الجمعة 3 مايو 2024 05:48 مـ 24 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    ومن أراد الوصول إلى الله..فلن يمنعه مانع

    رابطة علماء أهل السنة

    ومن أراد الوصول إلى الله..فلن يمنعه مانع

    قبل شهرين عشنا أياما معدودات رمضان فاغتنمها الموفقون المحظوظون ، وحصدوا فيها الأجور والحسنات ،وارتقو في الدرجات، وكفروا السيئات ، ثم انقضت تلك الأيام، وحزن تجار الطاعات، لسرعة انقضاء تلك الأيام المباركات.
    ثم ما لبثت أن دخلت علينا الأشهر الحرم ابتداء من أول ذي القعدة من أجل تمهيد وتهيئة النفوس لأيام الحج - للعشر الأولى من ذي الحجة - والأشهر الحرم تضاعف فيها الأجور وتزاد فيها الحسنات قال تعالى (ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم) وظلم النفس يكون بالوقوع في المعاصي والإعراض عن الطاعات

    وها نحن ندخل -بفضل الله- أيام العشر الأوائل من ذي الحجة ذات الأجور المضاعفة، والأعمال الفاضلة ، ففضلها لا يخفى علينا والأحاديث النبويه فيها مشهورة جدا منها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري.
    وفيها يوم عرفة :عند مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال:سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، قال: (يكفر السنة الماضية والباقية)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ، فيقول :ماذا أراد هؤلاء) حديث صحيح
    ويقول في حديث آخر: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة) صحيح
    وفيها يوم النحر:جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر) صحيح.
    ويوم القر :اليوم التالي ليوم النحر أي يوم الحادي  عشر من ذي الحجة.

    ومن أجل هذا الفضل نذكر بلائحة من الأعمال التي ينبغي المداومة عليها:
    ١-الرباط في ثغور الأمة كلها ، وعلى رأسها مواطن المواجهة العسكرية في الحديث(رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان) رواه مسلم

    ٢-اتقان الإنسان عمله ومهنته التي يقوم عليها، والحرص على الإنتاج فيما يفيد الناس فقد جاء في الحديث(ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
    وفي الحديث الاخر (خير الناس أنفعهم للناس)
    فالوزير في وزارته والموضف في وضيفته والمهني في مهنته والمدرس في تدريسه والطالب في دراسته وكل شخص في مجاله ، وكل إنسان في مقامه الذي اقامه الله فيه لأنه مسؤول عن ذلك ، في الحديث :( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...).
    ٣- العمل الجاد والهادف والمستمر بما يعود على الأمة الإسلامية باجتماع كلمتها وتوحد دولتها والخروج بها من وحل التبعية لتعود لريادة الأمم كما كانت، ولنا أن نستحضر هذا المعنى عند مشاهدة جموع المسلمين من مختلف أنحاء العالم باختلاف السنتهم والوانهم واشكالهم وطبائهم وأجناسهم- فيذكرنا هذا بضرورة الإتحاد، وتوحد المشروع، ووضوح المنهج ودقة الهدف ، ومشروعية المقصد.
    ٤-الاكثار من أعمال البر المختلفة والإحسان للآخرين ،كالصدقة والتعاون والدعوة ، ومساعدة الناس في سائر امور الحياة.
    ٥- تصفية القلب تجاه المسلمين وتنقيته من الأحقاد والأمراض ، واستبدال الحب وحسن الخلق وحسن الظن بها.
    ٦- الذكر والصيام وقراءة القرآن الكريم، والحرص على النوافل والسنن خلال هذه الأيام.
    ٧-الدعاء المستمر المتواصل حتى يرفع الله الغمة عن الأمة.
    ٨-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    ٩- التزام خصائص هذه الأيام، والحرص على نيل فضائلها.


    وهذا ليس كل ما ينبغي فعله في العشر الأوائل من ذي الحجة، فأبواب الخير كثيرة وانواعة متعددة ، ولكن هذا غيض من فيض، وأعتقد أنها أولويات المرحلة وواجبات الوقت . 

    ومن أراد الوصول إلى الله..فلن يمنعه مانع.

    العشر الوصول الله واجب المسلم

    مقالات