السبت 20 أبريل 2024 02:10 صـ 11 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    تقارير

    ليس ”أفول الغرب” وحده.. 12 كتاباً تتوقع سقوط الهيمنة الغربية

    رابطة علماء أهل السنة

    توقعت العديد من الكتب البارزة في العقود الأخيرة انهيار الحضارة الغربية وأفول قوة الغرب، ومن بينها كتاب "أفول الغرب" للمفكر المغربي حسن أوريد، الذي أثار جدلاً حوله قبل أيام بالعاصمة المصرية القاهرة، بسبب قراءة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب له.

    وثمن رموز نخبوية من اتجاهات متعددة بمصر قراءة الطيب للكتاب منتقدين تجاوزات قيادات علمانية مصرية بحق الكتاب وشيخ الأزهر.

    وتسلط "المجتمع" الضوء على أبرز هذه الكتب في هذا التقرير:

    1- "أفول الغرب":

    يبحث الكتاب صاحب الضجة الأخيرة بالقاهرة "أفول الغرب" للمفكر المغربي حسن أوريد (المولود في عام 1962م)، تداعيات الانحسار الغربي على مستقبل العالم العربي، في ظل تمركز مشروعات النخب السياسية والاقتصادية والثقافية على التبعية للغرب وعدم وجود استقلالية عربية قادرة على بناء خياراتها وملء الفراغ المتوقع للأفول الغربي.

    وأكد المؤلف أن ما يعتمل في العالم العربي ليس سوى رجع صدى لأزمة الغرب في جوانب كثيرة منه، وأن من شأن التوتر أن يستفحل في ظل سباق قوى دولية جديدة وتواري أخرى، وبروز قوى داخلية بمرجعيات أيديولوجية جديدة في ظل وجود أزمة بنيوية تعتور الغرب لن تمكنه من قيادة العالم أو حيازة السيادة المطلقة.

    وشدد المؤلف على أن الغرب يمر بأزمة وجودية ولسوف يتأثر بمجرياتها العالم، وسوف تنعكس بدرجة أولى على العالم العربي بحكم الجوار الجغرافي، والإرث التاريخي، والتداخل الاجتماعي عبر الجاليات التي تعيش بالغرب والفئات المتغربة الماسكة بزمام البنية التقنية في العالم العربي والمصالح الاقتصادية وعامل الإرهاب ومضاعفاته.

    رواج التوقعات في العقود الأخيرة بقرب الانهيار الأوروبي والأمريكي

    2- "تدهور الحضارة الغربية":

    وللفيلسوف الألماني أوسوالد شبنجلر (29 مايو 1880 - 8 مايو 1936)، كتابه المهم "تدهور الحضارة الغربية" المنشور في مجلدين عامي 1918، و1922، وسجل فيه فلسفته ونظرته الملهمة إثر هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.

    ويرى شبنجلر أن كل حضارة تخضع بمجرد قيامها لدورة حياة بيولوجية كأنها الكائن الحي، لها ربيع وصيف وخريف وشتاء، وأن شتاء الحضارة قد لا يعني اندثارها، وأن أفول الحضارة قبل الأوان قد يكون بسبب ظروف خارجية تقضي عليها، مؤكداً أن ما يطرأ على الحضارات من تبدل وتقلب هو أمر حقيقي وحتمي لا مفر منه، وأن الغرب أصبح في مرحلة الأفول الذي يسبق الانهيار.

    3- "موت الغرب":

    ومن أبرز الكتب في هذا المسار كتاب "موت الغرب" لباتريك جيه بوكانن (المولود في 2 نوفمبر 1938) الذي صدر منه نسخ مترجمة للعربية.

    أهمية الكتاب تكمن في مؤلفه وهو مفكر أمريكي معروف شغل منصب مستشار لثلاثة رؤساء أمريكيين، وكاتب عمود صحفي دائم في عدد من الصحف الأمريكية، ومؤسس لثلاثة من أشهر برامج التليفزيون، في أكبر قناتين أمريكيتين "إن بي سي"، و"سي إن إن".

    الكتاب يتنبأ بموت وانتهاء الغرب، سواء عبر الموت الأخلاقي بسبب السقوط الأخلاقي، الذي ألغى كل القيم التربوية الأسرية والأخلاقية التقليدية، أو عبر الموت الديموجراف والبيولوجي، حيث النقص السكاني بالموت الطبيعي، ويظهر بوضوح في العائلة والسجلات الحكومية، التي تكشف ضعف القوى البشرية في الغرب، وإصابة ما تبقى منها بشيخوخة لا شفاء منها إلا باستقدام المزيد من المهاجرين الشبان أو بالقيام بثورة حضارية مضادة تعيد القيم الدينية والأخلاقية إلى مكانتها التي كانت من قبل.

    ويقول الكاتب: "إن الموت المقبل مريع ومخيف لأنه وباء ومرض من صنع أيدينا ومن صناعة أفكارنا وليس بسبب خارجي، مما يجعل هذا الموت أسوأ بكثير من الوباء الأسود، الذي قتل ثلث سكان أوروبا في القرن الرابع عشر، فالوباء الجديد لا يقتل إلا الشباب، مما يحول الغرب عموماً وأوروبا بشكل خاص إلى قارة للعجائز".

