الجمعة 6 ديسمبر 2024 10:11 مـ 4 جمادى آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار أوروبا

    ديفيد هيرست: أوروبا تفضل تسليح “زيلنسكي” على إغاثة منكوبي زلزال تركيا

    رابطة علماء أهل السنة

    قارن الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير "ميدل إيست آي" بين إغداق أوروبا على الدعم التسليحي واللوجستي للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنكسي والشح الواضح في تعاملها مع جارتها تركيا.

    واعتبر أن ما يجري هو فقدان الاهتمام العام، حيث أرسلت عشرات الدول فرق البحث والإنقاذ، ولكن بعد 3 أيام من وقوع هذه الكارثة، بالضبط في اللحظة التي تتحول فيها عملية البحث والإنقاذ إلى عملية انتشال بطيئة وكئيبة للجثث، فإن المأساة تتسلل من العناوين الرئيسية في أوروبا، الجار المباشر لتركيا.

    وعن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بريطانيا وبروكسل مكان الزلزال، أصبح زيلينسكي الشجاع الذي يرتدي الكاكي، والذي تحول في الوعي السياسي إلى تقاطع بين تشرشل وبوديكا وجان دارك، بطاقة سياسية ساخنة، حيث يتنافس كل برلمان على حضوره.

    وأنه احتفاء بزيارة زيلنسكي وجهت بريطانيا 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.7 مليار دولار) من المساعدات العسكرية التي قدمتها بريطانيا لأوكرانيا العام الماضي، وهو مبلغ أكد لنا رئيس الوزراء، ريشي سوناك، أنه سيكون هناك مثيله هذا العام، وهذا يجعل بريطانيا ثاني أكبر مانح عسكري لأوكرانيا.

    في حين أنه أمام تأثر ما يصل إلى 23 مليون شخص، وقت كتابة هذا التقرير وهذه الأرقام تتغير كل ساعة، فقد 17674 في تركيا و3377 في سوريا حياتهم، مع 72879 مصابا، ونزح أكثر من 100 ألف في تركيا و300 ألف في سوريا، فإن حجم ما أعلنه وزير الخارجية، جيمس كليفرلي، أن المملكة المتحدة ستقدم ما يصل إلى 5 ملايين جنيه إسترليني (6 ملايين دولار) من التبرعات العامة فقط.

    واعتبر أن تصريحه يحمل نمطا متذاكيا عندما تضرب كوارث مثل هذه الزلازل الرهيبة، نعلم أن الشعب البريطاني يريد المساعدة، لقد أظهروا مرارا وتكرارا أنهم ليسوا أكثر كرما ورحمة منهم إلا القليل، بحسب "كليفرلي".

    وأعاد وضع الرقمين إلى جوار بعضهما "2.3 مليار جنيه إسترليني من الأسلحة إلى أوكرانيا و5 ملايين جنيه إسترليني لإغاثة 23 مليون شخص، هل هذا حقيقي؟ على ما يبدو نعم".

    وأضاف "على المستوى الإنساني، تتطلب الكوارث على نطاق عالمي استجابة عالمية تتجاوز السياسة، رغم ذلك، وفي غضون يوم واحد من وقوع الكارثة، نشرت مجلة Charlie Hebdo الفرنسية رسما كاريكاتوريا يظهر مبنى مدمرا وسيارة مدمرة وكومة من الأنقاض مع تعليق "لا داعي لإرسال دبابات".

    كان هذا أكثر من مجرد رسم كاريكاتوري ذي ذوق سيئ، والمجلة ليست مجرد مجلة ساخرة، بل تحث على الكراهية والعنصرية.

    وأوضح أنه في عام 2015، أصبحت هذه المجلة الفرنسية بؤرة لما وُصف بالدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير ضد هجمات المتعصبين والإرهابيين مثلما تُصور أوكرانيا اليوم، وتعرضت مكاتبها في باريس لهجوم من سعيد وشريف كواشي، بزعم تمثيل جماعة القاعدة المتشددة، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين.

    إحجام أوروبي
    ورأى "هيرست" أن إحجام الاتحاد الأوروبي عن أن يكون المستجيب الأول في هذه الأزمة طوعي تماما، إنه خطأ غير مقصود ذو أبعاد كبيرة، هذه فرصة لإظهار القيادة الأخلاقية والإنسانية لملايين الناس، إنها فرصة للتحدث معهم مباشرة، وليس حكوماتهم أو رؤساؤهم الذين يناورون من أجل إعادة انتخابهم.

    وأوضح أن "هذه فرصة لإظهار للعالم أن الغرب يمكنه إعادة البناء والتدمير، لكن هذا هو الشعور الأخير في أذهان أوروبا القلعة اليوم، تحاصر أوروبا القلعة ثرواتها، والأسوار المكهربة العالية ودوريات الطائرات المسيرة موجودة لإبعاد الهمجيين عنها".

