السبت 4 مايو 2024 07:06 مـ 25 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    الإيمان راحة القلوب

    رابطة علماء أهل السنة

    الإيمان راحة القلوب

     

    في ظل ضغوطات الحياة وسرعتها ، وتجدد الأحداث وتعاقبها في حياتنا المعاصرة ،  يجد المرء نفسه محاصرا مضغوطا عليه من كل جانب ، ما إن تاتيه قضية ملحة للتفكير فيها  ومعالجتها حتى تفاجئه قضايا أخرى لا تقل أهمية عن الأولى ، والأولى نفسها لم يجد متسعا من الوقت لمعالجتها  والنظر فيها فكيف بالأخريات الكثيرات ، وهذا قدرنا في هذا الزمن الغريب نحن البشر ، ليس لنا حل إلا التحالف والتكيف معه ، وهذا أيضا ما  يجعل الإنسان العالم والجاهل سواء أمام عدد غير قليل من الأحداث والتطورات ، لا يعلم أبعادها  وعواقبها إلا الله لسرعتها وتقلباتها، حتى وإن أظهر البعض معرفة ذلك فإنه في الحقيقة رجم بالغيب وتخرص وتعسف ليس إلا ، وهذا النوع من التطورات و الأحداث السريعة المتلاحقة ، من شأنها أن تحمل الإنسانية على  الخوف الشديد من مستقبل مجهول ، لا تضمن على شيء من حياتها ، لسرعة زمنها وهيجانه وتقلباته ، فالكل خائف دولا و مؤسسات ، جماعات وأفرادا .
    وتاتي قضية الإيمان بالله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وبرسله وكتبه واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره اعتقادا وتطبيقا علميا في جميع مناحي الحياة  بَلسما لهذه الإنسانية أمام هذا الفوران من الأحداث المدلهمة والمخيفة ، فعندما تكتسي القراءة والتحليل والنظر هذا المكتسى الإيماني تُهَوِّن على النفس الإنسانية بعض ضغوطاتها وهمومها وتخوفاتها ، وهذه اللمسة الإيمانية نفتقر إليها كثيرا في قراءتنا ونظرنا وتحليلنا  للقضايا العصرية والأحداث وفي استشرافنا للمستقبل ، وجنحنا نحو التعامل المادي مع الأحداث والقضايا ، وظننا أن البشر وحده من يصنع الأحداث والتاريخ ويحدد  مسيرة نفسه وغيره والكون جميعا ، وهو  في الحقيقة ضعيف أضعف من بيت العنكبوت،
    إنها دعوة جادة لرؤية إسلامية في القراءة والنظر والتحليل ، والتي تجمع بين المادي والوحي السماوي ،  فتصهر هما في قالب وحد ليستنير لها الطريق ويستبين لها الحق المبين

    أخوكم / أبو سعيد الصياد
    محمد الأول إبراهيم

    مقالات