الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 09:50 مـ 4 ربيع آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    الرابطة بيانات الرابطة

    بيان العلماء حول الإساءة لنبي الله عيسى بن مريم في افتتاح أولمبياد باريس 2024م

    رابطة علماء أهل السنة

    الحمد لله رب العالمين، وصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد، وعلى جميع أنبيائه ورسله، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    وبعد:
    فقد تابع العلماء باهتمام بالغ ما قامت به اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024م في حفل الافتتاح من إساءة بالغة وتعد سافر على مشاعر السواد الأعظم من البشرية من مسلمين ومسيحيين، وغيرهم ممن يرفض ازدراء الأديان والشعائر المقدسة، فقد تمت محاكاة ساخرة، وتجسيد في غاية البذاءة والانحطاط للوحة العشاء الأخير التي تحمل إشارة رمزية لنبي الله سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، من خلال عرض "دراغ كوين" الذي يحمل ترويجا للشذوذ وتسويقا للقيم المعارضة للفطرة الإنسانية.
    وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسعيا للحفاظ على الفطرة السوية، وتنديدا بكل عمل يحمل إساءة لأنبياء الله ورسله، واعتقاد المسلمين جميعا بنبوة المسيح وعلو منزلته رسولا من عند الله تعالى مصداقا لقول الله سبحانه ﴿قولوا آمَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا وَما أُنزِلَ إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ وَالأَسباطِ وَما أوتِيَ موسى وَعيسى وَما أوتِيَ النَّبِيّونَ مِن رَبِّهِم لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ﴾ [البقرة: ١٣٦]؛ فإن العلماء يؤكدون في بيانهم هذا على ما يلي:
    أولا: إن الإساءة لنبي الله المسيح عيسى بن مريم في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024م لهو إساءة للمسلمين والمسيحيين في العالم على حد سواء، بل هو إساءة لكل أصحاب العقول السليمة الذين يرفضون الإساءة لمعتقدات الآخرين ومقدساتهم.
    ثانيا: يرى العلماء أن استدعاء حرية التعبير في هذا الأمر لا يستساغ أبدا، فلا بد مع ممارسة حرية التعبير من احترام معتقدات الآخرين، وعدم العدوان عليهم، وإلا كان ذلك مدعاة للفوضى، ونشرا للكراهية، وإفسادا للمجتمع الإنساني، وهو مبدأ متفق عليه بين جميع العقلاء من جميع الأمم والشعوب، وهذا العمل ليس إلا اعتداء على الحرمات، وازدراء للمعتقدات التي يؤمن بها ويقدسها السواد الأعظم من البشرية.
    ثالثا: يؤكد علماء المسلمين أنهم يرفضون الإساءة إلى المقدسات، وأنهم مع التعايش الإنساني القائم على الحرية المنضبطة بالعدالة، وعدم التعدي على حقوق الآخرين، وأن الوقوف بوجه كل من يعتدي على المقدسات ويشوه أحد أنبياء الله ورسله واجب مقدس ومن صميم الدين الإسلامي.
    رابعا: يشكر العلماء كل من أدان واستنكر هذا الفعل المشين، كما يهيب العلماء بالمؤسسات الرسمية، والمنظمات الحقوقية، والجماهير العريضة التي تستنكر الإساءة للآخرين في معتقداتهم ومقدساتهم، إلى رفع مستوى الاستنكار وممارسة أعلى درجات الضغط على اللجنة المنظمة والدولة المستضيفة للاعتذار عن المشهد المستهجن.
    خامسا: يدعو العلماء إلى سن قوانين وتشريعات دولية تجرم ازدراء الأديان، والإساءة إلى المقدسات؛ استنادا إلى وجوب صون حرمة الأديان ورموزها، وضمانا للتعايش السلمي بين المجتمعات الإنسانية.
    سادسا: يرى العلماء أن حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024م يعبر بكل وضوح عن انتهاج فرنسا نهجا جديدا في تطرفها الفكري والسلوكي؛ وذلك من خلال فرض أفكار طارئة تخالف الفطرة الإنسانية على العالم، وأن ترويجها للعدالة والحرية والسلام والحقوق لم يعد سوى شعارات جوفاء، تكذبها الاقوال والأفعال، مع تقديرنا لكل الشخصيات الفرنسية التي أدانت هذه الإساءة، واستنكرت هذه المشاهد.

    والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

    بيان علماء الإساءة نبي عيسى أولمبياد فرنسا

    الرابطة