    ووصف الأديب والكاتب المصري فاروق جويدة الكتاب بالخطير، في مقال له في ديسمبر 2021 بجريدة "الأهرام" القاهرية، قائلاً: "ما أجمل أن يكون هذا الكتاب صرخة للوعي العربي عندما نتمسك بالقيم الأخلاقية بعيداً عن التعصب الأعمى!".

    4- "أمريكا بين عصرين":

    في كتابه "أمريكا بين عصرين" الصادر عام 1970م، توقع فيلسوف الإمبراطورية الأمريكية وعقلها الإستراتيجي الذي يعد أخطر وأهم فيلسوف للسياسة الأمريكية، زبيجنيو بريجنسكي، (28 مارس 1928 - 26 مايو 2017) بأفول أمريكا كدولة عظمى وبقائها ضمن الدول الكبرى، مع انتهاء العقد الثاني أو الثالث من القرن الحادي والعشرين.

    ويعزز أهمية توقعات بريجنسكي حدوث توقعه بانهيار الاتحاد السوفييتي في العقد الأخير من القرن العشرين، فيما يتوقع بريجنسكي بانهيار الولايات المتحدة الأمريكية نفسها كقوة عظمى وربما تفككها بعد الانهيار السوفييتي بعشرين عاماً على الأكثر، مرجعاً ذلك إلى تضخم الثورة المعلوماتية المتوقعة من دون تجديد اجتماعي أيضاً وبسبب أوهامها عن أن تكون إمبراطورية بحرية وبرية في الوقت نفسه.

    مفكرون غربيون يتصدرون عناوين الإصدارات بينهم بوكانن

    5- "التناقضات الثقافية للرأسمالية":

    ويعد كتاب "التناقضات الثقافية للرأسمالية"، من تأليف عالم الاجتماع الأمريكي دانيال بل، (1919 – 2011) من الكتب المهمة في تأكيد حقيقة أفول الغرب منذ العام 1976م.

    وخلص الكاتب إلى أن تعظيم الرأسمالية والثقافة التي تنتجها ستؤدي بالنهاية لفشل النموذج الغربي، مضيفاً أن المشكلة مع المجتمع الغربي تكمن في أن نجاحه الاقتصادي المفرط يدفع إلى تدمير القيم الجوهرية التي قام عليها.

    6- "نشوء وسقوط القوى العظمى":

    يعد كتاب "نشوء وسقوط القوى العظمى: التغير الاقتصادي والنزاع العسكري من 1500 إلى 2000" لكاتبه المؤرخ البريطاني بول كينيدي (المولود في عام 1945)، من الكتابات المبكرة في الحديث عن أفول القوى الغربية، حيث صدر في عام 1987.

    وأثار الكتاب عند ظهوره ضجة واسعة، وبيعت منه مليونا نسخة، كما تُرجم إلى 23 لغة من بينها العربية، ويعد دراسة تحليلية شاملة استعرض فيها كيندي الدورة الحضارية لتأريخ عمره 500 عام.

    وحمل الكتاب نظرة تأملية استقرائية للمستقبل تجلت في إدراكه سقوط أركان الاتحاد السوفييتي قبل أن يسقط عام 1991، ويتوقع الكاتب أفول أو اضمحلال الحضارة الأمريكية كنظام سياسي واقتصادي ضمن عديد من التوقعات.

    7- "الرأسمالية في طريقها لتدمير نفسها":

    صدر عن المركز القومي للترجمة ومكتبة الشروق الدولية في القاهرة كتاب "الرأسمالية في طريقها لتدمير نفسها" مترجماً للعربية في العام 2013 عن المؤلفين باتريك آرتو، وماري بول فيرار.

    ويتوقع المؤلفان تدمير الرأسمالية الغربية نفسها ذاتياً، لتركيزها على الأرباح قصيرة المدى وزعزعة استقرار البلدان والانحرافات المالية بما أدى لتناقص الطلب وضعف النمو الاقتصادي على المدى البعيد وقلة الاستعداد للهزات والأزمات الاقتصادية الطارئة، مشيرين إلى إصابة النمو الاقتصادي في أوروبا بالركود وكثرة نقل المصانع للبلدان البازغة وتزايد البطالة وعدم استقرار العمالة.

    8- "هل انتهى القرن الأمريكي؟":

    صدر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة مؤخراً في عام 2020 نسخة مترجمة من كتاب "هل انتهى القرن الأمريكي؟" تأليف جوزيف ناي، الصادر في عام 2015م، الذي يتنبأ بنهاية الهيمنة الأمريكية على العالم.

    وجوزيف ناي (المولود في عام 1937م)، أستاذ العلوم السياسية وعميد سابق لمدرسة جون كينيدي الحكومية في جامعة هارفارد، وتولى عدة مناصب رسمية، منها مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية في حكومة بيل كلينتون، ورئيس مجلس الاستخبارات الوطني.

