الخميس 3 أكتوبر 2024 11:24 مـ 29 ربيع أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار مصر

    هل يوجد علاقة بين أزمة قناة السويس ومشروع “بن جوريون” البديل لها؟

    رابطة علماء أهل السنة

    تلقي أزمة قناة السويس ومساعي كيان العدو الصهيوني إيجاد طريق بديل، الضوء على أهم أسباب تفريط قادة جيش مصر في جزيرتي "تيران وصنافير"؛ فالضباط الذين فرطوا بأهم جزر العالم وتتحكم بممرات مائية استراتيجية والأهم سالت عليها دماء مصرية، هم أنفسهم من هدموا سيناء لأجل إسرائيل!
    اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي "تيران وصنافير" من مصر إلى السعودية لم تكن شيئا اعتباطيا ولا هي مجرد صفقة تجارية تم من خلالها بيع أرض مصرية من أجل المال لضخه في اقتصاد البلاد المتهالك، كما يتم تصوير الأمر، تتعلق المسألة بمشروع أوسع تم التخطيط له وهو اليوم يُنفّذ بعد أن أصبح الظرف مناسبا لتنفيذه.
    أصبح ممر تيران ممرا دوليا بموجب اتفاقية نقل السيادة إلى المملكة السعودية، بعد أن كان ممرا خاضعا للسيادة المصرية، وأصبح بإمكان إسرائيل تبعا لذلك فتح قناة تربط بين الممر والبحر الأبيض المتوسط، وهذا ما أعلنته “إسرائيل” حيث بدأ العمل على إنجاز قناة بن غريون الرابطة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر عبر مضيق تيران، لتكون قناة بديلة لقناة السويس.

    إلا كراسيهم!
    خسرت مصر بتنازلها عن الجزيرتين الحق في التحكم بممر تيران، وهو ما كانت تفعله قبل ذلك؛ فرغم أن اتفاقية "كامب ديفيد" تشترط أن تكون مضايق تيران مفتوحة أمام كل السفن، فإن هذا الشرط يسري فقط في أحوال السلم وفي ظروف “المرور البريء”، وما دامت المضايق تحت السيطرة المصرية فإن مصر تستطيع إغلاقها في حالة الحرب أو لو اشتمت نوايا سيئة للسفن المارة، غير أنه وبعد التنازل عن الجزر للسعودية تصبح مياه مضيق تيران دولية وليس لمصر أي حكم عليها لا في السلم ولا في الحرب.
    إنشاء "قناة بن غريون" لا يعني شيئا سوى خنق قناة السويس. فالقناتان متقاربتان في الطول باعتبار أن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط مساوية تقريبا للمسافة التي أنشئت عليها قناة السويس، غير أن “إسرائيل” ستقوم بخفض المسافة في قناة بن غريون بالمقارنة مع تلك التي تجتازها السفن في قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط.. وهو ما يعني خلق منافسة غير متكافئة أبدا بين القناتين.
    يقول الباحث والكاتب الدكتور محمد المختار الشنقيطي :" تذكَّروا هذه الكلمات: أزمة السفينة التي تسد قناة السويس تمهيدٌ لبدء الصهاينة -بتواطؤ السيسي– حفر قناة بن غوريون، البديلة عن قناة السويس، للقضاء على آخر رمق لمصر. وسيكون حلفاء السيسي في الليكود العربي -الذين اشتروا منه جزيرتيْ تيران وصنافير لصالح إسرائيل- داعمين للقناة الجديدة".
    هل يمكن لديكتاتور صهيوني مثل السفاح السيسي أن يتخذ، بإصرار ملفت، قرارا يعرف مسبقا أنه يؤدي إلى تدمير اقتصاد بلده؟ ألم يكن السفاح وحكومته يعرفان أن نقل السيادة على " تيران وصنافير" إلى السعودية يعني إعدام قناة السويس، وما يجره ذلك من خسائر اقتصادية فادحة على مصر؟ ألا يبرر هذا القرار بالتخلي عن السيادة على الجزيرتين طرح أسئلة حول الجهة التي يعمل السفاح السيسي من أجل تأمين مصالحها؛ وهل هي مصر أم اسرائيل؟.


    يقول الناشط السياسي محمود المغربي:"اظن أن موضوع قناة السويس والسفينة الجانحة شيء مفتعل لصالح قناة بن جوريون، وأظن أن أمراء الليكود العربي اشتركوا فى المؤامرة".

