الجمعة 3 مايو 2024 11:39 صـ 24 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    الرد على الهلالي

    رابطة علماء أهل السنة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ،،

    فإن رابطة علماء أهل السنة تبرأ إلى الله تعالى مما قاله المدعو سعد الدين الهلالي ، والذي لم يكتف بنصرة السيسي ومحمد إبراهيم وهما ممن انقلب على الرئيس الشرعي المسلم المنتخب من قبل الناس في مصر، بل رفع مقاهمها في كلمة له إلى مصاف الرسل والأنبياء، قائلاً بأن الله تعالى كما أرسل موسى وهارون لاستنقاذ بني إسرائيل، فقد أرسل السيسي ومحمد إبراهيم لاستنقاذ مصر.

    وإن هذا مما يعد من كلام الكفر، والتقول على الله تعالى القائل: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:144]، والاعتداء على مقام الرسالة، فليس بعد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول ولا نبي يوحى إليه قال الله عز وجل: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب:40]، ومثل هذا الكلام يخشى أن يخرج صاحبه من الملة إن اعتقد وقوعه.

    وكيف يمكن لصاحب عقل ودين أن يشبه مثل أولئك بالأنبياء والمرسلين، وقد قال شيخ الإسلام بن تيميه: "أن مدعي الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم، وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم، ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلّغهم الرسالة ودعاهم إلى الإسلام: والله لا أقول لك كلمة، إن كنت صادقاً فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن أرد عليك.  فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم". 

    ولذا فإننا نستنكر ما قاله أشد استنكار، وندعوه إلى التوبة إلى الله عز وجل، والاستغفار قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم قال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام:93]، كما ندعوه إلى الرجوع للحق بنبذ كلام الضلال والزندقه، وترك أفعال المنافقين في التقرب إلى حكام ظلمة فجروا وقتلوا الناس واعتدوا على الحرمات والحقوق، بل والإنكار على أولئك الحكام وردهم عن غيهم.

    كما تدعو الرابطة علماء الأزهر إلى الوقوف في وجه مثل هذا الكلام، والإنكار على قائله واستتابته، ورفض مثل هذه التصرفات، والبراءة بين يدي الله تعالى، والصدع بالحق في وجه الظالمين.

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم