الجمعة 3 مايو 2024 02:20 صـ 23 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    نعي وتعزية المشايخ خليل ندا الكبيسي والرفاعي والتميمي والمرعاوي

    رابطة علماء أهل السنة

    الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وأصحابة ومن تبع هداه.      

       أما بعد: فيقول الله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران 169-171.    

         من منطلق عزم رئيس الوزراء وأعوانه على ظلم الشعب العراقي وتصفية مُكوِّن من مُكوِّنات العراق بشكل سافر وعلني مما لا يخفى على كل إنسان شريف عراقي أو غيره, فقد تجاوز عدوانه من قصف البيوت على أهلها وقتل الأطفال والنساء -تحت ذريعة مطاردة القاعدة أو داعش- تجاوز عدوانه إلى قصف المساجد وقتل العلماء في مناطق الأنبار, ولم ينجُ جامع الرمادي الكبير الذي يطلق عليه (جامع الشيخ عبد الملك السعدي) ومكتبته العامرة من هذا القصف الوحشي العدواني.  

           فقد تم قصفه يوم 28/1/2014 فكان الضحية أمين مكتبته وأحد طلابنا ممن تربى في أكناف المدرسة الدينية فيه وتحت رعايتنا فأينعت ثماره وظهر أثرها في ملازمته للمكتبة عدة عقود؛ إذ كانت مأوى للشباب الذين تربوا تحت الرعاية الإسلامية الروحية من قبل الشهيد الذي أبى الله جل شأنه إلا أن يختاره ويأخذه شهيدا مكافأة له على ما قدمه من خدمة للشباب الذين انتشروا في أماكن كثيرة من عراقنا الحبيب, وقد ظهر أثر تربيته عليهم وعلى أماكنهم.  

           ذلك هو العالم الصابر المجاهد الشيخ (خليل إبراهيم الندا الكبيسي) فقد كان مثالاً للعالم الروحاني المؤثر, الوفي مع أساتذته ومشايخه, محبا للعلماء والصلحاء.    

         لذا أقول: قد فقدناه وفقده الجامع الكبير وذهب إلى مولاه في جنات النعيم ليحصد ما زرعه طيلة حياته.    

         أرجو الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين, وأن يعوِّض المسلمين من يقوم مقامه.   

           وبهذه المناسبة الأليمة أتوجه إلى نفسي أولا -لأني الأب الروحي له- وإلى أحبابه وأُسرته وأهل الرمادي بأحر التعازي.  

           كما أُقدِّم تعازييِّ لأسرة كل من الشهيد الشيخ أحمد خزعل التميمي والشهيد ثامر طه الرفاعي والشهيد الشيخ فيصل المرعاوي، وأرجوه جل شأنه أن يفرغ الصبر على الجميع.

      إنا لله وإنا إليه راجعون ،،،  

    والده الروحي أ.د.عبدالملك عبدالرحمن السعدي

    14/ربيع الثاني/1434 14/2/2014