الجمعة 3 مايو 2024 06:09 مـ 24 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    النجار يكفِّر الممتنعين عن برلمان العسكر

    رابطة علماء أهل السنة

    عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية يفتي بأن الممتنع عن التصويت في انتخابات برلمان العسكر كالممتنع عن الصلاة، ولا يخفاكم أن في هذا الكلام تكفيرًا بوجه ما لملايين المصريين في الداخل والخارج؛ إذ إن بعض مذاهب الفقه الإسلامي ترى كفر تارك الصلاة حتى لو كان تكاسلا؛ استنادا لظاهر الأحاديث الواردة في كفر تارك الصلاة دون تمييز بين إن كان إنكارا أو تكاسلا.

    وقد يصح أن يقال إن الإدلاء بالصوت شهادة، والله تعالى قال: (وأقيموا الشهادة لله)، واستخدمت لغة القرآن الفعل نفسه في الصلاة فقال: (وأقيموا الصلاة) .. فهناك تشابه بينهما من هذه الناحية، على أن يكون ذلك في ظل نظام يحترم البشر ويؤمِّن البشر، ويحفظ اختيارات وإرادات البشر، ويحرص على بقاء مُهَجِهم وأموالهم وأعراضهم وحرماتهم.. أما في ظل نظام ارتكب كل المحرمات، وانتهك كل الحرمات، فالواجب نحوه مقاومته مقاومة شاملة حتى نحافظ على ما تبقى من مصر في كل مجال، وينعم الشعب المصري بحريته، ويحيا كما ينبغي أن تحيا شعوب الدنيا: تكريما وتشريفا وأمنا، ويلقى كل مجرم منهم عقابه جزاء وفاقًا.

    نقول له: نعم يا نجار .. الممتنعون عن التصويت كفار بالفعل، لكنهم كافرون بك وبمن معك من شيوخ الضلال.

    كافرون بألفاظك البذيئة التي تستخدمها في الحوار مع مخالفيك!

    كافرون بتقاريرك الأمنية التي تكتبها في أساتذة الأزهر وطلاب الأزهر، لصالح المؤسسات الأمنية، لتحصل على لعاعة من لعاعات الدنيا.

    كافرون بنفاقك للنظام القائم، وهذا ليس غريبا عليك، فقد كان هذا مسلكك مع نظام المخلوع، ولا تحسبن أن الشعب سينسى!

    كافرون بنظام العسكر الذي قتل وسفك وحرق الجثث وانتهك الحرمات واغتصب البنات في أقسام الشرطة وفي جامعة الأزهر في عربات الأمن دون أن يُمعِّر شيخ الأزهر وجهه حفظا لدينه ورجولته وعادات قومه في الصعيد، ولا حتى استنكار من رئيس جامعته، بل تم هذا كله تحت سمع وبصر رئيس الجامعة.

    كافرون بمن يريد أن يسهم في مد وقت وجود العسكر على رأس السلطة ليواصل انتهاكاته وتخريب مصر وتجريفها في كل المجالات.

    ولأننا نؤمن بالله وحده، لا شريك له، ونؤمن بالحرية، واحترام خيارات الشعوب، والحفاظ على إرادتها وكرامتها وأمنها، ودفعنا وندفع وسندفع ضريبة ذلك راضين مرضيين .. فقد (كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) .. نعم .. حتى تؤمنوا بالله وحده، ولا تشركوا معه العسكر ولا الشرطة ولا مؤسسات الأمن بأنواعها.

     

    مقالات