الأحد 5 مايو 2024 11:00 مـ 26 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    المقاومة السورية واتفاقية جنيف المشبوهة

    رابطة علماء أهل السنة

     

       عندما تجتمع امريكا و روسيا لبحث عملية السلام في سوريا ، تقفز أمامنا تساؤلات كثيرة عن حقيقة هذا الاجتماع و لماذا الآن؟ و  أين كانوا منذ سنوات طويلة مات فيها الكثير و هدّم فيها الكثير و دُمرت سوريا بالكامل ؟؟؟

    أولا : - هل لأن المقاومة بدأت في التوحد و بدأت في تحقيق انتصارات على الأرض ، فاستغاثت روسيا المكلفة من أمريكا والغرب        بتمكين الوضع لبشار الأسد ليحقق أهداف و أحلام إسرائيل ، و التي لم يكن لتتحقق إلا بوجوده؟

    فكانت الخطة أن يقوموا بتحييد بعض الفصائل ، مؤقتا ، حتى ينتهوا من بقية االفصائل التي سيقولون عنها إرهابية ، و يبدأوا  في القضاء عليها و ينتهوا منها ، ثم بعد ذلك يعقدوا اتفاقية سلام جديدة ، أو يفتعلوا شيئا يترتب عليه الغاء الاتفاق و تستمر الحرب و ساعتها من الممكن أن يقضوا على بقية الحركات الثورية بسهولة ؟

    ثانيا : - كيف يكون اتفاق و نسمح لأحد الأطراف فيه دون الآخر بعمل غارات جوية ؟ و على من سيقوم بهذه الغارات؟ هل سيتم تحديدها لاحقا وفقا لمصلحة بشار ؟ و هل ستكون هذه الغارات إسما على داعش ، و فعلا على الثوار كما كانت الغارات التي اشتركت فيها أمريكا سابقا؟؟؟

    ثالثا : - إذا كان الاتفاق بين أمريكا ( كطرف خارجي ) و روسيا ( أحد الأطراف المتورطة بطريقة صريحة في الصراع) ، فأين الطرف الثاني و أين هو من هذه المفاوضات ، و إذا لم يوافق على نتيجة هذه المفاوضات الثنائية و التي لم يُدعى إليها ، فماذا ستكون النتيجة ، و إلى أي جانب ستحارب أمريكا.

    الشيء الوحيد و الواضح في الموضوع ، أن روسيا و إيران و حزب اللات اللبناني و الميليشيات الشيعية القادمة من العراق و أفغانستان و بلدان عدة ، و النظام المجرم الذي يقتل شعبه ، قد لاقوا مقاومة شديدة على الأرض ، فاستغاثوا بحلفاءهم ، و الذين لم يتوانوا في الإسراع لنجدتهم.

    رابعا : - إذا كانت هذه الإتفاقية لإحداث هدنة في سوريا ، فلماذا صرحت إسرائيل بأن هذه الهدنة ليست في مصلحتها ؟ و ما هي صلة إسرائيل بهذه الإتفاقية ؟ إلا إذا كانت إسرائيل ضالعة في الموضوع بأكمله منذ البداية.

    و بذلك يبقى على الثوار في سوريا أن يتخيروا بين قبول الاتفاقية ، فيتم القضاء على جيش فتح الشام و جند الأقصى ، ثم بعد ذلك يتم تخييرهم بين الرضوخ أو الإبادة .

    أو أن يرفضوا هذه الإتفاقية و يتحملوا نتيجة اختيارهم ، و التي لن تختلف كثيرا عن الوضع الحالي ، غير أن أمريكا ستكشف عن وجهها القبيح و تتدخل بنفسها بعد أن كانت تتدخل بطريقة غير مباشرة.

    و هنا .... وجب أن نذكرهم بالمقولة : أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض.

    حفظ الله سورية و شعبها و أرضها ، و ردّ كيد الأعداء و الخائنين في نحورهم.

    سوريا روسيا أمريكا جنيف الهدنة

    مقالات