الإثنين 6 مايو 2024 02:43 صـ 26 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    النقل والعقل

    رابطة علماء أهل السنة

    النقل وحي الله، والعقل هبة الله، وكلاهما يصنعان الحياة وفق منهج سديد، ونظام فريد، يسعد الإنسان في هذه الدنيا ويوم الخلود.
    ولا يفهم النقل إلا بالعقل، ولا يكلف بالنقل إلا ذو عقل، ولا يتعارض فكر صحيح مع نص صريح، ولا نجد استعمالا للعقل واعتدادًا به مثل ما في القرآن الذي وردت فيه مادة العلم 865 مرة والعقل والتدبر والتفكير والسؤال أكثر من 5000 مرة، وهو ثراء لا يوجد في أي كتاب غير القرآن، ومع وضوح ذلك مثل الشمس في رابعة النهار، إلا أن من المخدوعين والعملاء للغرب يكرون بين الحين والآخر على النقل (قرآنا وسنة) فهذا مستشار يزعم أن في القرآن 14 خطأ لغويا اكتشفها في الوقت الذي يلحن في أبسط قواعد اللغة العربية ويقرأ حديث "البر بالبر" بالكسرة فلا يفهم الفرق بين البٍر(فعل الخير) والبٌر(القمح)، والبرََ(الله الرحيم) ، وهناك من تبوأ في إحدى دولنا العربية أميناً عاما للثقافة ويكتب في هوامشه "النقل يقمع العقل، والنقل ردة إلى الورا، والعقل قفزة إلى الأمام".
    وهناك ثائرة الرأس والقلب تقول :يجب أن نوقف الذكورية القرآنية ونقرأ "قل هي الله أحد" بدلاً من هو، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرًا ، وهناك من قال : "علينا أن ندع النصوص وراءنا ظهريا الآن قبل الغد ، قبل أن يجرفنا الطوفان " فلما حكمت المحكمة بردته هرب إلى الغرب ويعود الآن بجهالات أكبر، وهناك من يعلن : "لماذا يكون الله أفضل من الإنسان، ولا يكون الإنسان أفضل من الله، لماذا ينزل الوحي دون إذننا والحوار معنا لننتهي إلى حل وسط مع الله " ، وغيرهم الكثير الذين يريدوننا فقط ذيلا للغرب، أحذية لسادتهم، وهؤلاء لا يستمدون وجودهم إلا من الكراسي التي يجلسون عليها أو المنح الملوثة التي يقبضونها
     أما هوية الأمة التي يكون الوحي مرجعيتها، والعقل المرتبط بالنقل منطلقا من الإتباع إلى الإبداع، ومن الاجترار إلى التصحيح والتطوير والابتكار، ومن الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن الخيانة إلى الأمانة، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. يا قوم بقية من عقل لن تجدوا خلاصكم إلا في النقل الضابط والمحفز للعقل، والعقل الفاهم لدقة الأحكام ومقاصد النقل، فنصنع الحضارة والتاريخ بدلا من هذا التخبط كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران.