السبت 27 يوليو 2024 05:58 صـ 20 محرّم 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    واشنطن: ليس لحماس أي دور في إدارة غزة بعد الحربطوفان الأقصى ” اليوم ال 292”.. معارك ضارية في خانيونس و3 شهداء بالضفةمجازر مروعة في خانيونس.. 27 شهيدا وعشرات الجرحى حتى الآن نتيجة القصف الإسرائيليطوفان الأقصى ” اليوم ال 287”.. الاحتلال يواصل القصف العشوائي وانفجار يهز تل أبيب40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المباركمصر .. القبض على فني شاشات إلكترونيةبتهمة الإساء للسيسيهل فرض خلفاء بني أمية سبَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)...إلى المتباكين والمشككين: تفقدوا إيمانكم وتدبروا قرآنكمطوفان الأقصى ” اليوم ال 271”.. الاحتلال يتكبد خسائر كبيرة و4 شهداء بطول كرم وعملية...مرصد الأزهر يرد على تصريحات بن غفير بشأن ”قتل السجناء الفلسطينيين”طوفان الأقصى ” اليوم ال 270”.. قصف عنيف لخان يونس والاحتلال يعترف بخسائره والشاباك يلغي...طوفان الأقصى ” اليوم ال 265”.. الاحتلال يواصل مجازره ضد المدنيين والمقاومة تستمر في تكبيده...

    من نحن

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
    فإن الله أخذ على أهل العلم موثقا غليظا بأن يعملوا بما علموا ، وأن يكونوا هداة إلى الحق ، قائدين المجتمع إلى الخير والفلاح ، لا يخافون فى ذلك لومة لائم ، ويرتفعون فوق شهوات الدنيا الفانية ، وجعل لهم إن صنعوا ذلك السيادة فى الدنيا والآخرة ، والتمكين فى الأرض بأن جعلهم ـ مع الحكام ـ أولى الأمر ، وأوجب على الناس توقيرهم وتصديرهم والتسليم إليهم فى شئونهم الدينية . 
    والناظر إلى التاريخ بعين الفاحص الخبير ، والمتتبع لأحداثه يعلم يقينا أن مكانة العلماء على هذا النحو المذكور وما جٌعل لهم من الفضائل من المنقول المسطور لم يرعها كثير من العلماء حق رعايتها ، وأن كثيرا منهم أخلد إلى الأرض وتجاهل أن المجاهدة فى حقه فرض ، فانزوى فى أركان النسيان ، وطوى خبره الزمان ، وسلم راية القيادة لغيره ، وراوح مكانه فى عمله وسيره ، ولله در القائل :
    ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ****** ولو عظموه فى النفوس لعُظما
    وفى هذا الزمان هوت مكانة أكثر العلماء إلى الحضيض ، فقلما يُسمع لهم صوت أو يُرى لهم عمل جاد نافع ، فالأمة يُكاد لها ، وأعداؤها متربصون بها ، وهى غارقة فى مشكلات اجتماعية واقتصادية وعسكرية وسياسية ، وشرع الله تعالى مُنحى عن الحكم فى أكثر البلاد الإسلامية ، وأرضها تنتقص من أطرافها ، بل من أوساطها ، وأكثر من ذلك واقع ، وأغلب العلماء ليس له رأى ولا عمل فيما يجرى ، أو لا يسمح بأن يكون له رأى أو عمل . 
    ولما وقعت أحداث غزة فى صدر العام الهجرى 1430 والميلادى 2009 لم يسمع المسلمون من أكثر من تكلم من العلماء إلا شجبا وإنكارا ، وبكاءا وتوجعا ، ونظرنا يمينا وشمالا فوجدنا أن الاتحادات والهيئات والجمعيات التى تضم الصفوة من العلماء لم تتحرك إلا قليلا ، وهى حركة معلوم مصيرها ونتائجها ، أنها إن أغنت شيئا فلن تغنى إلا شيئا قليلا ، فاجتمعت ثلة مباركة ـ إن شاء الله تعالى ـ من أهل العلم تنظر فى أمر هذه الأمة ، والقائمين عليها ، وتنظر فى شأن العلماء وأحوالهم وما قدموه لأمتهم فخلصوا من كل ذلك إلى رأى ارتأوه ، وعَزمَة سكنوا لها ، وتحرك ارتضوه ألا وهو : إنشاء كيان جديد يتخلص من سلبيات ونقائص الكيانات القائمة ، ويضيف للعلماء أعمالا تجعلهم يقومون بما أوجب الله عليهم القيام به ، واجتمعوا مرارا فى دول عديدة ، وتداولوا المسألة ، وقلبوا وجوهها تقليبا ، ونظروا فى كل ما يمكن النظر فيه ، ومن ثم خرجوا بوجوب تكوين كيان جديد قادر ـ إن شاء الله تعالى ـ بنظمه وضوابطه ولوائحه على أن يجعل العلماء قادرين على المشاركة فى توجيه الأمة إلى الخير والرشد ، وصيانتها من المكائد والدسائس ، والوقوف فى وجه أعداء الأمة قى خارجها وداخلها ، ولقد ارتضوا لهذا الكيان الجديد اسم " رابطة علماء أهل السنة " وذلك لأسباب منها : 
    1 ـ إنهم وجدوا ـ بالاستقراء ـ أن أهل السنة لا جامعة تجمعهم ، ولا مرجعية لهم يرجعون إليها ، والعلماء المشاركون فى هذه الرابطة يأملون أن يكٌونوا ـ إنشاء الله تعالى ـ من خلالها مرجعية معتبرة موثوقة لإهل السنة ، تشاركهم آلامهم وآمالهم ، وتعمل على توجيههم وحل مشكلاتهم ، وحمايتهم من إعدائهم .
    2 ـ إن الروابط والهيئات والجمعيات والموجودة اليوم إما أنها تجمع علماء أهل القبلة أو أنها جزئية محلية تعالج مشكلات وأحداث منطقة معينة لا تتعداها ، بينما ترجو الرابطة أن تكون لعلماء أهل السنة على وجه البسيطة .
    3 ـ إن فى الاسم جذورا تاريخية مهمة ، فما زال أهل العلم الموثوق بهم يذكرون السنة وعلومها وأهلها فى مصنفاتهم على وجه من الإجلال والتعظيم ، والتفريق بين أهلها وغيرهم ممن خالف السنة نهجا واعتقادا ، منذ القرن الثانى الهجرى إلى يوم الناس هذا ، فالحفاظ على هذا الاسم ( أهل السنة ) وإبرازه والتنويه بعلمائه وجمعهم يعد إحدى المهمات الجليلات فى هذا الزمن . 
    • ملحظ مهم : 
    ولابد من القول إننا لم ننشء هذه الرابطة إلا لإعلاء كلمة الله ـ إن شاء الله تعالى ـ وقياما بالواجب الملقى على كواهل العلماء ، ولم نقم لننافس العلماء ، ولا لننفس عليهم أعمالهم ، ولا لننتقص أحدا منهم أو نسيطر عليه ، إنما همنا هو العمل ـ إن شاء الله تعالى ـ فمن أراد أن يكون معنا فهذا شرف لنا وفخر ، ومن أراد أن يتعاون معنا ويبقى فى الهيئة التى ينتسب إليها فسيجد منا ـ إن شاء الله تعالى ـ كل العون والمساعدة .، وفى لوائحنا ونظمنا تفصيل لكل ذلك لمن أراد الرجوع إليها .
    الجديد فى هذه الرابطة
    قد نوقش فى الاجتماعات الأولى المؤسسة لهذه الرابطة أمر تميزها عن غيرها ، وهل هى ـ بنظامها ولوائحها وبرامجها ـ ستأتى بشئ جديد ، يوجب إقامتها ، ويبرر إنشائها ، ولقد خرج المجتمعون بجملة من الأمور التى لو أخذ بها وروعيت فسيكون للرابطة عمل يختلف إختلافا كبيرا عن عمل غيرها من الروابط والهيئات والجمعيات والاتحادات ، إن شاء الله تعالى ، فمن ذلك :

