الثلاثاء 30 أبريل 2024 03:33 صـ 21 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    النِّيَاحَة على الميت

    رابطة علماء أهل السنة

     

                  تاريخ الإضافة: 19/4/2016 ميلادي - 11/7/1437 هجري

     

    النِّيَاحَة أمر زائدٌ على البكاء، فيُرَفع الصوت بتعديد شمائل الميت، ومَحاسن أفعاله، وهو من أمر الجاهلية - كما أخبر بهذا خير البرية صلى الله عليه وسلم.

     

    • فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعٌ في أُمَّتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنِّيَاحَة)).

     

    • مِن أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ البيعةَ على النساء عند دخولهن في الإسلام ألاَّ يَنُحْن.

    فقد أخرج البخاري ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها قالت: "أخَذ علينا النبي صلى الله عليه وسلم عن البيعة أن لا ننوح".

     

    • وقد جاء الوعيد الشديد في حق النَّائِحة التي ماتت ولم تتب من هذا الأمر:

    فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((النَّائِحة إذا لم تتب قبل موتها؛ تُقام يوم القيامة وعليها سِربالٌ من قَطِران ودِرعٌ مِن جرَبٍ)).

     

    • وأخرج ابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النَّائِحة إذا لم تتب قبل أن تموت؛ فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، ثم يُغلَى عليها بدروع من لهب النار)).

     

    • وعند الإمام أحمد والطبراني في "الكبير" والحاكم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعٌ بقين في أُمَّتي من أمر الجاهلية، ليسوا بتاركيها: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنِّيَاحَة على الميت، وإن النَّائِحَة إذا لم تتب قبل الموت؛ جاءت يوم القيامة عليها سربال من قَطِران، ودرعٌ من لهب النار))؛ (صحيح الجامع: 875).

     

    فكل مَن خالفَت أمر النبي صلى الله عليه وسلم ووقعَت فيما حذَّر منه فقد بَرِئ منها؛ لأنها خالفت هديه وسارت على غير طريقه، وقد جاء عند البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس مِنَّا من ضَرَب الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)).

     

    • وثبَت أيضًا في "صحيحي البخاري ومسلم": أن أبا موسى قد وجع وجعًا شديدًا؛ فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: "أنا بَرِيء ممَّن بَرِئَ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَرِئَ من الصالقة[1] والحالقة[2] والشاقَّة[3]".

     


    [1] الصالقة: هي التي ترفع صوتها بالنياحة عند الفجيعة بالموت، أو عند نزول المصيبة.

    [2] الحالقة: هي التي تحلق رأسها عند المصيبة.

    [3] الشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة.


     

    مقالات