    ويناقش الكتاب الاحتمالات التي تدور حول أن الصين إما أنها ستحل محل الولايات المتحدة أو أنها بالفعل قد حلت محلها باعتبارها القوة العالمية القائدة، معرباً عن مخاوفه من أن يكون الاقتصاد هو الداعم لتأكيد انهيار القرن الأمريكي خاصة مع زيادة ديون أمريكا الخارجية التي وصلت إلى رقم غير مسبوق يقدر بأكثر من 22 تريليون دولار.

    حسن أوريد وأحمد منصور وفريد زكريا.. عرب رصدوا الانحسار

    9- "ما بعد الإمبراطورية.. دراسة في تفكك النظام الأمريكي":

    نشر هذا الكتاب في عام 2001 للكاتب إيمانويل تود (المولود في 16 مايو 1951)، عبر دار نشر جامعة كولومبيا، وتوقع فيه سقوط الولايات المتحدة باعتبارها القوة الوحيدة العظمى، ليهاجم بعدها بأنه معادٍ للولايات المتحدة، لكنه رفض تلك الاتهامات.

    ويدرس الكاتب نقاط الضعف الأساسية للإمبراطورية الأمريكية، ويخلص إلى أن أمريكا ستسقط سريعاً من على الساحة العالمية الاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية.

    وكان تود توقع عام 1976 بسقوط الاتحاد السوفييتي، استناداً إلى مؤشرات مثل زيادة وفيات الأطفال الرضع ومعدلات أخرى.

    وصدرت نسخة مترجمة للعربية من الكتاب في بيروت في العام 2003.

    ويرى تود أن ركود الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادي المطرد وتراجع قدراتها الاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية لا تسمح لها بالسيطرة فعلياً على عالم أصبح شديد الاتساع، وينبئ بانهيار حلمها الإمبراطوري.

    10– "سقوط الإمبراطورية الأمريكية: ماذا بعد؟":

    صدر كتاب عالم الاجتماع النرويجي يوهان جالتونج (24 أكتوبر 1930 -..) المختص بعلوم السلام في جامعة هاواي "سقوط الإمبراطورية الأمريكية.. وماذا بعد ذلك؟"، في العام 2009، ويتوقع فيه انهيار الإمبراطورية الأمريكية وبقاءها جمهورية عادية كأي جمهورية في العالم.

    وضرب الأكاديمي البارز الذي رشح من قبل لنيل جائزة "نوبل" عام 2000 موعدين لانهيار "الإمبراطورية الأمريكية" قبل عام 2020، و2025م.

    11- "عالم ما بعد أمريكا":

    هو كاتب بارز للصحفي الأمريكي ورئيس تحرير مجلة "نيوزويك" السابق فريد زكريا، الذي حاز شهرة واسعة وفاز بلقب أكثر كتاب تحليلي مبيعاً حول العالم في تصنيف "نيويورك تايمز"، في وقت سابق.

    وبرز الكتاب بصورة أكبر عندما ظهر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وهو يحمل نسخة من هذا الكتاب، ليتم اتهامه من قبل الجمهوريين هو وزكريا بالتخطيط لإسقاط الولايات المتحدة الأمريكية.

    ويبرز الكاتب مرحلة أفول الهيمنة الأمريكية وصعود قوى أخرى تشارك الولايات المتحدة الأمريكية القيادة.

    12– "سقوط الحضارة الغربية رؤية من الداخل":

    في هذا الكتاب الصادر في عام 1418هـ/ 1997م للإعلامي البارز مدير التحرير الأسبق لمجلة "المجتمع" أحمد منصور، محاولة لتقديم صورة ما آل إليه وضع الحضارة الغربية والإمبراطورية الأمريكية على وجه الخصوص، وعوامل سقوطهما.

    ويقول منصور، في كتابه: القشرة الهشة التي تغطي الحضارة الغربية إذا نفذ الإنسان من خلالها، فإنه يجد خلفها مجتمعات منهارة، وما بقاء القيادة والريادة في طرفها إلا لأن غيرهم لم يأخذ بأسباب السيادة والريادة.

    13- "انهيار العولمة":

    وعزز كتاب "انهيار العولمة" لمؤلفه المصري الحائز على الدكتوراة وجوائز في الاقتصاد رضا عبدالسلام من التوقعات الأكاديمية بانحسار الغرب وأفكاره كالعولمة والرأسمالية.

    ويتوقع الكتاب سقوط الرأسمالية عاجلاً أو آجلاً، ويناقش افتراضيات بإعادة التاريخ لنفسه وانهيار العولمة المعاصرة كما انهارت في موجتها الأولى بالكساد العظيم، عبر السقوط في فخ أزمة شاملة تترك وراءها الملايين من الضحايا والكوارث.

    المصدر : مجلة المجتمع

    أفول الغرب الموت الرأسمالية العالمانية شيخ الأزهر كتاب

    تقارير