الثلاثاء 7 مايو 2024 10:57 مـ 28 شوال 1445هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    رفقا بالإسلاميين يا إخوة الإسلام

    رابطة علماء أهل السنة

    رفقا بالإسلاميين يا إخوة الإسلام
    إن مما يعين علی قراءة الأحداث قراءة  دقيقة وعادلة ، هو الأخذ بسياقاتها الظرفية والتاريخية بعين الاعتبار  ، إضافة إلی معرفة خلفياتها معرفة جيدة ، هذه أمور ضرورية لتكون القراءة جادة  وموضوعية ، أقول هذا لأن النفس ضاقت من كثرة ما نری من النقد والمآخذات غير العلمية علی الجماعات الإسلامية التي خاضت التجارب السياسية بعيد ما يسمی بثورات الربيع العربي قبل خمس سنوات في دول الربيع العربي ، سأخص كبری تلك الدول بالحديث ، ألا وهي جمهورية مصر العربية بما تتمتع  به من ثقل في هذه الأمة ،  ولأن كبری الجماعات الإسلامية بها قبل ثمانين عاما ، ولها سجل تاريخي حافل في مجال الدعوة والسياسة والجهاد ، ولعلك واجد في كلامي هذا ما هو منسحب علی جماعات إسلامية أخری في دول أخری ،  أخص مصر بالذكر لأنني عشت بعض فصول أحداثها  وأنا فيها شاهد ،  فهنا نذكر بعض نقاط ثم نستنتج منها ما شاء الله أن نستنتج :
    ١/ فوز جماعة الإخوان في خمسة استحقاقات   انتخابية وفوز جماعات إسلامية أخری في بلدان أخری يعني ذلك مصداقية كبيرة تتمتع بها هذه الجماعات لدی شعوب تلك البلدان ، رغم  المحاربة والمضايقة  والمحاصرة التي طالتها عقودا مديدة ، ورغم الأموال الهائلة والقنوات الإعلامية والجرائد والصحف التي سخرت ، والأعمال الإرهابية التي مورست ضد  تلك الشعوب تخويفا لها من اعتلاء الإسلاميين سدة الحكم قبل العملية الإنتخابية ، أسهم في هذه العملية الخسيسة القريب في الداخل والجار ذو القربی والعدو المتربص  من الخارج  ، تجمعهم مصلحة واحدة هي ألا تقوم للإسلام قائمة ،  مع ذلك كله علقت تلك الشعوب أملها علی تلك الجماعات بعد الله تعالی بالتصويت لها والدفع بها حتی نجحت في ذلك نجاحا مبهرا

    ٢/  معلوم في مصر وفي اليمن خصوصا أن الجماعة الإسلامية هي العمود الفقری لتلك الدول علما وثقافة وخدمة  وتفانيا في صالح العام  وفي مجال التضحية والجهاد 

    ٣ /  جماعة الإخوان في مصر واليمن هي الجماعة الوحيدة التي تتمتع بالكفاءات العلمية والسياسية   والفكرية  العالية التي لا تضاهيها في ذلك باقي الجماعات الوطنية الأخری 

    ٤/  إن العالم الذي رمی تجربة الإسلاميين عن قوس واحدة ، يدرك  يقينا ما تحمله هذه الجماعة من عوامل نجاح  في برنامجها وأهدافها ، وأنها قادرة علی تحقيق ذلك ، لذا لم يتريث وقاد الإنقلابات علی الإسلاميين عن طريق وكلائه ، ضاربا عرض الحائط كل الأعراف والقوانيين الدولية

    ٥/ كما لا يخفی أن الإسلاميين عملوا في أوساط إجتماعية مريضة ، تعمد إمراضها قصدا من عقود ، وعشش الفساد والإنحلال فيها بفعل فاعل ، يكفي أن تعرف أن مصر الأزهر بها ثلاثون مليون أمي حسب بعض المعنيين ، فعلا هذه قنابل قابلة للإنفجار في أي لحظة إذا أريد لها ذلك

    ه٦ / دور الكنيسة المصرية التي دأبت علی زعزعة الإستقرار أيام الرئيس مرسي  وحشد أتباعها وإجبارهم علی النزول للمظاهرات ضد الإسلاميين

    ٧/ الأزمات المفتعلة  كطوابر البنزين المفتعلة ،وانقطاع الكهرباء المفتعل وسرقة السيارات وغير ها من الأزمات التي كان الإنقلابيون وراءها.

    هذا غيض من فيض ، استحضره في ذهنك وأنت تُقيم  تجارب الإسلاميين في مصر وغيرها ، ثم اجعل نفسك مكانهم ، ثم سل نفسك عماذا يمكنك فعله وأنت محاط بهذا الدواهي وأخری غيرها وأشد .
    إن عملية النقد فيها شيء من اللذة ، لذا يتعاطاها الكثيرون ، حتی وإن لم يذكروا شيئا واقعيا بديلا عن تجربة الإسلاميين وحلولهم ،  فالتنظير وما أسهل التنظير الخيالي  أو الكلامي ، لكن الواقع  يحجمه ليعيده إلی المنطق .
    لا يخفی أن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الإنسان ،  ولا ينتهي إلا بانتهائه ،  تشهد بذلك النصوص والتاريخ ، فلا يتوقعن إنسان أن الإسلاميين لو فعلوا كذا أو كذا لرضي الغرب الكافر والأمريكان  بهم  كلا ، حتی يردوكم عن دينكم إن استطاعوا
     
    وليس من المروءة أن تجهز علی الجريح ،  فكيف إذا كان ذلك الجريح تزعم أنه يجمعك و إياه هم واحد وهو الإسلام .
      
    تجربة الإسلاميين عمل بشر قابل للخطأ والصواب ، ويكفي أنهم قدموا للأمة تجربة وإن كانت باهظة الثمن ،  وعرت الأنظمة الدولية والإقليمية والأفاعي الداخلية .

    للأسف أن بعض الإخوة عندما يتحدث عن الإخوة الإسلاميين في مصر فكأنه يتحدث عن الغوغائيين  لا يعرفون شيئا عن النظام الدولي ويقترح عليهم إقتراحات غريبة ، وهم أساتذة الجامعات ودرّس بعضهم حتی في الجامعات الأمريكية والغربية بالمناسبة .

     يسجل  للإسلاميين أنهم أصحاب دين وقضية  ، والله لو كانوا غير ذلك لباعوها كما باعها غيرهم حرصا علی الكرسي والملك ، لكن دينهم يأبی لهم ذلك ، فاختاروا السجن والموت دون العرض والدين
    ليس هناك مسلم جاد يرفض مبدأ المساءلة والمحاسبة ،وهو في لب الدين ،  وكذلك النقد البناء والنصيحة ، لكن المشكلة تكمن في أهلية النقد والناقد ومتی وكيف وأين .
     

    النصيحة النقد الاخوان مصر المسلمين الحركة

    مقالات