الجمعة 3 مايو 2024 02:26 مـ 24 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    دعوه يسقط.. موت الخليج كموت سليمان!!

    رابطة علماء أهل السنة

    شهدت الحضارة الإنسانية أربع ثورات من البخار والفحم والموتور إلى الـ"نانو تكنولوجي" والانترنت والتقنيات الحديثة، وكل ثورة قاومتها المؤسسات التي قادت الثورة الأولى، أو السابقة لها، وافتعلت معها حروب شرسة، ونشب بالعالم حروب عالمية.

     

    صحيح، تدفع تلك المؤسسات القديمة عناوين للعالم تشن تحتها الحرب، وتقع بذريعتها الحروب، وتتوسع، ولكن في النهاية تنتصر الثورة الجديدة، وتتشكل قيادة العالم والمستقبل لمؤسساتها، وتفرض رؤيتها للعالم.. واليوم كل مؤسسات وشركات العالم القديم وجيوسياسيها من دول وأحزاب وجماعات في صراع ضاري بينها وبين شركات جديدة ولدت مع النانو تكنولوجي والتقنيات الفائقة والربوت ك"فيس بوك" و"ميكروسوفت" و"أبل".. وغيرها من شركات، و"سيلكون فالى" وكل شركات الانترنت على من سيتسلم قيادة المستقبل، ويفرض تصوراته على العالم.

     

    ولهذا نشاهد آخر معاقل العالم القديم ومؤسسات وشركات ودول البترول والصناعات التقليدية، تنفق على الإرهاب ببزخ، وتجند له وتقدم مُنظّرين لمرجعياته الفكرية والأخلاقية لتجنيد البسطاء في العالم، ليكونوا وقود الصراع الحقيقي، ولن يجدوا أفضل من يستجيب غير الذين لا يعرفون ويدركون التاريخ، والمنعطفات التاريخية به. وكيف تنتقل الحضارة وتتداول الأيام فيه من تصورات لتصورات ومن قيادة لقيادة، ومن تمثلات في الواقع لتلك القيادة، من مؤسسات لمؤسسات.

     

    صحيح، نصف الحقيقة لابد أن يكون حقيقي، ومعلوم وهو استثمار في المظالم المتوفرة والمنتشرة والمتوسعة في العالم. فليس من المتصور وجود عالم أفلاطوني بلا مظالم، ولكن تنشيط بعضها للاستثمار، وكوقود لتلك الصراعات بين العالم القديم والجديد، وعماد تلك المؤسسات، التي تمثل العالم القديم ومؤسساته ودوله وجيوسياسيه، النفط.. ولهذا الصراع القائم اليوم، لو سكت وتوقف لستة شهور، سنشاهد النفط بخمسة وعشرين دولار للبرميل، مخصوم منهم 10 دولارات تكلفة البرميل ليصبح النفط بـ15 دولار، أرخص من الماء.

     

    وعندها تتهاوى تلك المؤسسات والدول وتتفكك بلا تكلفة ولهذا ستنفق السعودية والخليج وبعض المؤسسات الغربية والروسية على ديمومة الإرهاب، وبقاء الحرب على الإرهاب، أو كما يزعمون. فإن لم يجدوا من ينخرط فيه من البسطاء، تحت أي عنوان، لربما حمل ملوك وأمراء الخليج ومدراء المؤسسات الأمريكية والروسية والغربية السلاح بأنفسهم، ومثلوا حروب، لأن الثورة الرابعة تنتزع منهم كل شيء، وهى ثورة علمية بكل مكوناتها وهؤلاء ليس لهم صلة بالعلم، ولا حتى الخدمات المعاونة للثورة الرابعة، ولهذا تجد الصين خارج نطاق هذا الجدل، وتعمل ليل نهار على إنشاء خطوط مواصلات وتجارة وشراكات بعيد عن الخطوط القديمة، وتعمل على قطع أشواط عظمى في الثورة الرابعة وتوطينها للتأهل للمستقبل فهل يستجيب أبناء الإسلام لقول الله سبحانه وتعالى، عن اليهود، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفئها الله؟..

     

    تكلفة انهيار الخليج بلا طلقة رصاص واحدة مرهونة بسلام بليبيا ونيجيريا وسوريا والعراق واليمن وضخ الغاز وبترولهما للسوق العالمي، ولهذا لن تسمح دول الخليج بالأمن والسلام في ليبيا ونيجيريا ولو ظل الصراع بهما مائة عام لأن النفط سيكون ارخص من الماء والإرهاب بهما مولود خليجي روسي ولهذا استدعاء التطبيع مع الصهاينة وبهذه العجلة ليس بحثاً عن سلام وهم يعمدون على إطالة أمد الصراع بخلق صراع جديد لأنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة ولكن السنن لا تحابى أحد فى الكون ولا تتعطل نواميسها لمخلوق فذلك للأنبياء والرسل ولأولياء الله ومما لا شك فيه حالهم معلوم للقاصي والداني.

    استثمار الخليج النفط البترول التكنولوجيا الثورة الرابعة

    مقالات