الخميس 2 مايو 2024 11:09 مـ 23 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    الإخلاص في طلب العلم

    رابطة علماء أهل السنة

    1- الإخلاص في طلب العلم:
    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله -عزّ وجل- لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة»(1).
    2- محاولة طلب العلم الذي ينفع:
    عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»(2).
    3- أجر معلم الناس الخير:
    أ) عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان؛ أحدهما عابد، والآخر عالم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير»(3).
    ب) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً»(4).
    ج) عن عثمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»(5).
    4- الفقه في الدين من أعظم النعم الإلهية:
    عن معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»(6).
    5- التبليغ للدين ولو كان قليلاً مع الدقة والأمانة:
    أ) عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بلغوا عني ولو آية»(7).
    ب) عن جبير بن مطعم عن أبيه قال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخيف من منى فقال: «نضر الله امرأً سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»(8).
    6- بقاء الدين مرهون ببقاء العلم:
    عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»(9).
    7- العلم يموت حين يكون سراً، وحين يضن به على أهله:
    فلقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم فقال: "انظر ما كان من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاكتبه، فإني خفنت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم؛ فإن العلم لا يهلك حتى يكون سراً"(10).


    أهمية العلم:


    1) بقاء الدين مرهون ببقاء العلم:
    عن عروة بن الزبير قال: قالت لي عائشة-رضي الله عنها- يا ابن أختي: بلغني أن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- مار بنا إلى الحج فالقه فسائله، فإنه قد حمل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- علماً كثيراً، قال: فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عروة: فكان فيما ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم، ويبقى في الناس رؤوساً جهالاً يفتونهم بغير علمٍ فيضلون ويضلون»(11).
    2) كيف تم تلقي الصحابة للعلم، وكيف توارثه الأجيال؟
    3) متى يموت العلم؟ 
    4) التواضع لطلب العلم وبذل الجهد.
    5) هل يتم للمسلم أن يتبوأ أمر تبيين الداعية دون أن يكون من أهل العلم.
    6) أدوات التعلم حجة، وهي من أعظم نعم الله على الإنسان، وبها يتميز على ما سواه.
    7) العلم الذي يجب الاهتمام به هو الذي يزيدنا معرفة بالله تعالى وبحقوقه.
    8) العلم يحتاج منّا إلى إخلاص لوجه الله تعالى.
    9) جهود علماء السلف في خدمة العلم وسقوط الهمم اليوم، وعزوف الناس عن العلم.
    10) جهود المستشرقين في تحريف التاريخ، وتشويه كثير من حقائق الإسلام، وضعف الشباب عن مقاومتها.
    11) وجوب حماية المسجد من الخرافة والتحريف في الدين بإحياء السنة وإحياء العلم الصحيح والقدوة الحسنة:
    قال تعالى: {وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل:78]، وقال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان:2]، وقال تعالى: {.. فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة:239]، وقال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1-5]، وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} [الأنعام:46]، وقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ..} [محمد:19]، وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الرعد:19]، وقال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36]، وقال تعالى: {.. فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:122].


    من شروط التعلم:


