السبت 4 مايو 2024 10:24 مـ 25 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار آسيا

    صرخات وأنّات وآهات ----- هل من مغيث ؟؟؟

    رابطة علماء أهل السنة

    صرخات وأنّات وآهات ----- هل من مغيث ؟؟؟ 

    ياسليل العثمانيين أردوغان وياخادم الحرمين الشريفين - ملك الجزيرة العربية التي أوصى عنها النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم -بأن أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب-. أيها القائدان الجليلان! أرض الشام-الأرض المباركة - أرض المحشر - تحترق، تدمر المساكن والبيوت على أهلها، فيتحول العمران إلى ركام، ومقابر، لقد تسلط عليها الكلاب والخنازير في غفلة من أهل الإيمان، وتكاسل وتساهل من المسلمين، ومكر ودهاء من شياطين الجن والإنس، فكم من معذب مقتول، وكم من جريح ممزق، وكم من جثث وأشلاء، وكم من دماء، وجراح، وكم من مشرد ومهجر ومنفىّ ومطرود، وكم من لاجئ يبحث عن ملاذ آمن، فمنهم حريق، ومنهم غريق، ومنهم من آواهم الأنصار واحتضنهم الغيارى، من الإخوان والأحباب. فهل مصير المسلمين هكذا، على أيدي المستعمرين الغربيين والشرقيين، ثم على أيدي أذنابهم وعملائهم الذين هم أشد منهم عداوة وأكثر منهم خبثاً، وأزيد منهم خسة ولؤماً. يا سليل العثمانيين وياخادم الحرمين! كم تنتظران من دماء وأشلاء، كم من بيوت مهدّمة، ومساكن مدمّرة، وقرى خاوية على عروشها، كم من براميل، كم من قنابل حارقة مدمرة تأكل الأخضر واليابس، كم أشلاء شيوخ عجز، ونساء عفيفات كريمات، وأطفال مثل الأزهار، تهدم عليهم البيوت والعمارات، ويُحرّقون ويُمزّقون، ويُشوون، وهم أحياء، كم عدداً منهم تريدون، وكم سنة وشهوراً تعدّون، حتى تتحركوا بالجنود والعساكر نحو السفاحين القتلة السفاكين. ألا يناديكم ربكم! ﴿ وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ ألا تسمعون الرسول – صلى الله عليه وسلم- وهو يجيش الجيوش، ويبعث أسامة الفتى القوي ليدوس الروم. أليس فيكم من عرق لخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وسعد بن أبي وقاص! يا سليل العثمانيين! ألا تسمع آهات أبي أيوب-فداه آباؤنا وأمهاتنا-ونداء محمد-صلى الله عليه وسلم-أرواحنا وأبداننا فداه. ألا يعود محمد الفاتح من جديد؟ هل يُسكت ويُفحم من ينادي بالإسلام؟ فينادي باللادينية من جديد، وينادي بالإباحية من جديد، لماذا لاتكون العودة إلى الخلافة العثمانية؟ أ لأسيادٍ جدد بيض، ألِنظامٍ إبليسي جديد، ألم يمرّ بك أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم-عن فتح روما وفتح القسطنطينية، وعن المعركة الفاصلة بين أهل الإيمان وقوى الشر والطغيان، ألم يتضح لك عياناً أن الكفر ملة واحدة، هل لاتزال ترجو من ملة الكفر، ومراكز إبليس العالمية السياسية والعسكرية أيّ خير، هل تتجاهل، أو تتناسى، أو تتغافل، حتى يأتيك المصير الأليم، ماذا فعلوا بالسلطان عبد الحميد؟ ماذا فعلوا بضياء الحق؟ وماذا فعلوا بالملك فيصل؟ وماذا فعلوا أخيراً بمرسي؟ هل تتوقع منهم غير ذلك؟ إنه لابد من تحطيم الأنظمة الإبليسية، وكسر حبالها وقلائدها، وفك رباطها وسلاسلها، وزحزحة إصرها، وتحطيم أغلالها ، لو فعلته لكنت وريث الأباة الغيارى الخالدين، ولو تلكأت، وتحرجت، وتلجلجت، فسوف يأتي الله بقوم أخرين، وقادة أخرين، وسادة أخرين، إنها سنة الله التي لاتتغير. ويا خادم الحرمين الشريفين! ليس الحرمان الشريفان، أبنيةً، وسقوفاً، وجدراناً، وفرشاً وأثاثاً ورياشا، وفنادق، وشواهق وأبراجاً، إنهما يتطلبان موقف النبي المشرف الخالد، من قادة الجاهلية، وساسة الشرك، وسادة الطغيان والإلحاد، أن لا تحالف مع الكفر، ولا اتحاد ، والائتلاف، إنها مفاصلة كاملة، وإنها ولاء لله ورسوله وللمسلمين، وبراءة من كل قوى الشرك والكفر والالحاد، والطغيان، فلا تحالف مع قوى الكفر في حالة الضعف والقلة في مكة المكرمة، ولاتحالف معها في حالة القوة والسلطة والنفر للجهاد في المدينة المنورة، لاتحالف مع الشياطين وأذنابهم في كلتا الحالتين. إن قتل الحارث بن عمير على أيدي الغساسنة العملاء للروم عام 7هـ لم يدعُ النبي المفدّى –صلى الله عليه وسلم-إلى المفاوضات مع الطغاة، إنها مهدت الأرض لغزوة مؤتة، عام 8هـ، وإنها أكدت بقوة وشدة بعث أسامة ليدوس الروم في أرضهم، وهي التي أدّت بخلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غزوة اليرموك وما تلته من غزوات حتى تحررت أرض الشام من الجبابرة الطغاة المجرمين. ولقد عاد الزمان كهيئته، ودارت الأرض دورتها، وأعاد التاريخ نفسه، وحُقَّ أن تقوم الجزيرة العربية من جديد في وجه الطغيان، والإجرام، وفي وجه الوحوش القتلة السفاحين، الذين تواطأت معهم كل قوى الكفر-والكفر ملة واحدة- ليست هي حقيقة عقدية تدرس فقط في فصول العقيدة الإسلامية، بل هي حقيقة ميدانية وواقع مُعاش على الأرض. وكل شيخ عجوز، وامرأة مغتصبة وطفل مخطوق، ينادي ويصرخ مع أنات وآهات: وامعتصماه!!! إلى متى الانتظار؟ إلى متى الاستناد والتعويل على الخونة الغادرين المجرمين، من عملاء الشياطين. إن الشعوب الإسلامية في ترقب وانتظار، ومستعدة لهبّة كاسرة ونفرة كاسحة، فمتى تقومون بشعوبكم المحبة لكم، والمقدرة لأعمالكم. هل تؤيسونهم، وتقطعون كل الرجاء فيهم منكم؟ فقد يئسوا من الكثيرين من السادة والقادة والحكام، يئسوا من جيرانكم وتبرءوا منهم، فمنهم من يذكرونهم فيسترجعون ويحوقلون، ومنهم من يذكرونهم فيسبّونهم ويلعنون ويتبرأون. هل تنتظرون حتى تقوم من سوريا أسبانيا قتيلة حريقة من جديد؟ هل تدعون ابن العلقمي الجديد ليعيث في الأرض الفساد، ويحرق بغداد، ويبيد المسلمين؟ هل تنظرون إلى اليمين واليسار، وتتلفتون نحو الجنوب والشمال، وتخوفون من عملاء إبليس وتلاميذ الشياطين؟ وربكم من فوق السموات يدعوكم إلى تجارة لن تبور، وعهد لاينتقض ووعد لايختلف، يقول الملك الديان: ﴿فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ قاتلوا بشار قبل أن تقاتلوا "داعش"، فبشار هو منشأ الجريمة، ومبعث الحرب، ومسعر النار، والسفاك الأثيم، و"داعش" مصنوعة مغرورة، مخدوعة، تعلب بالنار والدمار، وتنحر وتنتحر. أزيحوا المجرم السيسي، عميل اسرائيل، وصديق مجرمي الحرب وقريب الملحدين، أخرجوا مرسي قائد الشعوب الإسلامية وحبيبها وأثيرها، من محبسه ومسجنه فوالله ثم والله، إن التحالف الإسلامي السني الصحيح لايمكن أن يقوم يا خادم الحرمين الشريفين إلا بأردوغان ومرسي، إنها كلمة حقة ساطعة لو أصغيت إلى القرآن يتلى، والسنة تتبع. إن المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض لاينظرون الآن بعد إيمانهم بالله واعتمادهم عليه، إلا إلى سلمان وأردوغان فهل يتحقق رجاؤهم فيكم، وهل تتحرر بلاد الشام والعراق واليمن من المجرمين؟ هل من بطولة جديدة، ومغامرة جديدة، وغزوة قرآنية محمدية جديدة؟؟؟ إنها لن تقوم إلا بتحطيم الأصنام الجديدة، والكفر بالآلهة الجديدة، وكسر النظام العالمي الجديد، لخلق النظام العالمي الحرّ المستقلّ الإسلامي الفريد. فهل من مجيب ؟ __________________________________ وأشفع هذا الطلب المتواضع الملحّ بنداءٍ، أطلق حداءه الشاعر الإسلامي المعروف محمد إقبال في ديوان شعره بترجمة الداعية المجدد الإمام السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي بأسلوبه القوي الأخاذ. يقول الشاعر وهو يحرض ملك الجزيرة العربية : "يا رجل البادية، ويا سيد الصحراء! عد إلى قوتك وعزتك وامتلك ناصية الأيام، وخذ عنان التاريخ، وخذ قافلة البشرية إلى الغاية المثليّ. ويؤلم الشاعر أن يرى العرب لايزالون ينظرون إلى الأوربيين الإنجليز والأمريكيين كأصدقاء مخلصين، وأعوان منجدين، يحلون لهم مشكلة اللاجئين، ويردون إليهم أرض فلسطين ، مع أنهم لايزالون تحت سيطرة اليهود ونفوذهم السياسي والاقتصادي والصحافي، يقول: "أنا أعلم جيداً يا إخوتي العرب! أن النار التي شغلت الزمان وبهرت التاريخ، لم تزل ولاتزال تشتعل في وجودكم، صدقوا أيها السادة! أنه لا دواء لكم في جنيف ولا في لندن، لأنكم تعلمون أن اليهود لايزالون يتحكمون في سياسة أوربا، ولايزالون يملكون زمامها، إن الأمم لاتذوق طعم الحرية والاستقلال حتى تربي فيها الشخصية والاعتداد بالنفس، وتعرف لذة الظهور" وأخيراً يقول كلمة صريحة مركزة بليغة مع تلطف واعتذار: "معذرة يا عظماء العرب! لقد أراد هذا الهندي ، أن يخاطبكم ويقول لكم كلمة صريحة، فلاتقولوا أيها الكرام: هندي، ونصيحة للعرب؟ إنكم كنتم يا معشر العرب! أسبق الأمم إلى معرفة حقيقة هذا الدين، وإنه لايتم الاتصال بمحمد صلى الله عليه وسلم إلا بالانقطاع عن "أبي لهب"، وإنه لا يصح الإيمان بالله إلا بالكفر بالطاغوت، كذلك لا تتم الفكرة الإسلامية إلا بإنكار القوميات والوطنيات، والفلسفات المادية، إن العالم العربي، أيها السادة! لا يتكون ولا يظهر إلى الوجود بالثغور والحدود، وإنما يقوم على أساس هذا الدين الإسلامي وعلى الصلة بمحمد صلى الله عليه وسلم. 

    كتبه / سلمان الحسيني الندوي 
    بتاريخ: 1/مايو، 2016م

    أخبار