الثلاثاء 30 أبريل 2024 10:12 صـ 21 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مايجرى اليوم فى بلاد الشام أمر تتقطع له نياط القلوب

    رابطة علماء أهل السنة

    سم الله الرحمن الرحيم.,
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين، وبعد:
    فإن مايجرى اليوم فى بلاد الشام أمر تتقطع له نياط القلوب، وتفيض من أجله مياه العيون ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، فبلاد الشام مهد الخلافة الأولى ، وأرض المحشر والمنشر ، والأرض التى بوركت للعالمين ، وهى التى وصى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ، رضى الله عنهم ـ بسكناها ، وأخبرهم بفضلها وبركاتها ، وهى مأوى الطائفة المنصورة ، والفئة الصالحة المذكورة المشهورة ، وكم سكنها من صالحين ، وأولياء ومجاهدين ، وعلماء عاملين ، وكم ازدانت بعظماء لا ينساهم الزمان ، ولا تبلى أعمالهم على كرور الأيام والأعوام ، فهى بلاد أبى الدرداء وأبى ذر ومعاوية، وبلاد أبى مسلم وأبى إدريس الخولانيين ريحانتى التابعين ، وبلاد آل قدامة ، والعز ابن عبد السلام ، وابن تيمية وابن القيم ، وال السبكى ، والذهبى وابن كثير ، ونور الدين وصلاح الدين ، وحدث عن البحر ولا حرج.
    هذا وقد تسلط على بلاد الشام فى غفلة من أهلها ، ومؤامرات من أعدائها فئة ظالمة باغية كافرة تسربلت بسرابيل القومية العربية المنتنة ، ومبادئ حزب البعث الضال ، وتآمرت على الشعب السورى ، وانتهكت محارمه ، وأقصت كل فاضل صالح ، واستعانت بكل طالح فاسد ، وسرقت ثروات البلاد ، وباعت الجولان لإخوان القردة ، وأضعفت الجيش السورى حتى صار معه اليهود امنين مطمئنين ، وعاثت فى الأرض فسادا لم يفسده الصليبيون فيها ولا التتار ، وذبحت المسلمين فى حماة وغيرها ذبح الحقود الذى أعماه الحقد وأصمه ، وما يوم حليمة بسر.
    هذا وان الشعب السورى الباسل النصيرى الكافر لم يتعظ مما جرى على النظامين التونسى والمصرى ، ولم يستفد مما يجرى الآن على النظامين الليبى واليمنى ، ويصر على أن يذيق الشعب السورى الشقيق سوء العذاب على يد جلاوزته وأزلامه،

    ويأبى إلا أن يستمر فى طغيانه ضاربا بعرض الحائط كل ما يجرى فى بلاده، وليعلم هذا النظام الحقائق التالية:

    أولا: انه من المعلوم من سنن الله تعالى فى الكون ، ومما يؤخذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان الله يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"ومن المعلوم مما ظهر حتى الآن من نتائج الثورات العربية أن هذا النظام لن يدوم ـ ان شاء الله تعالى ـ وأن نهايته وشيكة ، وان غدا لناظره قريب ، وهذه بشرى تبشر بها الرابطة كل المسلمين.
    ثانيا: ان النظام السورى قد اغتصب السلطة اغتصابا ، ولم يرض عن حكمه السوريون يوما من الدهر ، وأن صدورهم تغلى عليه غليا ، وقد حانت الفرصة لتسوية الحساب معه ، وأن الشعب السورى لن تغره دعوات الإصلاح الكاذبة التى يمنيهم بها النظام ،كيف وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"، فالشعب السورى ماض فى ثورته الى النهاية المشرقة بإذن الله ، و"يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
    ثالثا : وليعلم النظام الغاشم العاتى الظالم أن علماء السوء الذين استخدمهم ليدافعوا عن نظامه ، وليثبطوا الشعب السورى الباسل لن يغنوا عنه شيئا ، وأن الشعب لن يصغى اليهم ، فقد عرف أنهم بلغة السلطان ، وأنهم أولياء الباطل ونصراء الظالم ، وياعجبا من حالهم ألم يقرأوا قول الله تعالى :"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" ؟ وقد قال المفسرون فى تعريف الركون انه أدنى الميل ، فكيف بمن مالوا كل الميل مع الظالم؟
    رابعا : وليعلم النظام أن الدول التى تقف معه الآن لن تغنى عنه شيئا ،وستتخلى عنه إذا رأته يترنح، وليعتبر بما جرى على النظام المصرى الذى لم ينفعه قريب ولا بعيد ، على عظم محاولات إنقاذه وإسناده .

    وأما الشعب السورى الشقيق فان الرابطة تدعو له بالتوفيق والنصر ، وتذكره بالتالى :

    أولا : إن النصر مع الصبر ، كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم ، وان النصر صبر ساعة ، وتذكره بقول الله تعالى :"ياأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" .
    ثانيا : ان الرابطة تحذر الشعب السورى الشقيق من ايقاف ثورته ، والانخداع بمعسول أقوال النظام ، فان الشعب متى يئس وتوقف فسينتقم منه النظام شر الانتقام ، وليذبحنه ذبح النعاج ، فالله الله من الركون للظالمين والنخداع بهم ، هذا وان الرابطة إذ تحذر الشعب إنما تصنع ذلك من باب التذكير وإلا فهى تعلم علم اليقين أن الشعب السورى واع وناضج ، وفاهم لما يخطط له هذا النظام الظالم.
    ثالثا : وتوصى الرابطة الشعب السورى بالدعاء وتقوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وكثرة الذكر ، وحسن الطاعة ، وجميل التوكل ، وليذكر دائما قول الله تعالى :" ياأيها الذين ءامنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون . وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين " .

    ـ هذا وان الرابطة لتوصى كل من يملك نصرة هذا الشعب المبتلى أن ينصره ولا يخذله ، فان النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله"، وان ترك المسلم بين براثن الظالمين لايجوز شرعا ولا مروءة ولا شهامة ونخوة.
    ـ والله أكبر ، والعزة للمسلمين ، والهوان لأعداء الله الطغاة الظالمين، والحمد لله رب العالمين.

     

    أمين عـــام الرابطــــة          رئيـــس الرابطـــــة

    د: صفـــــوت حجــــــــازى     د:أحمد الريســـــــونى

     

    الاثنين : 22 جمادى الأولى 1432 ه الموافق 2 مايو 2011م