    وتقول ناديل حلمي:" الحكام العرب كل شيء ممكن يتغير إلا كرسيهم .. لا يمكن أن يفرطوا فيها؛ ولهذا مستعدون أن يدفعوا من أجله الوطن و كل أبناء الوطن".
    ويقول الناشط علي محمود:"أعتقد أن جنح هذه السفينة يقف خلفه الموساد حتى يحمس العالم لحفر القناة البديلة بن جوريون من خليج العقبة حتى يتم سحاب البساط من قناة السويس؛ يعني بأختصار تم سرقة مياه مصر عبر سد النهضة وسرقة قناتها التي تدر عليها المليار من الدولارات بإنشاء بديل لها. اللهم احفظ بلاد المسلمين".

    مبدأ كارتر
    في ستينيات القرن العشرين، خططت الولايات المتحدة مع إسرائيل لحفر قناة إسرائيلية بديلة لقناة السويس باستخدام أكثر من 500 قنبلة نووية، وذلك بهدف تنصيب إسرائيل كمتحكمة بتوريدات النفط من الشرق الأوسط باتجاه أوروبا والولايات المتحدة، وضمان أمن النفط في ما عرف لاحقا في السبعينيات باسم مبدأ كارتر.


    ولذلك من غير المستبعد أن تكون حادثة إغلاق الناقلة العملاقة التابعة لشركة "إيفر غرين" اليابانية عملا مدبرا لا يمكن فصله عن المخططات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، فما يجري و ما سيجري لاحقا ليس معزولا عن السياسات الغربية للتحكم بالاقتصاد العالمي ولا سيما أن قناة السويس هي شريان حيوي يصل آسيا بأوروبا اقتصاديا، ويمر من خلاله 20% من مجمل التجارة البحرية الدولية.


    ما يعزز هذا الاتجاه في التفكير، هو قيام البنك الفيدرالي الأمريكي في الآونة الأخيرة بطباعة تريليونات من أوراق الدولار دون رصيد، واحتمال هزة عنيفة تهدد الاقتصاد الأميركي جراء سياسات الإغلاق نتيجة جائحة كوفيد، ولذلك تسعى الولايات المتحدة لزيادة الطلب على عملتها أملا في إنعاش اقتصادها المهدد.
    كذلك لا يمكن فصل الحادثة عن حادثة تفجير مرفأ بيروت بهدف إخراجه من الخدمة لمصلحة مرفأ حيفا الإسرائيلي، والذي من المخطط أن يصبح بوابة الاقتصاد الخليجي باتجاه أوروبا بعد استكمال اتفاقيات التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل.
    وذلك عقب التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني وما نتج عنه من اتفاقيات يجري العمل عليها في الوقت الحالي بين موانئ دبي العالمية ومجموعة “دوفرتاور الإسرائيلية”، تشمل التقدم بعرض مشترك في خصخصة ميناء حيفا المطل على البحر المتوسط.
    وفور إعلان التطبيع بين عصابة الإمارات وكيان العدو الصهيوني، شرعت عدد من الشركات الإماراتية للتوقيع على اتفاقيات شراكة مع نظيراتها الإسرائيلية، والتي من ضمنها وأهمها هو ما يتعلق بفتح خط شحن مباشر بين "ميناء إيلات" المطل على البحر الأحمر و"جبل علي" في دبي، وتسعى من خلاله الإمارات إلى تصدير منتجاتها وعلى رأسها المنتجات البترولية إلى أوروبا عبر ميناء حيفا المطل على البحر المتوسط بدلًا من من مرور سفن الشحن من قناة السويس، وهو ما يضعف من إيرادات القناة، لأن 17% من عائدات القناة تأتي من ناقلات النفط.


    ستدفع مصر وشعبها غاليا ثمن تنازل عصابة الانقلاب عن جزيرتي "تيران وصنافير" وانبطاحها للسعودية، وستكون قناة بن جوريون الثمن الأغلى التي ستدفعه فور إنجازها، وحينها ستقف السعودية إلى صف إسرائيل وسيدافع بن سلمان عن مشروعيتها، وحينها ستكون مصر حينها هي الحلقة الأضعف مادام العصا الأمريكية الغليظة بيد وتحت تصرف وفي مصلحة وصف (إسرائيل).

    مصر تيران وصنافير مشروع بن جوريون قناة السويس

    أخبار