    أولا : فى نظامها ولوائحها


    أ ـ كل من يشارك فى عضوية الرابطة لابد أن يكون له عمل فى تحقيق مقاصدها ، سواء فى الرابطة المركزية أو فى الرابطة القطرية فى بلاده ، ولقد رأى المؤسسون لهذه الرابطة أن الهيئات المماثلة يكاد يقتصر العمل لجل منتسبيها على الحضور إلى جمعياتها العمومية كل سنتين أو ثلاث ، والأمر عندنا بخلاف ذلك . 
    ب ـ هناك لجنة لتقصى الحقائق ستكون فريدة فى بابها ، إن شاء الله تعالى ، وسيحصل من ورائها خيركثير إذا وفقت فى أداء عملها على الوجه المرتجى منها . 
    ج ـ هناك لجنة للعناية بطلبة العلم وإعدادهم ليكونوا علماء وعاة هداة عاملين ، وهى أيضا ـ فيما نعلم ـ فريدة فى بابها .
    د ـ عضوية الرابطة متاحة لكل عالم عامل بغض النظر عن إنتمائه واتجاهه طالما فى دائرة أهل السنة ، ولذلك فقد جمعت بفضل الله تعالى بين العاملين من عدد من الاتجاهات والانتماءات ، ولا نعلم لهذا العمل نظيرا ، ولله الحمد .

    ثانيا : في برامجها

    أ ـ سيكون للرابطة صلة بجمهور المسلمين عن طريق إقامة الندوات الدورية فى وسائل الإعلام القوية ، وهذه الندوات ستُطلع الناس على عمل الرابطة ، وتجعلهم مشاركين ـ ولو مشاركة معنوية قلبية ـ فى سيرها وعملها ، ولربما كان منهم للرابطة مشاركات وإشارات ، وتأمل الرابطة ـ بإذن الله تعالى وتوفيقه ـ أن تساهم فى توجيه جمهور المسلمين ، وكشف الشبهات عنهم ، وإزالة حيراتهم . 
    ب ـ سيكون للرابطة صلة قوية بمواقع الإنترنت ومنتدياته ، إن شاء الله تعالى ، وصلة قوية بالمجموعات المؤثرة الموجودة فى هذه الشبكة عظيمة الأثر والتأثير ، وتأمل الرابطة بهذا أن تكون مرجعية شرعية لهذه المجموعات والمواقع . 
    ج ـ ستنشئ الرابطة محكمة شرعية ـ إن شاء الله تعالى ـ تفصل فى خصومات المسلمين ، وتبين حال المعتدين والمفسدين فى الأرض ونرجو أن يكون لهذه المحكمة أثر قوى وعمل جيد . 
    د ـ سيجتمع ـ إن شاء الله تعالى ـ على إنجاح أعمال هذه الرابطة جهود علماء من كثير من بلاد العالم الإسلامى وغيره ، وسيشارك العلماء بعضهم بعضا فى دفع مسيرة هذه الرابطة . 
    هـ ـ ترجو الرابطة ـ إن شاء الله تعالى ـ أن تكون ببرامجها ولوائحها مرجعية شرعية معتبرة لوسائل الإعلام التى ضُلل أكثرها وأضل كثيرا . 
    وكل هذه الأعمال السابقة تُعد شيئا فريدا فى برنامج عمل الرابطة ، ونظن أنها ستنفرد بها عن أعمال الكيانات الأخرى ، والله أعلم . 
    وبعد : 
    فهذا هو جديد الرابطة ، وهى فى سيرها وعملها وجهدها وجهادها لواجدة جديدا تضيفه إلى جديدها ، وعملا فريدا تضيفه إلى أعمالها إن شاء الله تعالى ، وشعارها فى كل ذلك : بالصبر والمثابرة والعمل واليقين نصل إلى إمامة المتقين ، وإعزاز المسلمين . 
    والله أحكم وأعلم ، وأجل وأعظم ، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .