السبت 27 أبريل 2024 02:49 صـ 17 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    النصح في السؤال عن الزواج

    رابطة علماء أهل السنة

    السؤال

    لي صديق قام بخطبة إحدي الفتيات ثم حدثني عن ذلك لاحقا وطلب مني أن أسأل عنها مع أنه قد قام بشراء الشبكة وباقي علي زواجه شهرين تقريبا وسألت بعض الأصدقاء والمعارف فقال لي معظمهم إنها كانت تعرف شابا وتخرج معه دوما ولكنهم غير متأكدين من هذه المعلومات كما أنهم لا يستطيعون أن يجزموا إذا ما كنت لا تزال تعرفه أم أن العلاقة انتهت.. المهم أنني لم أستطع الوصول إلي شيء جازم، وأن كان قلبي يميل إلي أنها غير مناسبة لصديقي هذا الذي يحفظ كتاب الله ولا يعرف الكثير في هذه الدنيا، كما أنه لم يسأل أو يستشر عند خطبته.. المهم أنه يراني وإن كان قليلا ولكنه لم يسألني مرة أخري عن هذه الفتاة ولم يرغب أن يعرف نتيجة سؤالي وهو الآن مقبل بسرعة علي الزواج منها، فهل أخبره بما سبق أم أقول له توخ الحذر واختبرها دون أن أزيد كما نصحني البعض أم أظل صامتا عل الله يريد أن يستر عليها إن كان عليها شيء أصلا أفيدوني أفادكم الله .
     

    الفتوى:

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:

    الأخ الفاضل:
    بناء الأحكام في الإسلام إنما تقوم على اليقين أو غلبة الظن، وفيما يتعلق بالناس، فيغلب اليقين غلبة الظن ، وقد نهينا شرعا أن نحكم على الناس إلا ببينة ، وأن  الظن هنا لا محل له من القبول ، وقد قال تعالى :" إن يتبعون إلا الظن ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا "، وقال أيضا " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ، إن بعض الظن إثم"،وهذا يعني أنه لا يمكن لك أن تذكر لصديقك شيئا أنت فيه شاك، أما لو كانت هناك لها علاقة متأكدة مع شاب ، فلا بأس شرعا أن تخبره بهذا،حتى يكون على بينة من أمره، ولك أخي أن تجتهد في السؤال عنها جيدا ، دون أن تظلمها ،وليس حديثك هذا سببا في أن ينفصل عنها، بل انصح زميلك أن يتعرف عليها جيدا ، وأن ينظر أخلاقها وسلوكها ، وهل هي مناسبة له ، بحيث يجد راحة معها ، أم أنه يجد نفرة منها ؟
    وإن كان الشرع قد أمر بالستر على من أخطأ، إلا أن السؤال عمن سيتزوجها يجب فيه الأمانة ، حتى نساعد من نعرف أن يتخذ قرارا مناسبا ، فربما لو كانت لها علاقة ، وتابت منها ، ورأى صاحبك أنه سيستر عليها ، وأنه ليس له أن يفتش في ماضيها ، فلا بأس ببقاء العلاقة والاستمرار فيها ، وإتمام الزواج.
    المهم أن نعرف حالها الآن، وما سلوكها وتصرفها ، ولكن لا تخبر بشيء غير متأكد فيه ، حتى لا تقع في قوله تعالى :"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، ففرق بين ما هو متأكد ، فتخبر صاحبك به ، وبين ما هو ظن ، لا يجوز لك الحكم عليه على الناس به .
    وفقك الله تعالى لطاعته.
    والله أعلم
    كتبه: د. مسعود صبري

    مسعود صبري