    1) الإخلاص لوجه الله تعالى دون النظر إلى عرض من أعراض هذه الحياة.
    2) أن يُقبل في مجال تخصصه على العلم الذي تميل إليه نفسه، مع مراعاة الحد الأدنى الذي يجب على كل مسلم تعلمه، على أنه يجب أن يكون في الأمة من العلماء من يتم بهم الوجوب الكفائي بحيث يقومون بواجبهم من الإصلاح والقضاء ونشر العلم ودحض شبهات الأعداء.. وغير ذلك.
    3) لابد له من مراعاة مرتبة العلم الذي يتعلمه، وأن لا يضيع حياته في علم لا ينفعه ولا ينفع به المسلمين.
    4) استيعاب العلم الذي يتخصص فيه وسلوك أقرب الطرق وأسلمها لمعرفته وتعلمه.
    5) علو الهمة فإن العلم يحتاج إلى تواضع وجهد متواصل، ورغبة في الراحة والكسل، وتضحية بمفارقة الأهل، ونسيان حظ النفس في كثير من مصالح الدنيا، وكل هذا لا يناله إلا من كانت همته عالية.
    6) إن لا يستقل الإنسان بنفسه في طلب العلم، بل لابد لطالب العلم من أن يجلس إلى من يعلمه ويرشده بأمانة ونصح، ومن استقل بنفسه ابتداء قبل حصول الملكة ومعرفة القواعد العامة في أي علم زلت قدمه في الفهم والاستنباط.
    7) مداومة المذاكرة للعلم مع الاستعانة -بعد الله تعالى- بالأقران، والنظر بقصد الإفادة والاستفادة، لا بقصد المكابرة والمفاخرة والجدل العقيم.
    8) من حصّل علماً فقد صار أمانة في عنقه فليتق الله فيه، فلا يضيعه بالإهمال أو الكتمان.
    9) أن يحفظ العلم بالقيد وأن لا يكتفي بحفظ الذاكرة فإن الذاكرة تخون، وأن يجعل القيد شاملاً لما يتلقاه من مسائل وفوائد، وكذلك ما يفتح الله عليه من فهم أو استنباط مما لم يسبق إليه فيسلك بذلك سبيل في سبقه، ويفيد بذلك من يلحقه من الأجيال القادمة.
    10) أن لا يسيء الظن بالعلم وأهله وأن يكون للعلم في نفسه احتراماً وتقديراً.
    11) أن لا يظن أنه بلغ علمه في أي علمٍ من العلوم حد لا يمكن المزيد عليه، فإن ذلك دليل الجهل والنقص، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {.. وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114].
    12) أن يعلم أن المعلم بمنزلة الأب، والرفيق في التعلم بمنزلة الأخ، والتلميذ بمنزلة الولد، وأن عليه أن يعطي لكل ذي حق من هؤلاء حقه من الاحترام والعطف والمحبة.


    من آفات طلب العلم:


    1) أن يثق الإنسان بطول الزمان فيستمر في التسويف دون المبادرة إلى التعلم.
    2) أن يكثر من الاهتمام بالدنيا ويرى شواغلها ضروريات، فيصرف إليها جهده ووقته وينصرف عن طلب العلم.
    3) أن يغتر الإنسان بذكائه فلا يهتم بحضور مجالس العلم ولا مذاكرته اتكالاً على ما يزعم أنه بذكائه سيحصل الكثير من العلم في القليل من الوقت دون عناء، فيفوت على نفسه الخير الكثير وتدركه الندامة بعد فترة من الزمن.
    4) ومنها: أن تدركه السآمة والملل ويسيطر عليه الكسل فيفوت على نفسه فائدة التحصيل:
    - إما بأن يتنقل من علم إلى علم قبل حصول الفائدة من العلم السابق فيضيع بذلك جهده السابق ووقته.
    - وأما أن يسارع في الانتقال من كتاب إلى كتاب قبل إكمال الكتاب السابق وحصول الفائدة منه.
    - وإما أن يستمر في جلسات العلم فترة ثم يقطع ذلك.
    5) ومنها: التعلق بالراحة واللذة والاهتمام بالجاه والمال، فهذا يتنافى مع ما يحتاجه العلم من التجرد والإخلاص والتضحية.


    أولى ما يفسر به القرآن:


    1- القرآن.
    2- ثم السنة الصحيحة.
    3- معرفة أسباب النزول.
    4- فهم الصحابة الذين عاصروا التنزيل.
    5- فهم التابعين الذين تلقوا هذا العلم من الصحابة.
    6- أقوال المفسرين التي لا تخرج عن مدلولات الألفاظ ومقاصد الشرع:
    والباب في هذا واسع، فقد يعطي الله سبحانه من يشاء فهماً في كتابه لم يعطه غيره، كما قال الإمام علي -كرم الله وجهه- عندما قال له أبو جيحفة: هل عندكم شيء غير كتاب الله تعالى؟ قال: (لا، إلا فهماً يعطيه الله من يشاء أو ما في هذه الصحيفة)، وكان فيها العقل وفكاك الأسير.
     
    ــــــــــــــ
    1) سنن أبي داود (2/346) برقم: (3664)، وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته (1/1111) برقم: (11104).
    2) صحيح مسلم (3/1255) برقم: (1631).
    3) سنن الترمذي (5/50) برقم: (2685)، وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته (1/767) برقم: (7662).
    4) صحيح مسلم (4/2060) برقم: (2674).
    5) صحيح البخاري (4/1919) برقم: (4739).
    6) صحيح البخاري (1/39) برقم: (71).
    7) صحيح البخاري (3/1275) برقم: (3274).
    8) سنن ابن ماجه (1/85) برقم: (231)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (1/45) برقم: (188).
    9) صحيح البخاري (1/50) برقم: (100).
    10) صحيح البخاري (1/49).
    11) صحيح مسلم (4/2058