الأربعاء 8 مايو 2024 05:36 صـ 29 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    إنقاذ أهل الشام أولى من حج النافلة

    رابطة علماء أهل السنة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،
    فإن رابطة علماء أهل السنة ما تزال تتابع ما يجري على أرض أهلنا في سورية من قتل وتمثيل وتشريد وتهجير، ويعز عليها ألا يجدوا ناصرا حقيقا عمليا ينتصر للدماء والأشلاء والأرواح، ويكف أيدي المجرمين والظالمين عنهم، ويزيل الظلم الواقع عليهم، ولن يتحقق ذلك إلا برحيل هذا النظام الذي كان يجب عليه أن يرعى مصالح شعبه ويقوم بخدمته ويحقق له الحرية والعيش الكريم، فراح يعيث في الأرض تقتيلا وتذبيحا للكبير والصغير، ولم يرحم النساء ولا الأطفال: "قاتلهم الله أنى يؤفكون".
    وتهيب رابطة علماء أهل السنة بمن نوى حج "النافلة" هذا العام أن يراجع رأيه، وأن يتوجه بأموال حجه لإنقاذ إخوانه السوريين، داخل الأراضي السورية، وخارجها في مخيمات اللاجئين الذين لا يكادون يجدون ما يسد رمقهم أو يعالج مرضاهم، أو يداوي جرحاهم، وهذا هو ميزان الأولويات الذي يجب أن يتم تفعيله في قضايا أمتنا.
    وقد قال الله تعالى: "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا". النساء: 75. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". رواه البخاري عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما.
    فنصرة المظلوم واجبة، وإطعام الجوعى وإكساب المعدوم واجب، وحج النافلة تطوع، ولا يصح لنا كأمة مسلمة أن نقدم التطوع على الفريضة، أو أن نقدم إشباع رغباتنا الروحية والنفسية الفردية، في وقت لا يجد فيه إخواننا ما يؤويهم أو يسد رمقهم ويروي غلتهم. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.