الثلاثاء 16 أبريل 2024 10:22 صـ 7 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    تقارير

    مشاركة أفراد من أجهزة أمن السلطة في المقاومة.. الرسائل والدلالات

    رابطة علماء أهل السنة

    ألقت حادثة استشهاد المقاوم أحمد نظمي علاونة (26 عاما) خلال تصديه، أمس الأربعاء، لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، الضوء مجددا على انخراط عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في المجموعات العسكرية التي ظهرت في مدينتي نابلس وجنين (شمال الضفة الغربية) تحديدا.

    وعلاونة ضابط في جهاز الاستخبارات الفلسطيني، أحد أهم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، ارتقى وهو يخوض مع مجموعة من رفاقه اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال، حينما استهدفه قناص برصاصة في رأسه، قتلته على الفور.

    وفور إعلان استشهاده؛ نشرت لعلاونة صور وهو يحمل سلاحا، ويضع على رأسه عصبة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وخلال تشييعه أعلنت كتية جنين التابعة لـ"الجهاد" أنه أحد قادتها، بينما غاب أي تواجد للأجهزة الأمنية الفلسطينية في جنازته، رغم أنه منتمٍ إليها.

    وفي 14 أيلول/سبتمبر الجاري؛ نفذ الشهيد أحمد عابد، الضابط في جهاز الاستخبارات أيضا، برفقة ابن عمه عبدالرحمن، وكلاهما من بلدة "كفر دان" غرب جنين، عملية نوعية داخل حاجز الجلمة، شمال شرق المدينة.

    وأسفرت العملية عن مقتل ضابط بجيش الاحتلال، وظهر الشهيد أحمد باللباس العسكري في إحدى الصور المنشورة له، ما يؤكد أنه أحد عناصر الجهاز الأمني الفلسطيني بالضفة.

    وفي السياق ذاته؛ أُصيب ضابط الشرطة محمود حجير برصاص الاحتلال على حاجز حوارة، جنوب نابلس (شمال)، وجرى اعتقاله خلال إطلاق نار على الاحتلال قبل نحو شهرين.

    واعتقل الاحتلال ضابطاً في حرس الرئاسة من بلدة سلواد، شرق رام الله (وسط)، بعد محاصرة منزله، وهو أب لأسيرين.

    كما اعتقل الاحتلال في عملية عسكرية؛ الضابط بالأمن الوقائي محمد الطوباسي من مخيم جنين في أيار/مايو الماضي، بتهمة قتل جندي.

    ويمثل انخراط عناصر الأمن في موجة العمليات المتصاعدة بالضفة المحتلة، هاجسًا حقيقيًا للاحتلال الإسرائيلي؛ نظرًا لانسلاخ تلك العناصر عن المشروع السياسي الذي تنتهجه السلطة الفلسطينية، وفشل محاولات تغيير عقيدتهم الأمنية، إضافة للإمكانات التي يمتلكونها، ما يساعدهم في إيقاع الخسائر بالإسرائيليين، حسب محللين سياسيين وخبراء أمنيين.

    كما أن تزايد عدد المقاومين من عناصر الأجهزة الأمنية، سواء الشهداء أو المعتقلين، يؤكد فشل مشروع المنسق الأمني الأمريكي بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، الجنرال كيث دايتون، قبل 17 عاماً، في تدريب الأمن الفلسطيني على عقيدة أمنية وظيفتها حماية الاحتلال، وإحباط أي عمل مقاوم.

    وقال الخبير بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن "هذه العمليات فردية، وينفذها المقاوم بعيدا عن جهازه الأمني، إلا أنها تؤكد أن قناعات كثيرين من عناصر السلطة بجدوى المقاومة تتزايد من جهة، وأن محاولات تغيير العقيدة الأمنية بالنسبة للعناصر لم تجدِ نفعا، وأنهم لم ينسلخوا عن محيطهم".

    وأضاف لـ"قدس برس" أن "الرسالة الأهم هي أن عملية تطهير الأجهزة الأمنية من الأشخاص المؤمنين بنهج المقاومة قد فشلت، وأن كثيرين منهم يشعرون بالاحباط لتصرفات القيادة السياسية الفلسطينية، لكنهم صامتون لحاجتهم للراتب الشهري فقط".

    وتابع منصور أن "مشاركة أفراد بالأمن الفلسطيني في المقاومة، تحمل مؤشرًا خطيرًا للاحتلال؛ لأنه أمام فدائي مدرب على السلاح، وليس مجرد شاب هاوٍ أو متحمس، ورصاصاته لا تخيب، وبالفعل تمكن أحمد عابد من قتل ضابط كبير في عملية الجلمة".

    وأردف: "هم بالمحصلة فلسطينيون يعيشون تحت الاحتلال ،ويمرون عبر حواجزه، وتتعرض المناطق التي يقطنون بها للاقتحامات، وهذا يجعل الكثير منهم يشعر بتأنيب الضمير، ويخلق لديه شعورا بضرورة التحرك، ولكنه يبقى تحركا فرديا غير منظم".

    وأشار إلى "انخراط أفراد من الأجهزة الأمنية في المواجهة المسلحة، خلال ما عرف بهبة النفق عام 1996، وفي الفترة الأولى من انتفاضة الاقصى عام 2000، حيث تمكنوا من قتل العديد من جنود الاحتلال".

    وأكد منصور أن "دخول عناصر من الأمن الفلسطيني على خط العمل المقاوم، ناجم عن رفضهم لمحاولات الاحتلال تحويل العاملين في الأجهزة الأمنية إلى عملاء له من خلال التنسيق الأمني، وتضخيم كل حدث، سواء اعتقال او اغتيال مقاوم، على أنه تم بعد وصول معلومات من السلطة عن تحركاته".

    ولفت إلى أن "من المعلوم أن الاحتلال عندما يريد اقتحام أي مدينة أو مخيم في مناطق (أ)، الخاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية الكاملة، يقوم بتبليغ الارتباط الفلسطيني، الذي يرسل إشارة تعرف بـ(صفر صفر)، وهي تعني إخلاء الأمن الفلسطيني ذلك المكان وانسحابه إلى مقراته الأمنية، إلى حين انتهاء اقتحام قوات الاحتلال".

    وفي الفترة من عام 2015 حتى اليوم، شهدت الضفة عمليات نفذتها عناصر في الأجهزة الأمنية، ولعل من أبرزهم الشهيد مازن عريبة من جهاز المخابرات العامة، الذي نفذ عملية إطلاق نار على سيارة لجيش الاحتلال قرب حاجز حزما العسكري، ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجراح.

    ومن ثم عملية الشهيد المقاتل أمجد السكري من جهاز الشرطة الفلسطينية، الذي اقتحم بسلاحه حاجز بيت إيل العسكري عام 2016، فأصاب ثلاثة جنود إسرائيليين، ثم جاء الشهيد محمد تركمان ليواصل مسيرة السكري بتنفيذ عملية مماثلة على الحاجر ذاته، باشتباك أصاب خلاله ثلاثة جنود أيضًا.

    وفي منتصف عام 2021 اشتبك الشهيدان تيسير عيسة وأدهم عليوي من جهاز الاستخبارات العسكرية مع الاحتلال خلال عملية اغتيال الشهيد جميل العموري على يد وحدة خاصة لجيش الاحتلال.

    أجهزة السلطة المقاومة الاحتلال الضفة الأمن

    تقارير