    ما هو الحافز الأقوى الذي يمكن أن تقدمه لملايين الأشخاص للبحث في مكان آخر عن القيادة؟

    السعودية على المنهج
    واعتبر الكاتب البريطاني أن حجم ما جمعه السعوديون لتركيا يظهر أنهم على منوال أوروبي فقال "في حين لم تُجمَع مبالغ كبيرة حتى الآن في بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، فقد جمع السعوديون أكثر من 51 مليون دولار بعد 4 أيام من إطلاق منصة سهم لإغاثة سوريا وتركيا".

    وأوضح أن 51 مليون دولار "أقل القليل لأي فرد من العائلة المالكة السعودية، لكنه تبرع كبير من السعوديين أنفسهم، إنه يضع رأس بريطانيا في العار، ومع ذلك، دعونا نتخل عن الأخلاق أو أي شعور بالإنسانية المشتركة، دعونا نتبع روح المصلحة الذاتية".

    تركيا واللاجئين

    وعن الكرم التركي قال "لا شك أن الحرب السورية حولت تركيا إلى أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، بعد أن أصبحت تستضيف أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري و320 ألف شخص من الجنسيات الأخرى، وأنفقت تركيا 5.59 مليار دولار على المساعدات الإنسانية العام الماضي، أي ما يعادل 0.86% من ناتجها المحلي الإجمالي، لتصبح رائدة عالمية في هذا المجال، بحسب تقرير منظمة Development Initiatives.".

    وأضاف "تحل تركيا في المرتبة الثانية على صعيد الأموال التي جرى إنفاقها، وذلك بعد الولايات المتحدة، ولا شك أنها أرقام مذهلة بالنسبة لحكومة اعتاد الغرب تشويه سمعتها".

    وأضاف في مقاله على "ميدل إيست آي" أن تلك الجهود ليست مضمونة الاستدامة، إذ تدير الأحزاب المعارضة في تركيا، حملات طوافة من أجل جمع الأموال لتذاكر حافلات ترحيل السوريين، بينما انقلب بعض الأتراك على اللاجئين في أعقاب الكارثة، وسط بحثهم عن أحد لتحميله مسؤولية بطء جهود الإغاثة".

    وحذر من أن الزلزال كحدث كبير "ما يكفي للدفع بموجات لجوء جديدة، خاصة أن عملية إعادة الإعمار ستستغرق عدة سنوات، إن لم تمتد لعقود".

    وأشار إلى أن "مصلحة أوروبا تكمن في ضمان قدرة تركيا على التعايش، ومواصلة سياستها الخاصة بإعادة توطين اللاجئين في شمال سوريا، لكن سوريا أصبحت منبوذة اليوم، بعد أن كانت محور تركيز لعمليات التسليح الغربية السرية في وقت من الأوقات، حيث يموت اللاجئون السوريون من البرد هناك قبل زمن بعيد من وقوع الزلزال الذي ضرب حلب وإدلب".

    ولفت إلى أن "ثلث إجمالي الضحايا قد سقطوا في محافظة هاتاي، الواقعة على الجانب المقابل للحدود السورية، وقد ترك الدمار الذي ضرب هاتاي تأثيرا فوريا على جهود الإغاثة السورية التي تمر عبر معبر باب الهوى، الذي يمثل بدوره شريان حياة المساعدات للملايين في شمال غرب سوريا، حيث يعيشون في مناطق خارج سيطرة النظام السوري".

    الزوال المحتوم

    ورجح "هيرست" الزوال المحتوم لجنة أوروبا قريبا قائلا إنه "يتسع كل عام حجم الفجوة بين الأشياء الصائبة التي يجب فعلها، وبين الأشياء التي نفعلها في النهاية، كما تزداد بشاعة تصريحات قادة أوروبا عاما تلو الآخر".

    ومن تصريحات الأوربيين البشعة نقل عن جوزيب بوريل، كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خطابا أثناء تدشين الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية في بروكسل يوم 13 أكتوبر الماضي قال في خطاب رسمي "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة وكل شيء فيها يعمل بشكل سليم، إنها أفضل مزيج نجحت البشرية في بنائه ليجمع بين الحرية السياسية، والرخاء الاقتصادي، والتماسك الاجتماعي الثلاثة معا، أما بقية العالم فهو أشبه بغابة، وتستطيع الغابة أن تغزو الحديقة، لهذا يجب على البستانيين أن يذهبوا إلى الغابة، ويجب أن يكون الأوروبيون أكثر انخراطا في بقية دول العالم، حتى لا تغزونا بقية دول العالم بمختلف الطرق والوسائل".

    وختم بتوقع أنه "إذا كانت هناك فرصة لوضع حد لهذه الثرثرة البدائية؛ فلا شك أنها قد حانت اليوم، فهل ستستغل أوروبا هذه الفرصة الآن؟ أشك في ذلك، لأنني تخليت عن إيماني بمفهوم التقدم قبل زمن بعيد، بينما تستحق جنة عدن التي تحدث عنها بوريل مصيرها المحتوم بالكامل".

    إنجلترا أوكرانيا سوريا دعم الزلزال إغاثة جنيه استرليني

    أخبار