صرف الزكاة لدعم مؤسسة تعليمية
السؤال
هل يجوز صرف الزكاة لدعم مؤسسة جامعية؟
الفتوى
وردني من مؤسسة جامعية أهلية بمدينة جدة (...)، استفتاء حول مدى إمكانية الصرف من أموال الزكاة التي يعرضها أصحابها لدعم هذه المؤسسة الأهلية الطموحة، والإنفاقِ على بعض مشاريعها وخدماتها العلمية لفائدة الارتقاء بالمؤسسة وبرامجها وطلبتها.
من المعلوم أن الله تعالى حدد في كتابه الكريم مصارف الزكاة وحصرها في قوله سبحانه:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 60]
فصارت مصارف الزكاة هي هذه الثمانية لا يزاد فيها ولا ينقص منها. ومن الواضح أن هذا التحديد الحصري لمصارف الزكاة يشير إلى قصد الشارع أن تكون فائدة الزكاة ومردوديتها منصبة على أبواب وفئات معينة، لتلبية حاجاتها وسد خصاصتها. وهذا يتنافى مع الاسترسال في توسيع مشمولات هذه المصارف، بما يجعلها في النهاية تمتد إلى كل وجوه الإنفاق وكافة أبواب الخير والنفع. وهو ما يعود بالنقص والضرر على حقوق الفئات والأبواب المسماة في آية المصارف، وفي مقدمتها الفقراءُ والمساكين.
وبناء عليه، فإن استعمال أموال الزكاة في الإنفاق العام على المؤسسة الجامعية (...) وعلى بعض برامجها ومشاريعها العامة، لا يجوز.
وأما الذي يجوز، فهو أن تتلقى المؤسسة ما تيسر من أموال الزكاة وتجعل لها حسابا خاصا بها، وتجعل إنفاقها ومردوديتها خاصا بالطلبة الفقراء المستحقين للزكاة، أو لفائدة برامج خاصة بهم. ومن ذلك - مثلا - تسديد الرسوم والنفقات الدراسية الخاصة بهم، أو تهيئةُ إقامة مناسبة ومجهزة لهم، أو إعطاؤهم مِنَحا مالية يستعينون بها في مختلف حاجاتهم الدراسية والمعيشية.
وأما الوقف لفائدة المؤسسة عموما، أو لبرامج معينة عندها، فهذا بابٌ آخر غير باب الزكاة. فيجوز لكل واحد أن يتبرع بالقليل أو الكثير من ماله لحسابات هذه الأوقاف. فبابُ الوقف ومصارفُه لا حصر فيهما، ولكن من غير أموال الزكاة.
