامل إرادتهن دون سعار إعلامي أو تشهير بالجامعة.
    ثم كان لقاء دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية، الذي رحب فيه بوفد العلماء وحيا زيارتهم التي تعتبر أول زيارة لوفد علماء إلى قطاع غزة بعد الحصار، وتحدث فيه عن ثوابت يسيرون عليها، ولا يفرطون فيها، منها: أنهم أصحاب مشروع إسلامي وأبناء حركة إسلامية لا يتنكرون لها ولا يتلفتون عنها، وأن فلسطين وقف إسلامي لا يجوز التفريط في شبر منها، وأن المقاومة خيار استراتيجي لا يمكن تحرير فلسطين إلا من خلاله، وأن فلسطين من البحر إلى النهر والقبول بحدود 48 أو 67 هو من باب التفاوض المرحلي في ضوء الرؤية الاستراتيجية لتحرير فلسطين كلها...وتحدث د. صلاح سلطان معبرًا عن مشاعر الوفد ومثنيًا على رئيس الوزراء.

    وقام هنية بتكريم الوفد فألبس كل واحد منه "كوفية" رئيس الوزراء، ثم أهداه الشيخ محمد عنتر عباءته فكانت لفتة جميلة منه.
    وأَطْلعَنا هنية على لوحة معلقة على حائط مبنى رئاسة الوزراء مكتوب عليها "القدس 78.37 ك.م"، وهي تعني أن المسافة من المبنى إلى القدس هي 78.37 ك.م.. وطلب إلينا أن نكتب هذه اللوحة في كل ميادين الأمة الإسلامية مع المسافة بين كل ميدان والقدس، وفي هذا دلالات مهمة للجماهير المسلمة لا تخفى.
    ثم ودعنا رئيس الوزراء وانطلقنا إلى الغداء عند د. خميس النجار أول متخصص لأمراض الباطنة في قطاع غزة.
    ومنه إلى المعبر حيث اصطحبنا د. مروان أبو راس، وهناك تحدث إلينا عن رابطة علماء فلسطين؛ نظرا لضيق الوقت، وذكر لنا نشأتها ونشاطها ودورها؛ حيث إنها مرجعية شرعية للمقاومة وقضايا الأمة على رأسها القضية الفلسطينية.


    كلمات لا تنسى...!
    أثناء هذه الزيارة التاريخية سمعنا كلمات وعبارات علَقت بعقولنا، وحفظتها ذاكرتنا، ورأينا من الإفادة للقارئ والتاريخ تدوينها في هذا السياق، ومن أهم هذه الكلمات:
    ـ "مصر أمنا، وغزة بنتنا، ولن تشغلنا أمنا عن بنتنا، ولا بنتنا عن أمنا". د. صلاح الدين سلطان في رده على سؤال: كيف تتركون مصر إلى غزة وهي في هذه الظروف؟.
    ـ "إن قضية فلسطين والدفاع عنها والعمل لها دين نتعبد به الله عز وجل". الشيخ أحمد هليل في كلمته أمام رابطة علماء فلسطين.
    ـ "وفقنا الله تعالى إلى الخروج في هذه القافلة المبروكة، ولا أقول المباركة، فقد كرهنا كل ما ينتمي إلى مبارك". د. صفوت حجازي في كلمته أمام رابطة علماء فلسطين.
    ـ "إنني أتعجب من اختلاف الفصائل داخل فلسطين، في الوقت الذي يتنادى فيه ناس من أربعين دولة خارج فلسطين ويجتمعون على كسر الحصار عن غزة وحقه شعب فلسطين في تقرير مصيره". د. وصفي عاشور أبو زيد في كلمته للفصائل الفلسطينية.
    ـ "نحن أصحاب مشروع إسلامي، وأبناء حركة إسلامية لا نتنكر لها أو نتحرج منها.. وإذا تواصلنا مع من يخالفنا أو رضينا بأمر ما فلا يكون ولن يكون على حساب عقيدتنا أو فكرتنا وثوابتنا". إسماعيل هنية أثناء لقائه بوفد رابطة علماء أهل السنة.
    ـ "نحن لا نريد أن يشفع لنا أبناؤنا، إنما نريد أن نشفع نحن لآبائنا وأمهاتنا وأهلينا". د. مروان أبو راس أثناء تعريفه بنفسه في لقاء وفد العلماء، فقال إسماعيل هنية: "د. مروان والد شهيد".


    من السلبيات:
    رصد من التقى من الوفد عند الشيخ أحمد هليل عددا من السلبيات، منها:
    ـ عدم إعداد وفد الرابطة ذواتهم وترتيب أنفسهم.
    ـ عدم الاهتمام الجيد بالتفعيل الإعلامي.
    ـ عدم ترتيب فرد خصيصًا بالفيديو والكاميرا لتوثيق الحدث.
    ـ عدم اطلاعنا على احتياجات الشعب، وبخاصة في كلماتنا وندواتنا وبرامجنا.
    من التوصيات والمقترحات:
    اقترح من التقى من وفد الرابطة عددا من التوصيات، واقترحوا عددا من المقترحات:
    ـ تفريغ بعض أعضاء الرابطة لتسجيل وكتابة قصص المجاهدين وكراماتهم.
    ـ تسيير قوافل أخرى قريبًا بعد انتهاء انتخابات رئاسة مصر، وإخراج رموز أخرى كبيرة من الرابطة، ورموز رسمية ودعوية وشعبية.
    ـ ترتيب زيارة دعوية لليبيا وتونس باسم الرابطة.
    ـ توصية كل عضو من أعضاء الرابطة بخطبة أو خطبتين عن القافلة والقضية.
    انتهى التقرير، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    مصر: الأربعاء 30 ـ 11 ـ 2011م. 

     

    رئيس الرابطة                      أمين عام الرابطة
    دكتور : أحمد الريسوني              دكتور : صفوت حجازي