أصدرت رابطة علماء أهل السنة بيانا تدين فيه القرار العنصري الذي أصدره الرئيس الأمريكي ترامب بحظر دخول رعايا سبع دول إسلامية الى الولايات المتحدة الأمريكية ، واصفة هذا القرار بالعنصري ، وأنه دعوة للكراهية والعنف وليس حربا على الكراهية والعنف ، وفيما يلي نص البيان: 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، سيدنا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد...

  فإن القرار الأمريكي الذي أصدره دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين من سبع دول إسلامية الى الولايات المتحدة الأمريكية ، إنما يعكس الحالة التي وصلت إليها الأمة من ضعف ومهانة جرّأت عليها أعداءها، وصدق فيها قول الرسول ﷺ : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا، وكراهية الموت ).

وهذا القرار الذي جاء بحجة الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي ، إنما يعكس الحقد الدفين في صدور أصحاب هذا القرار ضد الإسلام والمسلمين، ويظهر مدى العنصرية التي يمارسونها ، مع ادعاءاتهم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.

   ورابطة علماء أهل السنة إذ ترفض هذا القرار وتدينه، فإنها ترى أنها تحتاج الى توجيه رسائل عدة الى المعنيين بالأمر: -

أولا : إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم ، إنما وصلنا الى هذه الحالة لمّا بعدنا عن شرع الله عز وجل ، وتركنا المخافة من الله تبارك وتعالى وصرنا نخشى الناس كخشية الله أو أشدّ خشية.

ولن تعود إلينا عزتنا وكرامتنا إلا بالعودة الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم ، ونذكركم هنا بالسلطان سليمان القانوني رحمه الله لما سمع أن في فرنسا أحدثوا الرقص بين الرجال والنساء، كتب إلى ملك فرنسا قائلاً: بلغني الخبر أنكم أحدثتم رقصة فحشاء بين الرجال والنساء، ولما يأتيك رسالتي إما أن تمنعوا هذا الفحش بأنفسكم، أو أتيتُ إليكم، ودمّرتُ بلادكم، وبعد هذه الرسالة لم يكن الرقص في فرنسا مائة سنة، فكان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمجرد كلمات يعلم منها الكفار أن للإسلام جنود يغضبون لانتهاك شرائعه.

 

 

 

 

 

 

ثانيا : إلى حكام المسلمين ، عليكم جميعا أن تتوحدوا ولو مرة ليرى العالم منكم بأسا ، فيراجعوا قراراتهم المشينة التي يصدرونها بحق المسلمين ، دون أن يأبهوا لعزة المسلمين وكرامتهم ، وعليكم جميعا أن تلوحوا فقط بالمعاملة بالمثل ، فيتم التلويح بمنع المواطنين الأمريكان من دخول كل بلاد المسلمين ومقاطعة المنتجات الأمريكية ، فيجد رعايا هذه الدولة العنصرية أنفسهم مسجونين داخل أراضيهم معزولين عن العالم، ومحاصرين اقتصاديا بسبب قرارات حكامهم الهوجاء التي لا تراعي حقوق الجوار ولا كرامة الإنسان وحقوقه، تحت عنوان المحافظة على الأمن القومي.

ثالثا : - إلى الشعب الأمريكي بكل طوائفه ، إن السماح بتمرير مثل هذه القرارات يعزز الفتن ويؤججها، ويزرع روح الكراهية التي يبغضها الإسلام وتبغضها كل الأديان السماوية وكل المذاهب الأرضية، وبدلا من الحرص على التعايش السلمي ونبذ العنف، فإنها تحض على العنف والكراهية والإرهاب والتفرقة.

لذلك نهيب بالشعب الأمريكي أن يرفض هذه القرارات جملة وتفصيلا ، ويعمل على ايقاف تنفيذها بكل الوسائل المشروعة منعا للفتن المنبثقة عنها.

نسأل الله عز وجل أن يجمع المسلمين علة كلمة سواء.

 والله حسبنا وهو نعم الوكيل.

 

                                        رابطة علماء أهل السنّة

04/05/1438 هـ - 01/02/2017 م