الجمعة 3 مايو 2024 12:04 مـ 24 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    بيان لوسائل الإعلام

    رابطة علماء أهل السنة

    بيان لوسائل الإعلام
    بشأن الإعلان الإعلامي عن رابطة علماء أهل السنة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
    فإن أحوال أمتنا الإسلامية المعاصرة، ومآسيها شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا، من تآمرات عليها، وتمزيق لها، وإفساد فيها، تستنفر جهودًا كبيرة ومتنوعة من فئات متنوعة في الاهتمامات والتخصصات بقدر تنوع حاجات أمتنا الواقعية.
    ومما لا شك فيه أن العلماء كانوا ـ وما يزالون ـ الملجأ الكبير لشعوب الأمة المسلمة، فإنهم ورثة الأنبياء؛ حيث يحملون نور النبوة؛ بيانًا للحق، وبلاغًا للدعوة، وإقامة للحجة، ودفعًا للشبهة.
    ولا تزال الأمة المسلمة تلتف حول علمائها الربانيين ودعاتها الصادقين؛ ينتظرون كلمتهم، ويعملون بفتاواهم، ويلجأون إليهم عند الملمات، ويسيرون خلفهم في الأوقات العصيبة، فللعلماء الصادقين الربانيين مكانتهم ودورهم الذي لا ينكر على مر العصور.
    واستجابة لهذا الظرف العصيب الذي تمر به أمتنا في واقعنا المعاصر، ومن رحم أحداث غزة في يناير 2009م تَنادَى ثلة من علماء الأمة ودعاتها لإنشاء كيان جديد يجمع علماء أهل السنة؛ ليسدوا ثغرة في هذا الفراغ الهائل، ويقوموا بدورهم، ويحملوا رسالتهم، ويؤدوا أمانتهم؛ إعذارًا إلى الله تعالى، ونصرة للحق، وعونًا لأمتنا في محنتها المعاصرة.
    ومنذ بداية شهر مارس 2009م وتعقد اللقاءات التحضيرية لإعداد التصورات التأسيسية للرابطة من نظام أساسي وأهداف ووسائل ولائحة إدارية ولجان ومبادئ حاكمة، حتى اسم هذا التشكيل الجديد الذي استغرق منا وقتا طويلا حتى رسى على: "رابطة علماء أهل السنة" من خلال الشورى الفاحصة والواعية.
    وظلت الجهود متواصلة، والاجتماعات تنعقد، والأفكار تنقح وتناقش؛ حتى انعقد الاجتماع التأسيسي للرابطة في اسطنبول 30 شعبان 1430هـ الموافق 22/8/2009م وتم انتخاب رئيسا للرابطة هو الدكتور : أحمد الريسوني من المملكة المغربية , ونائبا للرئيس وهو الدكتور : عبد الحي يوسف من جمهورية السودان , وتم انتخاب الأمين العام للرابطة وهو : الدكتور : صفوت حجازي من جمهورية مصر العربية .

    دواعي النشأة:


    بالإضافة لما أشرنا إليه في بداية هذا البيان من أحوال للأمة تستدعي جهودًا كبيرة ومتنوعة، فإنه كان من دواعي هذه النشأة ما يلي:
    1-نريد أن يكون للعلماء دور عملي أكثر بالإضافة إلى الدور البياني لحكم الشرع في النوازل المعاصرة.
    2-نريد أن تقال كلمة الحق دون مجاملات ولا حسابات تحول بين العلماء وبين قول الحق الذي يعتقدونه، وهذا ما أخذ الله ميثاقه على العلماء.
    3-نريد أن يكون لأهل السنة مرجعيتهم، فمن حق أهل السنة وعلماء أهل السنة أن يبلوروا مواقف واجتهادات وأنشطة تعكس المدرسة السنية في الإسلام، بالإضافة إلى أشياء كثيرة قد نشترك فيها مع مؤسسات علمية منها: الأزهر الشريف والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وروابط علمية ودعوية أخرى.
    4-الواجبات كثيرة جدًّا وتحتاج إلى مبادرات متعددة واستقطاب أقصى ما يمكن من الطاقات، ومن هنا فإن الاشتراك والتداخل بيننا وبين غيرنا ممن يشابهنا من المؤسسات لا ضير فيه، بل هو مطلوب لسد حاجة الأمة في المجالات كافة.

    القيم والمبادئ الحاكمة للرابطة:

     
    تنطلق الرابطة في عملها من القيم والمبادئ التالية:
    1-شمولية الإسلام.
    2-مرجعية الوحي.
    3-الشورى ملزمة.
    4-الجمع بين العلم والعمل.
    5-تقدير المذاهب والآراء الاجتهادية دون تقديسها.
    6-انتهاج الشفافية والوضوح.
    7-الجمع بين الأصالة والمعاصرة.
    8-الاستيعاب والانفتاح الفكري.

    أهداف الرابطة وووسائلها:


    تسعى الرابطة إلى تحقيق الأهداف التالية:
    1.بيان الحكم الشرعي في  قضايا الأمة .
    2.الإسهام في إقامة مرجعية شرعية لأهل السنة.
    3.إبراز ثوابت الدين ورد الشبهات عن الإسلام .
    4.بناء الوعي الحضاري، وتحصين الأمة من خطر الذوبان والانحراف، والإفراط والتفريط.
    5.بذل الجهد في توضيح الحقائق الموضوعية في قضايا الأمة، والأحداث الجسام، وإعلانها للأمة .
    6.السعي إلى توحيد وتنسيق المواقف، أو تقريبها، بين الاتجاهات والمؤسسات الإسلامية السنية في قضايا الأمة .
    7.السعي إلى ترسيخ قيم الإسلام، في التعايش والتعامل على أساس الحق والعدل، وخاصة بين الشعوب الإسلامية وحكوماتها .
    8.الإسهام في تأهيل الدعاة والعلماء الشباب المتميّزين رجالاً ونساءً، واستثمار طاقاتهم العلمية لخدمة قضايا الأمة .

    وتعمل الرابطة لتحقيق أهدافها بكل الوسائل المتاحة المباحة، خصوصًا ما يلي:

    1.تشكيل اللجان المتخصصة .
    2.عقد الاجتماعات الدورية والطارئة، لاتخاذ المواقف المناسبة، وإظهار الرؤئ الشرعية في قضايا الأمة .
    3.الحوار مع المؤسسات والهيئات الإسلامية الأخرى، حول القضايا المشتركة.
    4.إقامة الندوة الدورية بين الأعضاء لمناقشة القضايا المهمة .
    5.تصميم قاعدة أبحاث للأعضاء بقصد الاستفادة والتواصل وتبادل الخبرات .
    6.إنشاء موقع إلكتروني متميز للرابطة .
    7.إعداد أبحاث، و إقامة ندوات، ومشاريع مشتركة، بين الاتجاهات الإسلامية المختلفة سعيا إلى تقارب رؤاها .
    8.وضع برنامج للعناية بالنوابغ من خريجي العلوم الشرعية، وتأهيلهم .
    9.صناعة رموز إعلامية ومراجع شرعية، من أعضاء الرابطة وغيرهم، لتحقيق أهداف الرابطة .
    10.الاستعانة بالخبراء المتخصصين في غير علوم الشريعة، لاستبصار الواقع ، وسعيا لبناء الرؤية الشرعية الصحيحة .
    11.القيام بواجب النصيحة للحكام وذوى النفوذ في الأمة الإسلامية .
    موقفنا من الهيئات المشابهة:
    ولعل السؤال الهام والمنطقي الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو: ما الداعي لنشأة هذه الرابطة في وجود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟
    والجواب أننا منذ الوهلة الأولى ونحن على اتصال وتواصل مع الاتحاد ومع سماحة رئيسه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وانتهت المباحثات بيننا وبين الاتحاد إلى أن تكون هناك لجنة تنسيقية للأعمال والأقوال والمواقف.
    فليست الرابطة بينها وبين غيرها من الهيئات إلا العون والتنسيق والمؤازرة والمعاضدة في جميع المواقف والأقوال والأفعال.

    كما أننا حين نقول: "رابطة علماء أهل السنة" فإن ذلك لا يعني أنها توضع في مقابل أي طائفة أخرى، وإنما أهل السنة باعتبارهم أولا الجسم الأكبر للأمة عبر التاريخ، وباعتبارهم يمثلون منهجًا معينا له سمات لسنا الآن بصدد ذكرها ولا الثناء عليها.
    وانطلاقًا مما سبق فإن رابطة علماء أهل السنة تنطلق على بركة الله، قائمة بواجبها، مؤدية رسالتها، حتى تبلغ غايتها، وتعذر إلى الله تعالى، وهي في هذا تفتح أبوابها على مصاريعها لكل تعاون في مصلحة الأمة، وفي تعزيز وحدتها وقوتها وتماسكها، وتنادي كافة علماء الأمة أن يقوموا بدورهم من خلالها ومن خلال غيرها من الهيئات والاتحادات الموجودة على الساحة حتى يعود للعلماء مكانتهم وريادتهم، وحتى يعود للأمة وحدتها وقوتها وشهادتها على العالمين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون