الخميس 2 مايو 2024 09:51 صـ 23 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    هذه العملية هي آخر فرصة لنا وسنقضي على أنفسنا لو تراجعنا!

    رابطة علماء أهل السنة

       إنّني أتوقع محاولات لحملة جديدة. حملة من قبل أوربا وأمريكا لتفشل عملية تركيا في سوريا والتي ستكون تتمّةً لـ15 يوليو وتشتيت للعزم السياسي الجديد التركي.

    أتوقع حملات ستخرّب محاولات تركيا للتقارب من دول هذه المنطقة ومن روسيا. وأتوقّع أنّها ستكون في تاريخ قريب جدًا.

    ّإنّي على يقين بأنّهم يحاولون إيقاف تركيا بأيّ طريقةٍ كانت لأنّ كلًا من السلطة الأمريكية وهيكلها العسكري وشبكتها الاستخباراتية منزعجةٌ من الموقف الجديد حول المسألة السورية، وأن الحلول المقدمة إلى سوريا هي تهديدٌ وخطرٌ بالنسبة إليهم، وأنّهم قلقون من دمار مشاريعهم عن الأزمة السورية وخاصّةً مشروع القناة الشمالية السورية منهم.

    العمليات السرية
    ٌإنّني أرى عمليات دبلوماسيةً خادعةً تهدف إلى إيقاف تدخل أنقرة بالعناصر الإرهابية في كلّ من جرابلس وحولها وإلى تشتيت التركيز على العملية وإلهائها واكتساب وقتٍ جديدٍ. وإنّي موقن بأنّ كلّ التصريحات والعمليات الآتية من واشنطن والعمليّات العسكريّة الأمريكية والتسويقات الإعلامية الأمريكية تصبّ في نفس الهدف.

    دعوني أُعلن من هنا بأنّه من اليوم: كلُّ العروض التي ستُقدّم إلى تركيا في كلّ من المجالات الدبلوماسية والاستخباراتية و"العمليات المشتركة" حول المسألة السورية ستحمل عمليّات سرية ضدَّ تركيا. أصرّح عن هذه الحقيقة لأبيّن موقفي وأنّني في المكان الصحيح و لأوفِي دَيني الشّخصي تجاهَ بلدي.

    سيستخدمون المحتليّن الداخليّين
    وأيضًا دعوني أقول لكم بأنّهم سيستخدمون من اليوم "المحتليّن الداخليّين" وستتزايد كلُّ المعادلات التي تهدف إلى "التحرّك المشترك مع أمريكا"، وأنّ هذه الأمور ستُسوّق بأسلوب فعّال في داخل حزب العدالة من قبل البعض من البيئة القريبة. والأغلب أنّها ستُسوّق من قبل البيئة القريبة من الحكومة، وأنّهم سيبدؤوا بحملة الرأي العام حول هذا الموضوع.

    إنّ كل القوات التي وراء عملية 15 تموز/يوليو ووراء المحاولة الاحتلالية وكلّ عملائهم في حالة هيستيريا بسبب الموقف الجديد لتركيا حول المسألة السورية. ولكنّهم لا يستطيعون أن يقولوا أي شيء أمام الجميع بسبب القبض عليهم في الجُرم المشهود في تلك العملية الانقلابية الدمائية. ومع ذلك لن يتوقفوا بل سيجهّزون لعمليّات سرّية.

    وهؤلاء لا يستطيعون أن يتجرّؤوا بالتفوّه بكلمةٍ واحدةٍ لمخطّطاتهم واقتراحاتهم وذلك بسبب ردّة الفعل الغير عادية للرأي العام تجاه غولن وعناصره الإرهابيين والقوّات التي وراءهم في العملية الانقلابية.

    فهم الآن يخطّطون لعملياتٍ ستسيطر على الرأي العام أولًا وتلهيه وتنومه وتديره. أي هم يُحضّرون لدروسٍ ستُعطى لشعبنا. كما أنّهم يتفقون مع بعض المجموعات حول هذا الموضوع وينفذون بعضًا من مخططاتهم عن طريق تلك المجموعات.

    تركيا ألزمتهم على الانتحار
    حلّ المسألة السورية هي انتحار بالنسبة إليهم. وأيضًا عملية إفشال القناة الشمالية السورية تؤدي إلى قتلهم. وإنّ عمليّة سحب كرت بي كا كا وبي يي دي من أيديهم كما تمّ سحب كرت منظمة غولن مؤخّرًا بمثابة قتلهم. وإن حلّ المسائل المحلية لأنقرة عن طريق الاتفاق مع بلاد المنطقة أيضًا هو انتحارٌ بالنسبة إليهم. سيتعرّضون لهزيمةٍ كبيرةٍ جدًا إن أفشلنا مخطّطاتهم وذلك بالانتصار على تنظيم بي كا كا وبي يي دي الإرهابيّين كما انتصرنا على منظمة غولن الإرهابية.

    لن يتمكنوا من ضرب تركيا من المركز وإن لن يتمكنوا من ضرب تركيا من الجنوب ستفشل أحلامهم بتقسيم سوريا وتنفيذ الخريطة الجديدة وتأسيس جبهة تركيا.

    إنّنا نواجه مؤامرةً كبيرةً جدًا. وإنّ صراع تركيا مع أزماتها خلال العشر سنوات الأخيرة هو بسبب هذه المؤامرة الكبيرة. وإنّ توجه تركيا إلى ما بعد حدودها الجنوبية رغمًا من مسائلها الداخلية ورغمًا من محاولات خنقها داخل حدودها بالمحاولات الانقلابية من عملية غازي و17 و25 كانون الأول/ديسمبر وصولًا إلى عملية 15 تموز/يوليو هي أكبر حملة سياسية جغرافية في التاريخ الجمهوري التركي.

    15 تموز/يوليو والقناة هي من اعتداء "الحلفاء"
    إيّاكم أن تتراجعوا من هذه الحملة وإيّاكم أن تصدقوا أيّ خطةٍ خبيثةٍ تؤدّي إلى تراجعكم. وإيّاكم أن تتوقّفوا بتصديقكم لمخططاتهم عن "سوريا الجديدة". وإيّاكم أن تنخدعوا هذه المرة لمؤامرةٍ "المحتلين الداخليّين". وإيّاكم أن تنخدعوا بالجمل المزيفة من حكايات الصداقة والتحالف لأنّها مجرّد محاولات إلهاءٍ ولفتٍ للنظر. إنّ كلًّا من منظمة غولن وتنظيمي بي كا كا وبي يي دي وتنظيم داعش عبارةُ عن وسائل لنفس المخططات. انتبهوا إلى الفخ الجديد الذي يُنصب وراء كلّ تنظيم آخر عن الذي نقاومه.

    ولا تنسوا ولو للحظةٍ واحدةٍ بأنّ هذه الفخوخ آتيةٌ من الحلفاء وأنّ عملية 15 تموز/يوليو هي "اعتداء الحلفاء". ويجب ألا ننسى حقيقة كلّ من مخطّطات سحب تركيا إلى الحرب الداخلية وتجزئتها عن طريق تنظيمٍ منحرفٍ وأنّ مخطّطات تصفية الكوادر السياسية لتركيا ومعاقبة الشعب وحتى قتل أردوغان وكلّ خطة قذرةٍ ضدّ تركيا أتت من العاصمات الحليفة، وإنّ نسياننا قد يؤدي إلى عدم رؤيتنا لهذه الايام مرةً أخرى.

    كان يجب تنفيذ هذه العملية قبل عام من الآن
    كان يجب على تركيا أن تدخل سوريا قبل عام من الآن كأقصى حد. لأنّ خرائطَهم كانت جاهزةً من تلك الأيام. لقد بذلنا أكبرَ ما بوسعنا في تلك الايام ونادَينا ودعونا ولكن لم يَسمع صوتَنا أحدٌ، بل تعرضنا لاتهامات أنّنا "محرّضون للحرب". نعم هؤلاء الذين شنّوا الحرب على تركيا كانوا يُتهمون بتلك التُّهمة كلَّ من يدعو تركيا إلى الدفاع.

    وبدأت العملية بعد عام وذلك بسبب عملية 15 تموز/يوليو. أي لو لم تكن عملية 15 تموز/يوليو لما بدأت هذه العملية. وكنّا سنواجه كارثةً كبيرةً إن لم تبدأ هذه العملية. السلطة الدولية التي سلمت جنوب الحدود إلى بي كا كا وشمالَ الحدود إلى منظمة غولن كانت ستبدأ بخطّة القضاء على أردوغان وحل جميع الآليات الموحدة لتركيا وتحويلها إلى سوريا.

    هذه الحملة هي فرصتنا الأخيرة
    علينا أن نُفشل الخطرَ الآتي من سوريا كما أفشلنا عملية 15 تموز/يوليو. وإن لم نقم بذلك سنواجه مثيل عملية 15 تموز من جديدٍ أو أنّنا لن نستطيعَ تنظيفَ تلك العناصر المتبقّية من الانقلاب.

    إن فشلت هذه العملية فلم يعد لتركيا فرصةٌ كهذه لأنّ هذه الفرصةَ هي آخر فرصة لتركيا. وإنّ الانقلابيّين وتنظيمي بي كا كا وبي يي دي وداعش يبذلون كلّ ما بوسعهم لإفشال هذه الفرصة.

    نعرف جيدًا أصحاب التهديدات والقوات التي وراء تلك التهديدات ولكنّنا لم نعرف بعدُ كامل "المحتلين الداخليين" واليد الداخلية للعملية والتنظيمات التي ستُفعّل بعد الآن. تركيا في المطب الأخير، وإن لم تعبر هذا المطب وذلك بالانخداع بالعلاقات والجمل المزيفة لن تجدَ فرصةً أخرى لإنقاذ هذه البلد.

    سنقضي على أنفسنا إن صدّقنا الأكاذيب الجديدة
    لذلك طريقتنا الوحيدة لإنقاذ البلد هو التخلص من الخطورات الآتية من شمال سوريا. أرجوكم لا تنخدعوا بأقاويل تلك "الحكماء المزيّفين". وإلا شعبنا الذي واجه الاعتداءات الداخلية والخارجية بصدره سيتعرض لخيبة أملٍ كبيرةٍ.

    سأقول وتذكّروا هذا الكلام : الاقتراحات الآتية من أمريكا بصوتٍ منخفضٍ ومنحرجٍ سيعلو صوتُها مع الزمن وذلك عن طريق التسريبات الإعلامية وستُسوّق من قِبل المستهلكين الداخليين وكل ذلك بهدف إيقاف تركيا.

    علينا ألّا نضعَ هذه الحسابات على الهامش وألّا نسمحَ بإيقاف عملية درع الفرات .

    سنقضي على أنفسنا إن صدقناهم.

    تركيا أمريكا الانقلاب فتح الله جرابلس

    مقالات